الانتخابات للكنيست العشرين انتهت، حسب العينات التلفزيونية، بتفوق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي من المتوقع أن يحافظ على كرسيه. فالجهد الهائل الذي وظفه نتنياهو في الايام الاخيرة من الحملة، في محاولة لنقل المقترعين من اليمين المتطرف الى الليكود، كان مجديا له. فقوائم نفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان وايلي يشاي ضربت في صناديق الاقتراع، بعد أن نجح رئيس الوزراء في اقناع الكثيرين من مؤيديها بان الليكود ليس قوميا متطرفا او عنصريا اقل من البيت اليهودي، اسرائيل بيتنا أو ياحد. اما قائمة المعسكر الصهيوني برئاسة اسحق هرتسوغ، والتي تصدرت الاستطلاعات على مدى حملة الانتخابات، فقد فشلت في المسعى لالحاق الهزيمة بالليكود. واثبتت القائمة المشتركة قوة الوحدة، ونجحت في ان تزيد معدل تصويت الناخبين العرب وتمثيلهم في الكنيست. ونجح ميرتس في الحفاظ على قوته، في ظل تخوف مؤيديه من الا يجتاز نسبة الحسم. وفقد يئير لبيد، كما كان متوقعا، نحو ثلث قوته رغم أنه أدار حملة ناجحة. ولكن رغم انجازات نتنياهو المثيرة للانطباع، فقدت كتلة اليمين والاصوليين الاغلبية البرلمانية التي تمتعت بها في الكنيست المنصرفة. ولا يمكن لليكود أن يشكل حكومة مع اليمين المتطرف والاصوليين فقط، وهو يحتاج الى تأييد قائمة كلنا كي يشكل ائتلافا. وتضع هذه النتيجة زعيم كلنا موشيه كحلون في موقع مميز، كمن سيقرر صورة حكومة اسرائيل القادمة. علي كحلون ملقاة الآن مسؤولية جسيمة، لاحباط اقامة حكومة يمين متطرفة، تلحق ضررا لا يقدر بمكانة اسرائيل الدولية، بالنظام الديمقراطي فيها وبعلاقات الاغلبية اليهودية والاقلية العربية. وستنقص مثل هذه الحكومة حتى الكوابح القليلة، التي ابطأت بعض الشيء من ظاهرة السلوك في الضفة الغربية ولطفت حدة التشريع المناهض للديمقراطية في الحكومة السابقة. لقد صرح كحلون بأن حزبه هو "الليكود الحقيقي". برنامجه السياسي اكثر اعتدالا بكثير من مواقف "ولا شبر" التي طرحها نتنياهو عشية الانتخابات. محظور على كحلون ان تغريه العروض المبالغ فيها التي سيغدقها نتنياهو عليه في الايام القادمة. فمصير الدولة اهم بكثير، وعلى كحلون أن يدعم هرتسوغ لرئاسة الوزراء، أو ان يفرض على قادة الليكود والمعسكر الصهيوني تضافر القوى – بروح دعوة رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، الذي تقلقه نتائج اقامة حكومة يمين متطرفة. من اجل تشكيل حكومة وحدة تنقذ الديمقراطية الاسرائيلية.