لا شك أن الحرية الفكرية أساسية مهمة للعلم والمعرفة والثقافة، بل هي شرط في المعرفة، وفي الحديث: «لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان» متفق عليه، وقد قاس العلماء عليه الخائف، لما يشتركان فيه من سبب يضعف الفكر، والنظر والرويَّة، فلا يستطيع القاضي حينها (...)
ما انفكَّ وسيم يوسف عن افتعال الجدل حوله كل مرة بتنقلاته السريعة بين الآراء، إلى درجة أنه لا يكاد يُعرف له طريقة عبر رحلته الإعلامية، التي بدأت بالمواعظ، وتفسير الأحلام، مرورًا بالحديث السياسي، وهي لا تُثبت له قدمًا في العلوم الشرعية التي تكلَّم (...)
مرَّت على الناس أيام رسمت في وعيهم صورة للمثقفين، ولم يكن التصنّع بعيدًا عنها، كأنَّ من شروطها في ذلك الحين اللحية الكثة في القرن التاسع عشر، والغليون، على هيئة (سيجموند فرويد)، بساعة جيب، كأنه بارون أيام النبلاء. ثم تقلبت الصورة إلى ارتباط القهوة (...)
بين التحريم والتجريم
انتشرت نزعة بين التيارات الحركية، وأثرت في غيرها، ممن قد لا يفطنون إلى مصدر أفكارهم، وإن كانوا في الواقع يرددون بعض تلك الدعوات، فوقع خلط بين التحريم والتجريم القانوني، وصار لزامًا على القانون في نظرهم أن يكون تابعًا لقول فقيه، (...)
انتشرت مؤخرًا نقاشات متنوعة، حول عدد من الشخصيات التاريخية، وكان من هذه النقاشات ما تميز بمؤشر يدل على ارتفاع الوعي بضرورة إعادة قراءة التاريخ، وفق أسس جديدة تتجاوز رغبة العديد من المؤرخين، المتعلقة بالدعاية المذهبية أو السياسية، فهي تبحث وراء ما (...)
تتأثر الناس بالسائد، وفي التجارب النفسية لو أن رجلًا رأى أمامه مجموعة كبيرة من الناس تقوم من مجلسها فجأة، سيشعر بالحرج في البقاء جالسًا، ويسارع إلى القيام مثلهم، يفسّر علماء النفس هذا بأنه من بقايا ما ورثناه من أسلافنا في الحفاظ على نوع الإنسان، (...)
اعتادت التيارات المتطرفة أن تنفر من المجتمعات المستقرة، الأجواء الهادئة. فتلك ظروف العمران، والبحث العلمي، والتفكر، والأدب، والنثر والشعر، إنها باختصار ظروف الحضارة، وفي غمرة نقص الحجج بين المتطرفين فإنهم يعرفون أنهم ليسوا أصحاب مسابقة للمفكرين في (...)
المنهج العلمي ينظر إلى الأدلة جميعًا، فهو ينظر بعينين، لا بعين واحدة، لكنَّ بعض من تكلّم باسم العلم، صار يحذّر من كل صداقة، أو مؤاخاة حتى مع مسلم ما دام يرى أنه خالفه في بعض ما يعتقد، ويستدل لذلك بكل ما يقدر عليه، دون أن يرى في تمزيق المجتمعات أيَّ (...)
بجهد كبير، ووقت طويل جرى العمل على موسم الرياض، ليكون حدثًا مهمًا على الصعيد الداخلي والخارجي، في الاقتصاد، والدعاية، والفن، والثقافة وغير ذلك، وفجأة دهمت الجميع أحداث فلسطين، فكانت السياسة السعودية سبّاقة في المواقف، فعملت بجهد وكفاح دبلوماسي عالٍ (...)
جعلت جماعة الإخوان المسلمين مرتكز حديثها منذ تأسيسها على أنها منطلقة من حيث انتهت السلطنة التركية التي نسبت نفسها إلى (الخلافة)، وجعلوا الحياة الإسلامية تنتهي بانتهاء الدولة التركية القديمة، فدعوا إلى استئناف الحياة الإسلامية وقصدوا بهذا إرجاع (...)
في (2015) بث تلفزيون (سما) التابع للنظام السوري اعترافات شاب يدعى مأمون بشير الجالودي، وهو المرافق الشخصي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، تحدّث فيه أنه في (2011) عُقد اجتماع سري لعدد من قيادات الإخوان المسلمين من عدّة دول عربية، شمل بعض (...)
في 2011 أفرجت إسرائيل عن 1027 أسيرا فلسطينيا، في إطار صفقة تبادل مقابل جنديها شاليط، من بين الأسرى الفلسطينيين خرج يحيى السِّنوار، وهو حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية، اعتقل في 1988 وبقي حتى إطلاق سراحه في صفقة التبادل، وقد حظي بشعبية كبيرة في (...)
