أرجع مشاركون في ندوة «كتابة المصحف الشريف» تردد الخطاطين في كتابة المصحف إلى الهيبة والخوف من ضعف الجاهزية والشعور بعظم المهمة التي تمنعهم من خط المصحف، ونصحوا الخطاطين الذين ينوون كتابة القرآن الكريم بأن يحزموا أمرهم وينطلقوا دون تسويف أو تحقير إبداعهم أمام القرآن الكريم، وبدون استعجال من الانتهاء من هذه المهمة. 30 عاما لكتابة القرآن قال الخطاط (وكاتب مصحف المدينة النبوية) الدكتور عثمان طه في الندوة التي شاركه فيها الخطاط ناصر الميمون وأدارها الخطاط بشار عالوه، إن بعض الخطاطين يضعون عمرا افتراضيا للانتهاء من أعمالهم في كتابة نسخة واحدة للمصحف الشريف، ما بين 15 عاما و30 عاماً بحسب ما ينون من نثر الفن والإبداع والزخرفة فيه، وكثير من الخطاطين ضحوا بحياتهم وأوقاتهم في سبيل كتابة القرآن الكريم. وذكر الخطاط ناصر بن عبدالعزيز الميمان، أنه كان يخطط لكتابة المصحف قبل 36 عاما، ولم ينفذ المهمة، ونصح الخطاطين بعدم التأخر في كتابة المصحف وألا يستجيبوا لما يخالج أنفسهم من أفكار أو انتقادات، مقترحا عليهم، الاستعداد بالأدوات والثياب الجميلة والوضوء والطهارة والكتابة في النهار واختيار المكان المهيأ المحفز على الإبداع. أخلاق الخطاط قال الميمان الخط يقوم (يعدل) أخلاق الخطاطين، لأن الخطاط يعكف على كتابة آيات قرآنية والسنة النبوية وعيون الشعر وأجمل ما قالت العرب من الأمثال والحكمة، فتعلمه يده الأخلاق، وأكد الميمان في ورقته التي ألفاها بعنوان «أخلاقيات الخطاط»، أن الخطاط لن يتمكن من فن الخط العربي والإجازة العلمية فيه حتى تستقيم أخلاقه، وكان المعلمون لا يجيزون طلابهم إلا بعد التأكد من حسن أخلاقهم لعلمهم أن فن الخط لن يبدع فيه إلا صاحب الأدب والفن والذوق الرفيع، وأن مهارة الخط وسوء الخلق (ضيق الأفق) لا يجتمعان.