اتفاقية عمالية مع بنجلاديش    انطلاق المؤتمر السنوي الدولي الرابع لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية    البشارة يواكب التحول الإنساني في "يا صبر أيوب"    أمانة الأحساء تطلق مبادرة «تطوعك يبني مستقبل»    قرار في الاتحاد الآسيوي بشأن مباراة السعودية والعراق    الغذاء والدواء تضبط أكثر من 150 ألف دواء منتهي الصلاحية بالدمام    نائب أمير جازان يستقبل قائد المنطقة الجنوبية    يوم المعلم تكريم الرسالة وبناة الوعي    محمد كشكش يبدأ مهامه مديرًا تنفيذيًا للاتحاد السعودي للتايكوندو برؤية تطويرية وطموح عالمي    المملكة تتألق بالرؤى    ⁧‫خادم الحرمين الشريفين‬⁩ يوجه بفتح ⁧‫مسجد القبلتين‬⁩ على مدار 24 ساعة    المرجعية الدينية عودة إلى الأصل    القيادة تهنئ رئيس جمهورية مصر العربية بذكرى يوم العبور لبلاده    مدير عام مكتب التربية العربي: المعلم الخليجي يحظى بالرعاية والدعم من قادة الدول الأعضاء    متخصصون: توحيد خطبة الجمعة لتكون عن سلبيات المبالغة في رفع الإيجارات تفعيل مجتمعي لدور المنابر    الامارات العربية المتحدة تستضيف مؤتمر"FUTURE IBD GATES" في دورته العاشرة لمناقشة أحدث التطورات في التشخيص والعلاج لمرض التهاب الأمعاء    إعلامي سعودي: الإعلام الرقمي قوة ناعمة للمملكة    الذهب يتجاوز 3900 دولار للأوقية لأول مرة    ارتفاع أسعار النفط بنسبة 1%    أتلتيك بيلباو يكرم اللاجئين الفلسطينيين    ارتفاع سوق الأسهم    قمة المياه السعودية الأميركية.. بناء القدرات وتبادل المعرفة    زيادة قوية في الإنتاج والمشتريات.. السعودية.. نمو متسارع للقطاع غير النفطي    دراسة تُحذّر من وسائل التواصل على المراهقين    البنيان للمعلمين: أنتم القدوة الأولى ومصدر إلهام أبنائنا    مصرع مذيعة أثناء الفرار من سطو مسلح    رصد تضاريس القمر في سماء رفحاء    الخريف يبدأ زيارة إلى أثينا.. السعودية واليونان تعززان الشراكة والاستثمار الصناعي والتعديني    روبيو: حماس وافقت مبدئياً على ترتيبات ما بعد الحرب    مفاوضات في مصر لمناقشة تفاصيل وقف الحرب في غزة    ميزات جديدة بتجربة المراسلة في واتساب    مقترح بدراسة بحثية عن سرطان الثدي في الشرقية    سهر الصايغ بطلة «لعدم كفاية الأدلة»    الأب.. جبلٌ من الحنان والقوة    صداقة على محك السلطة    32 مسيرة انتحارية أطلقتها قوات الدعم السريع.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم واسع في الأُبيض    ولي العهد يطمئن على صحة بدر الدويش    تحوّل الرياض    "محمية الإمام تركي" تنضم لليونسكو    "صحي مكة" يطلق العام الأكاديمي وبرنامج الدراسات العليا    إكتشاف طفرة جينية لمرضى الكلى    باحثون يبتكرون مادة هلامية من الفطر لتجديد الأنسجة    زبادي بالنمل على قائمة مطعم عالمي    السلام في المنطقة يجب ألا يخضع لتسعير أخطارها    من الملقا إلى بيفرلي هيلز    تكامل عناصر «الأخضر» ورينارد يتحدث اليوم    جوائز الأفضلية تذهب ل«فيلكس» و«جيسوس» و«مندي» و«الحسن»    قرعة كأس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة .. كلاسيكو قوي يجمع النصر بالهلال    إغلاق ميناء العريش البحري بمصر نظرًا لتقلب الأحوال الجوية    3 سائقين سعوديين يؤكدون حضورهم في بطولة السعودية للفورمولا4 لعام 2025    مع خطة ترمب هل تبقى غزة فلسطينية    روسيا وأوكرانيا: الأزمة تتعمق وتزيد الغموض الميداني    الحج والعمرة: جميع أنواع التأشيرات تتيح أداء مناسك العمرة    نائب أمير تبوك يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بتبوك    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    نماء الأهلية تحتفي باليوم الوطني    وزير الأوقاف السوري يزور مجمع طباعة المصحف    1568 مرشحاً يتنافسون على 140 مقعداً.. انطلاق الانتخابات البرلمانية في المحافظات السورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من فناء المدرسة إلى دروب الحياة تحية للمعلم في يومه العالمي
نشر في الوطن يوم 06 - 10 - 2025

في كل عام، يأتي الخامس من أكتوبر ليذكّرنا بجميلٍ لا يُنسى، وبأيدٍ حملت رسالة النور وأضاءت لنا دروب الحياة. في هذا اليوم نستحضر صور المعلّمين الأوائل، أولئك الذين كانوا أول أبواب المعرفة وأول من رسم لنا ملامح المستقبل.
