أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق أن القنوات الفضائية أصبحت ساحة لنشر الفتاوى المغلوطة التي تبتعد عن الفهم العميق للدين الإسلامي وتعاليمه السمحة وتؤدى إلى تراجع المجتمع الإسلامي. وشدد على ضرورة تربية الأجيال الحالية على التفكير النقدي وتدريس الأسلوب العلمي في التفكير بمراحل التعليم المختلفة والابتعاد عن طريقة التلقين التي تكرس التخلف وعدم القدرة على فهم الواقع والتفاعل معه.. مشيرا إلى أن الوصول إلى التقدم المعاصر وصلاح الأمة سيتحقق بالمصالحة بين الدين والعلم وتمكين المرآة كشريك كامل للرجل في اعمار الأرض . وحذر من انتشار العديد من الكتب التي تضم معلومات مغلوطة وأوهام وخرافات تتحدث حول (أمور الغيب) فتؤدى إلى انشغال قطاعات من المجتمع عن المهمة الأساسية للإنسان هي( تعمير الأرض). وأكد الدكتور زقزوق أن صلاح حال الأمة الإسلامية هو مسئولية علمائها ومفكريها الذين يجب أن ينقذوا المجتمع من المتشددين والجاهلين بجوهر الدين مؤكدا أن هذه الفئة تسيء للإسلام وتحتكره لنفسها. وأعرب عن أسفه للواقع المؤلم والمرير للفكر الديني المعاصر الذي يعد السبب الأساسي للتخلف الذي تعانى منه الأمة الإسلامية والتراجع الحضاري المهين الذي يستحقه أتباع الإسلام الذي لا يقبل أبدا ما وصلنا إليه اليوم. وأضاف أن مظاهر تخلف الفكر الديني المعاصر ترتبط (بتعطيل العقل وإغلاق باب الاجتهاد) وتظهر واضحة في عدة مظاهر منها "التقليد الأعمى للسابقين واختزال الإسلام في الشعائر التعبدية والحدود والابتعاد عن مناقشة القضايا المؤثرة في حياة الأمة والمجتمع.. مشيرا إلى أن المتعصبين يقومون بافتعال العداوة بين الاستنارة والدين بالرغم من أن الإسلام يحث على الانفتاح على كافة الثقافات والحضارات بالإضافة إلى تكريسهم للنظرة المتخلفة للمرأة التي تتنافى مع ما جاء به الإسلام الذي أنصفها وكرمها. جاء ذلك خلال المحاضرة ألقاها الوزير زقزوق تحت عنوان ( تجديد الخطاب الديني) بمكتبة الإسكندرية.