إذا كان بين القراء من يقرأ هذه الصفحة بانتظام، فهو ربما يذكر انني كتبت في الاسبوع الاول من آذار مارس الماضي عن "الزوجة المستسلمة"، من وحي كتاب بهذا العنوان اثار ضجة في الولاياتالمتحدة بعد ان زعمت المؤلفة لورا دويل انها اكتشفت الطريق الى السعادة الزوجية، وهو ان تستسلم الزوجة للزوج، وتوافق على كل شيء يقوله او يفعله. الكتاب أثار ضجة في انكلترا ايضاً، ولا أزال أقرأ منذ شهرين تعليقات عليه، اكثرها سلبي، خصوصاً من دعاة حرية المرأة. ماريون ماغيلري ليست من هؤلاء، غير انها حاولت العمل بنصائح دويل، وكتبت تحقيقاً طويلاً عن تجربتها الفاشلة. وهي قالت انها عندما اعادت الى زوجها بطاقات الكريدت ودفتر الشيكات، وقالت انها تكتفي بمصروف جيب منه كل يوم، اعتقد انها جنت. وحاولت بعد ذلك ان تعطيه مرتبها في آخر الشهر، فرفض اعتقاداً منه انها تريد في المقابل مرتبه الاكبر. ولم تستطع خلق الجو الرومانسي المطلوب في البيت لزوجها، لأنها عندما اضاءت شموعاً حول مائدة العشاء جاء الاطفال وأطفأوها. ويبدو ان حظ خبراء العلاقات الزوجية هبط مع البورصة هذه الايام، ففيما كانت الضجة قائمة على دويل كزوجة مستسلمة، قامت ضجة اكبر حول ايلين فين التي اشتهرت بكتاب "القواعد"، اي اساليب اصطياد الزوج، فقد صدر الكتاب الاول سنة 1995 ونجح نجاحاً هائلاً، فبيعت منه مئات ألوف النسخ على جانبي المحيط الاطلسي، وكان ان صدر "القواعد 2"، ثم "القواعد 3"، الذي أثار جدلاً هائلاً بعد ان تزامن مع طلاق ايلين فين. كنت قرأت الكتاب الأول، ولم أعد اذكر منه سوى اقتراح المؤلفة ان تكون المرأة بكامل زينتها دائماً، حتى انها اصرت عليها ان تمارس رياضة العدو وهي تضع احمر الشفاه. غير ان نصائح ايلين فين ارتدت عليها في الكتاب الاخير، ودار النشر "إي أو إل - تايم وورنر" اضطرت الى تغيير الغلاف الاخير الذي كان يقول ان المؤلفتين ايلين فين وشيري شنايدر متزوجتان وسعيدتان، وتعرفان كيف تحتفظان بزوجيهما. غير ان ايلين فين طلقت زوجها بول فاينرغيرتز والكتاب قيد الطبع بحجة انه هجرها بعد زواج 16 سنة. ومع ذلك فقد نزلت الى الاسواق في اميركا مئة ألف نسخة من "القواعد 3"، وهناك طبعة اخرى في الطريق. مثل هذا الوضع يذكرني بالنصيحة: لا تشتر دواء يعيد الشعر من حلاق اصلع. وكنت عرفت قبل سنوات ان الكتاب فاشل لأنني قرأت في حينه ان الأميرة ديانا قرأته وأعجبت به. وأكمل، على سبيل المساواة، برجل هو جون غراي مؤلف "الرجال من المريخ، النساء من الزهرة" الذي صدر قبل بضع سنوات، وهو كتاب يمزج الخرافة بالنصائح العصرية، ويزعم ان الرجال جاؤوا من المريخ والنساء من الزهرة، وكان كل فريق في كوكبه سعيداً، إلا انهما في الارض نسيا ماضيهما وبدأ الاختلاف والخلاف. اعترف بأنني لم اكمل قراءة هذا الكتاب في حينه عندما وجدت ان المؤلف يتحدث عن نجاح زواجه الثاني له ثلاث بنات ادعو لهن بالستر، من دون ان يشرح سبب فشل زواجه الأول. شخصياً، عندي من الملاحظات على الرجال والنساء ما يكفي مادة لكتاب من حجم متوسط، الا انني لا اعرف ان كانت ملاحظاتي تفيد في حسن العلاقة الزوجية او تركز الاضواء على الفروق بين الطرفين. لاحظت مثلاً : - المرأة تستطيع ان تقوم بزيارة كاملة على الهاتف. - المرأة تعتقد ان الرد على الهاتف او فتح البريد يتطلب منها ان تتزين، ولا تنسى احمر الشفاه. - عندما تسألك المرأة وأنتما خارجان للعشاء: كيف أبدو؟ لا تتوقع منك الصدق في الرد. - إذا رأيتها مكفهرة، وسألتها ماذا حدث، فقالت، لا شيء، فهناك "شيء" بالتأكيد. - إذا بكت المرأة لشرطي المرور او تنهدت ولهثت، يمزق المخالفة، واذا فعل الرجل ذلك فقد يصفعه الشرطي او يعتقله. - النساء يذهبن الى "التواليت" في المطعم زرافات، والرجال وحدانا. - المرأة لا تبكي بصمت او وحدها، بل يجب ان يسمعها احد او يراها. - النساء يستعملن 12 نوعاً من الشامبو، وهناك مئة زجاجة اخرى حول مغطس الحمام لا يعرف الرجل ما هي. - المرأة لا تحب ان تتابع كرة القدم على التلفزيون. هل يفيد مثل هذه النصائح في تحسين العلاقات الزوجية؟ لا اعتقد ذلك، فبعض النساء والرجال من نوع المثل "فالج لا تعالج" والتسريح باحسان افضل. وأنا الآن أقرأ "دليل الأبجدية" عن العلاقات هذه من تأليف لويزا ديلنر ودوروتا نوسفيتش، إلا انني غير مهتم بنصائحهما، وإنما أريد ان اعرف اذا كانتا متزوجتين، وهل احتفظتا بزوجيهما، ثم اريد ان اعرف ماذا يبدأ بالحروف اللاتينية الصعبة من نوع xyz، وهي يمكن ان تقارن عندنا بالحرفين ط وظ. من دون قراءة، اعرف انه اذا سافر الزوجان في اجازة اسبوع يحمل الرجل ثياباً لثلاثة ايام، وتحمل المرأة ثياباً لأربعة اسابيع.