حالما يُذكر اسم التطبيع فإنَّ هذا يستدعي في ذاكرة كثيرين الخطابات التخوينية التي بقيت من حقبة السبعينيات وما تلاها، حين وقَّعت مصر اتفاقية السلام (1979)، ثم بعد مدة تلتها منظمة التحرير الفلسطينية، فوقعت اتفاق أوسلو (1993) ثم وقعت الأردن (1994)، هذه (...)
لا تواجه المشكلات الحقيقية الواقعة في بلادك، واكتفِ بالحديث فيما يحلو لك، هذه هي العصا السحرية في تصور فئات من الناس تفزع إليها بحجة (حرية التعبير)، في دول عديدة تعاني من أزمات كبرى، ثم لا يجد فيها العديد من أكاديمييها، وسياسييها، وإعلامييها سوى (...)
في موقع مغمور على الإنترنت ل (تفسير الأحلام)، يمكن لمرتاديه أن يكتبوا أحلامهم التي رأوها فيجيبهم عما يزعم أنه تأويل لها، مقابل مبلغ مالي لا يكاد يُذكر، كان هؤلاء السائلون لا يعلمون من يجيبهم، وهو لا يحب أن يُعلم ما انتهى إليه أمره، وهو الحريص على (...)
في فيلم (الإرهابي) المنتج عام 1994 قدّم الفنّان أحمد راتب دور زعيم إحدى الجماعات الإرهابية بإتقان، وفيه يقول لإرهابي: «لا تناقش ولا تجادل» وسط أوامره له باستهداف الأبرياء! لم يكن في هذه الكلمة أدنى مبالغة لأهداف درامية، بل تعكس طريقة عمل الجماعات (...)
الاعتدال والوسطية منهج يبقي على أصالة الهوية متجذرة، دون تماه مع الآخر حتى نفقد خصائصنا الدينية، والوطنية، والثقافية، وهو الضامن لإمكانية التواصل مع الآخر، والاستفادة منه، دون انغلاق. هو ذلك المنهج الذي يعبر عن روح الرسالة الإسلامية، التي ضمنت حقوق (...)
يخطئ العديد من المتحدثين باسم الجغرافيا السياسية حين ينهمكون في الوقائع اليومية، ويغفلون النظر إلى البعد الإستراتيجي بعيد المدى، بما يشمل أبحاثًا قد تكون في تقديرهم بعيدة عن السياسة، إلا أنّ لها مردودًا سياسيًا.
هنا تأتي الحاجة للاستشراف المستقبلي (...)
عصفت بأوروبا في القرن التاسع عشر أفكار ثورية، تصدّرت الشيوعية أخبارها، إذ كانت تهديدًا لمختلف الأنظمة السياسية والاجتماعية، وعبّرت عن هذا فاتحة البيان الشيوعي (1848): «إنَّ شبحًا يرعب أوروبا هو شبح الشيوعية»، الحزب الشيوعي ملحد لا يؤمن بخالق، ومع (...)
بعد ثلاث سنوات من ضرب اليابان بأخطر سلاح حينها وهو القنابل الذرية، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة (1948) اعتمادها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ردًا على «الأفعال الهمجية التي آذت ضمير الإنسانية» أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، حينها (...)
حينَ صرّح وليّ العهد حفظه الله بأنَّ العديد من الأفكار يجب أنْ تتغير لمواكبة الزمن، كان قد لامس روح كلِّ مواطن سعودي ينشد الخير لبلاده، وكان كلامه واضحًا، بأننا نمثل عمقًا تاريخيًا، ودينيًا، وإستراتيجيًا، للمنطقة، وللعالَم، وأننا سوف نخوض التحديات، (...)
ما أن أُعلن عن وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة، وبدأ الحديث عن حراك سياسي تقوده السعودية في شأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، حتى انطلقت حملة تشغيب إعلامية على السياسة السعودية، في محاولة بائسة للضغط، بل هو للابتزاز مقابل (...)
عمل مدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي، ومدير الدراسات بمدرسة (الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية) في باريس أوليفيه روا، طويلًا على دراسة منهج جماعة الإخوان المسلمين، وفروعهم، وتاريخهم، ومن اللافت أنه كان قد أعلن في (1993) عن فشل مشروعهم، في وقت (...)
امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي باحتفاء كبير مع تولي من لمع اسمه في عالم الكتابة، فعبّر عن السعوديين طويلًا في مقالاته، تكلمت سطوره باسمهم، منافحة ومدافعة عنهم، بشراسة منقطعة النظير عن رؤية المملكة العربية السعودية، وأعطى تقديره للمغرّد السعودي، (...)
انقضى القرن العشرون عصر التطرفات (1914-1991) بعبارة هوبزباوم، ففيه احتدت المواقف، وعلت أصوات الأيدلوجيا من التطرف العرقي إلى الطبقي إلى الوطني، فخاض فيه البشر حروبًا طاحنة، استعملت فيها أشرس الأسلحة المستحدثة، وكان خاتمتها ضرب اليابان بالقنابل (...)