13 مايو 2003 تاريخ لايمكن أن أنساه أبدا ففي ذلك التاريخ جرت 3 عمليات إرهابية بواسطة سيارات مفخخة في الرياض وذهب ضحيتها 20 شخصاً وحوالي 200 مصاب حسب ما أذكر. مساء ذلك اليوم كنت أسير في الدائري الشمالي عائداً من العمل ومتجهاً إلى منزلي وفجأة سمعت دوي انفجار قوي اهتزت الأرض على إثره واختل توازن سيارتي، حتى كادت ترتطم بحاجز الوسط في الطريق.. وبعد لحظات شاهدت ألسنة اللهب تتصاعد عن يميني في حي الحمراء، وكأي شخص يعمل في مجال الصحافة، اتجهت فوراً إلى المكان وهو مجمع حي الحمراء فاتجهت على الفور إلى موقع الانفجار وتزامن وصولي مع وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني للموقع وكان الوضع خيالياً بالنسبة لي فقد كنت صغيرا في السن ولم يسبق لي أن شاهدت أحداثاً كهذه. شاهدت رجال الدفاع المدني يهرعون لإطفاء النيران الناجمة عن الانفجار والمسعفين يقتحمون ألسنة اللهب لإنقاذ المصابين وكان من واجبي المهني توثيق الحدث فأخرجت كاميرتي وأفلامي حيث كنا وقتها نستخدم أفلام التحميض ولم تكن كمرات الدجتل دارجة حينها، وبدأت ألتقط صور المباني المنهارة وعمليات الإنقاذ والإطفاء حيث سطر رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر يومها مواقف بطولية تستحق الإشادة والثناء فقد كانوا يخترقون بأجسادهم ألسنة اللهب ويقتحمون المباني التي انهارت أجزاء كبيرة منها وما تبقى منها على وشك الانهيار بحثاً عن ناجين، لإنقاذ من يستطيعون إنقاذه من الأرواح غير مبالين بالمخاطر التي تنتظرهم. لن أنسى ذلك اليوم أبداً مشهد الطفلين الذين توفيا في انفجار مجمع الحمراء ذلك اليوم ولاتزال صورتهم محفورة في ذاكرتي إضافة إلى مناظر الجثث المتفحمة وأنين المصابين مشاهد مؤلمة بكل ماتعنيه الكلمة. في هذا اليوم من كل عام أسترجع شريط الذكريات المؤلم وأجد من الواجب علي تقديم الشكر لسمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي حمل لواء مكافحة الإرهاب بعد والده رحمة الله عليه.. وسارت خلفه كتائب المغاوير الأبطال من جميع قطاعات وزارته للقضاء على الإرهاب وتخليص البلاد من هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا. لايمكن في هذا اليوم أن أنسى أبطالنا شهداء الواجب من رجال الأمن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن خلال محاربتهم للإرهاب.. فألف رحمة على أرواحهم الطاهرة وأقول نيابة عن كل سعودي شكراً لكم من الأعماق لم تذهب تضحياتكم هباء وبفضل الله ومن ثم بفضل تضحياتكم وجهود زملائكم نعيش اليوم في أمن وأمان، لقد قطعتم دابر الإرهاب ونظفتم البلاد من الإرهابيين ومهدت تضحياتكم الدرب لجيل بأكمله لينعم بحياة هنيئة مطمئنة.