بعد أيام سوف يعقد مؤتمر في المملكة لمكافحة الإرهاب ليشخص هذه الحالة المرضية التي ألمت بكثير من البلدان والدول الإسلامية بشكل خاص. وتأمل الشعوب والدول الإسلامية أن يتمخض المؤتمر عن حلول وعلاجات ناجعة لهذه الآفة الشيطانية التي ابتلي بها بعض شباب الأمة الإسلامية، وأغلقت عقولهم وقلوبهم وجعلتهم قنابل موقوتة وأدوات قتل في أيدي مخططين مجرمين وضالين مضلين. إن الإرهاب، كما جربته جميع بلدان العالم، وبلدان العالم الإسلامي تحديداً، ليس تصرفاً فردياً معزولاً، وإنما هو تيار جهنمي ووباء أولى ضحاياه هم الشباب الذين يفجرون أنفسهم ويستبيحون الأنفس ودماء الناس والممتلكات وأمن المجتمعات الإسلامية وسلامها. ولأن هذه الآفة تمس المملكة شعباً وحكومة ومجتمعاً، وتشوه مبادئ الإسلام ورسالته وتذهب فوائدها وثمارها إلى أعداء أمة الإسلام، بينما لا ينال المسلمون منها سوى الموت والسوء. وبحكم مسئوليتها الأخلاقية والأدبية نحو حماية الإسلام والمسلمين، اتخذت المملكة إجراءات حكيمة وحازمة وناجحة لمحاصرة الإرهاب اقتصاديا، ثم محاصرته قانونياً بسعيها لمنع الإرهاب والإرهابيين والفئات الضالة التي تحارب الإسلام والمسلمين من أن تجد موطئ قدم أو ملاجيء تحيك فيها المؤامرات والأفكار الشيطانية ضد أمة الإسلام. وقد حقق الأمن السعودي جهوداً رائعة في القضاء على الفئات الضالة والعقول المريضة، وأدوات الظلام والموت، حتى بدأت شراذم هذه المجموعات تنفذ اعتداءات يائسة ومهزوزة، تدل على حالة الارتباك والفوضى التي تلم بجماعات الجريمة والظلام. وحققت أجهزة الأمن انتصارات بارعة وماهرة في القضاء على أوكار الجريمة بمساندة قوية من المواطنين والمقيمين الذين أصيبوا بالخجل والحزن والألم لأن يرتكب شباب من أبنائنا هذه الجرائم البشعة باسم الإسلام وباسم الوطن الذي عرف عبر تاريخه بالحكمة والمحبة والألفة. والمواطنون والمقيمون مقتنعون بأن آفة الإرهاب إنما هي دخيلة على الوطن وعلى العقيدة وعلى المروءة وهي نتيجة لمخطط خبيث يستهدف الإسلام أولاً ويستهدف إشاعة الخوف بين الناس وشل حركة النشاط الاقتصادي بهدف منع المملكة من التقدم واستخدام مواردها للتفوق الاقتصادي والعلمي والاجتماعي. لهذا كان التأييد الذي يلقاه رجال الأمن والمواطنون والمقيمون كبيراً ومفرحاً ورائعاً.