شهد عام 2025 تصاعدا خطيرا في استهداف موظفي الأممالمتحدة لا سيما في مناطق النزاع النشطة مثل غزة والسودان واليمن، ما دفع المسؤولين الدوليين للتحذير من انتهاك «هيبة» القانون الدولي الإنساني. وحذر المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، من أن علم الأممالمتحدة لم يعد يوفر الحماية التي يفترض أن يتمتع بها موظفوها. هجوم السودان حيث قُتل ستة من جنود حفظ السلام البنغلاديشيين وأصيب تسعة آخرون، إثر هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة لوجستية تابعة للأمم المتحدة في إقليم جنوب كردفان السوداني، وهي منطقة تشهد نزاعًا مسلحًا متصاعدًا. وأدان مجلس الأمن الدولي الهجوم، واصفًا إياه ب«الشنيع والمتعمد»، واعتبره استهتارًا صارخًا بالقانون الدولي، مطالبًا بإجراء تحقيق سريع وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة. وأكد المجلس أن استهداف قوات حفظ السلام قد يرقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي. سجل ثقيل وأشار دوجاريك إلى أن هذه الحادثة تأتي ضمن سياق أوسع من الخسائر التي تكبدتها الأممالمتحدة خلال السنوات الأخيرة، لافتًا إلى مقتل أكثر من 300 موظف أممي خلال الحرب في غزة، كان معظمهم من الفلسطينيين، إضافة إلى مقتل أكثر من 300 فرد في بعثة حفظ السلام في مالي، التي انتهت مهامها في ديسمبر 2023 بعد عقد من العمل، لتُعد الأكثر دموية في تاريخ المنظمة.وأكد دوجاريك أن موظفي الأممالمتحدة يوجدون في مناطق النزاع لخدمة المدنيين ودعم السلام، داعيًا إلى احترامهم وضمان حمايتهم وفقًا للقانون الدولي. حادثة الاحتجاز وفي حادثة أخرى وصفتها الأممالمتحدة بالصادمة، توفي مترجم يعمل لدى بعثة حفظ السلام في جنوب السودان أثناء احتجازه، بعد أن اقتيد من مركبة تابعة للأمم المتحدة خلال دورية روتينية قرب مدينة واو شمالي البلاد. وأفادت شرطة جنوب السودان بأن ضابطًا في الجيش وجنديين آخرين أُلقي القبض عليهم بعد اعترافهم بقتل المترجم بول روش مايول، والكشف عن مكان جثته التي عُثر عليها في منطقة سكنية. وكان مايول يعمل مع بعثة الأممالمتحدة منذ تأسيسها عام 2011. وقالت الأممالمتحدة إنها كانت على تواصل مع السلطات المحلية للإفراج عنه قبل تلقيها نبأ وفاته أثناء الاحتجاز، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة. محكمة جنائية وفي تطور متزامن، أعلن دوجاريك أن جماعة الحوثي في اليمن احتجزت عشرة موظفين إضافيين من الأممالمتحدة، يوم الخميس، ما يرفع إجمالي عدد المحتجزين إلى 69 موظفًا أمميًا. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الاحتجاز التعسفي، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بمن فيهم موظفون من منظمات غير حكومية وممثلون عن المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية. كما طالب غوتيريش بإسقاط التهم الموجهة إلى ثلاثة موظفين أمميين أُحيلوا مؤخرًا إلى محكمة جنائية خاصة تابعة للحوثيين. اتهامات بالتجسس وكانت المحكمة الحوثية قد أدانت في أواخر نوفمبر 17 شخصًا بتهم تتعلق بالتجسس لصالح حكومات أجنبية، في إطار حملة مستمرة تستهدف العاملين اليمنيين في المنظمات الدولية والأجنبية. وترى الأممالمتحدة أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا خطيرًا لمبادئ العمل الإنساني، وتهدد قدرة المنظمة على أداء مهامها في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم. تحذير أممي وتعكس هذه الحوادث المتزامنة، بحسب مسؤولين أمميين، تراجعًا مقلقًا في احترام القانون الدولي الإنساني، وتزايدًا في استهداف العاملين تحت مظلة الأممالمتحدة، ما يضع مستقبل بعثات السلام والعمل الإنساني أمام تحديات غير مسبوقة في مناطق النزاع.