أتذكر نفسي طفلًا في السابعة من عمري، أقف أمام مبنى مدرسي شامخ بنته شركة أرامكو في منطقتي. كان المكان يبدو مدينة صغيرة، فصولا واسعة نظيفة، جدرانا بيضاء مزينة بالطوب الأزرق، طاولات أنيقة وكراسي مريحة، فناء واسعا يضج بالحياة، وتكييفا باردا ذا جودة عالية يمنحنا راحة وسط حرّ الصيف. حتى دورات المياه كانت نظيفة إلى درجة تشعرك بالكرامة، كأن المدرسة تقول لكل طالب «أنت تستحق الأفضل».
في تلك البيئة المشرقة، تعلمت على أيدي معلمين أفاضل من وطني ومن دول عربية، كانوا يحملون رسالة التعليم بإيمان عميق. لم أرَ في حياتي تفانيًا يشبه تفانيهم. كانوا يتسابقون في شرح مواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية والقرآن، يزرعون فينا حب التعلّم لا الخوف منه. وفي حصص الفنون، كانوا يفتحون لنا فصلًا وكأنك في ورشة الأحلام وأبواب الخيال، أدوات التلوين وملحقاتها لنلون أحلامنا ونشكلها بألوان مختلفة زيتية، شمعية وخشبية وفي حصص الرياضة كان المعلم المرح يحوّل الفناء إلى معهد رياضي حقيقي، يعلّمنا النظام والانضباط قبل اللياقة ويدعنا ننطلق بكامل نشاطاتنا الحيوية حتى تستنفد طاقاتنا من الحركة والنشاط.
كنت أستيقظ كل صباح وكأنني ذاهب في رحلة. المدرسة لم تكن مكانًا للدراسة فحسب، بل كانت عالمًا آخر يعلمنا الانتماء، الانضباط، وحبّ النجاح. وكوني من المتفوّقين، كنت أحظى باهتمام خاص من أساتذتي ومدير المدرسة، ذاك الرجل الذي لا أنساه، الأب الروحي للطلاب والمعلمين، المهاب في حضوره، العادل في قراراته، الصارم مع المشاغبين، والحاني مع المتفوقين. كم كانت لحظات استلام الهدايا محفورة في الذاكرة: ساعات ثمينة، حقائب دبلوماسية سوداء، ميداليات فاخرة تكاد تلمع كالذهب.
لم أستطع يومًا أن أفرّق بين معلم وآخر، فقد كانوا جميعًا أصحاب رسالة، موهوبين في عطائهم، متقنين لعملهم كأنهم يؤدّون أمانة سماوية. رحم الله من غادر منهم هذه الحياة، وأطال عمر من ما زالوا يضيئون دروب الآخرين.
في يوم المعلم العالمي، أقف إجلالًا وتقديرًا لكل المعلمين الذين عبروا في حياتي، وأقول لهم من القلب، شكرًا لكم... كفيتم ووفيتم، وجزاكم الله عنا كل خير.
أنتم من صنعتم أجيالًا، وأثبتم أن التعليم ليس مجرد وظيفة ولا كتبًا وحصصًا، بل هو رسالة إنسانية، وبناء للأخلاق والعقول، وغرس للأمل في قلوب الصغار.
اليوم، ونحن نحتفي بكم، نعلم أن الكلمات لن تفي بحقكم، لكننا نرفع لكم قلوبًا ممتنة، وذكريات تبقى حيّة لا يطويها النسيان. فالمعلّم هو أول شعلة أضاءت الطريق لكل نجاح، وهو الذاكرة الجميلة لكل طالبٍ حمل القلم وكتب اسمه لأول مرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.