تعامدت الشمس فوق الكعبة المشرفة مباشرة، عند الساعة 12:27 من ظهر الجمعة (15 يوليو 2016). واختفت ظلال الكعبة للحظات عند ارتفاع الشمس بمقدار 90 درجة عن أفق مكةالمكرمة، في ظاهرة يمكن للعامة من خلالها تحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية. وأوضح الباحث في قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز، ملهم بن محمد هندي، أن تعامد الشمس على الكعبة ظاهرة فلكية تتكرر مرتين في السنة خلال حركة الشمس بين الصيف والشتاء، مشيرا إلى تعامد الشمس على مكةالمكرمة هذا العام في 27 مايو الماضي، مصادفا لحظة أذان صلاة الجمعة بالمسجد الحرام. وأضاف أن هذه الظاهرة الكونية تأتي ضمن رحلة الشمس السنوية بين مداري الجدي والسرطان لتكون متعامدة على المدن التي تقع بين هذين الخطين مرتين سنويًا, مشيرا إلى أن مدار الجدي يُحدَد عند خط عرض - 23.5 جنوب خط الاستواء، ومدار السرطان عند خط عرض 23.5 شمال خط الاستواء, ويأتي ذلك بسبب ميلان محور الأرض على مدارها بنفس القيمة. وتابع هندي: "هذه الظاهرة الكونية تمكن سكّان الأرض الذين يستطيعون مشاهدة الشمس، لحظتها، وعبر أبسط الطرق وأسهلها من تحديد اتجاه القبلة بكل دقة وسهولة، بحيث يتجه الإنسان إلى الشمس ويضعها بين عينيه فيكون متجهًا إلى القبلة بدقة 100%، ومنها يمكن معايرة القبلة والتأكد منها في أي مكان تكون فيه". ولفت الباحث الفلكي إلى أن "سكان المُدن القريبة من مكةالمكرمة سيجدون صعوبة في تحديد اتجاه الشمس؛ لأنها ستكون قريبة جدًا من كبد السماء، لذلك يستطيعون تحديد القبلة عبر ظل الأشياء، بمعنى لو تم وضع القلم بشكل قائم سيكون اتجاه القبلة عكس ظل القلم تمامًا، وهي من الطرق القديمة لتحديد القبلة المستخدمة منذ القرن السادس الهجري"