يعدّ الخط العربي من أنواع الفنون التي اكتسبت شهرة واسعة منذ القدم وإحدى السمات الجميلة التي تتميز بها لغتنا العربية، ويعتبر الخط العربي من الفنون الجميلة التي تتميّز بقدرتها على تربية الذوق، وشحذ المواهب، وتجسيد بصري للكلمة حيث تظهر المشاعر والروح من خلال أشكال الحروف وتداخلاتها ويُعزز الإبداع، ومن الفنانين والكتّاب من يرى أن الخط والرسم يكملان بعضهما البعض، وهما معاً يعكسان فكر الإنسان ووجدانه ويحولان الكلام المنطوق إلى فن دائم، فالكتابة بدون خط جميل تفقد جمالياتها، والخط بدون محتوى مكتوب يفتقد جوهر رسالته، فالكتابة هي: عملية تسجيل المعاني بالحروف وتهدف لنقل المعلومات، وتستخدم فيها أي أداة (قلم، حاسوب).. إلخ، أما الخط فيضيف المستوى الجمالي والفني لها، ما يجعلها أكثر جاذبية للعين وتزيين للكلمات والحروف وتشكيلها بشكل جميل ومتقن، ليصبح عملاً فنياً يجمع بين المعنى والجمال ويضيف بُعدًا فنيًا وتعبيريًا للنصوص، محوّلًا الكلمات إلى لوحات فنية تجسد المشاعر والثقافة، حيث يصبح الخط هو التطعيم الذي يثري المعنى ويجعل النص أكثر جاذبية وروحانية، فالخط العربي أساس حفظ القرآن الكريم كتابةً منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما أنّه لعب دوراً كبيراً في حفظ السنة النبوية الشريفة، فالقارئ يبعث في نفسه مشاعر الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخط جميل حيث يجمع هذا الفن بين الجمال البصري والعمق الثقافي والروحي، ما يمنح القارئ شعوراً بالهدوء، ويُعزز التركيز، ويُحفز الذوق الفني ويغرس القيم الإيجابية مما يجعله تجربة مريحة ومُثرية للحس والعقل، فالكتابة العربية تتميّز بكونها متصلة ذات مرونة فنية عالية، ما يسمح بتنوع لا محدود في الأشكال الهندسية والنباتية من خلال تقنيات مثل: "المد، والرجع، والتشابك، والاستدارة، والتداخل"، ما جعلها أساسًا لفن الزخرفة العربية لتزيين المساجد والمخطوطات والقصور، وتنوعت لتشمل خطوطًا متعددة مثل الثلث والنسخ والكوفي وغيره، وللخط العربي أنواع منها: خط النسخ ويستخدم لنسخ الكتب والمصاحف ويمتاز بالوضوح وسهولة القراءة وهو أساس الطباعة الحديثة. خط الرقعة خط عملي وسريع، يستخدم في الكتابة اليومية، ويتميز بالبساطة والاختصار، خط الثلث من أصعب الخطوط وأكثرها فخامة، يستخدم في العناوين والزخرفة. الخط الكوفي من أقدم الخطوط وأكثرها تنوعًا، يتميز بالصلابة والزوايا الهندسية، وتفرعت منه أنواع مثل الكوفي البسيط والمورق والمزخرف. الخط الديواني من أبرز الخطوط العربية شهرة، يتميز بسهولة تعلمه وهو مزيج بين الجمال والوضوح,الخط الحر يبتعد عن قواعد الخطوط التقليدية، ويسمح للخطاط بالابتكار والتعبير الشخصي وغيرها، فتعليم الطلاب للخط العربي ضروري لأنه ينمي الذوق الفني، ويعزز الهوية اللغوية والثقافية، ويغرس قيم الصبر والدقة والتركيز، ويحسن المهارات اللغوية، ويكشف المواهب، ويحفظ التراث، ويساعد في إتقان الكتابة، ويشجع على القراءة، مما يعود بالنفع على الجانب التعليمي والشخصي للطالب من خلال فهم الأساسيات (مسكة القلم، قواعد الكتابة، السطر، الحروف)، والتدريب المتكرر والمثابرة، واختيار الخطوط الميسرة للمبتدئين مثل خط النسخ والرقعة، مع الاستفادة من المنصات الإلكترونية والدورات التعليمية، لتنمية المهارات اليدوية، ما يمنحهم شعوراً بالفخر والجماليات الإسلامية.