تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدًا جديدًا في وتيرة الضربات المتبادلة، حيث استهدفت طائرات مسيرة روسية محطة للسكك الحديدية في شمال شرق أوكرانيا، ما أسفر عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى، في وقت كثّفت فيه موسكو ضرباتها على شبكات الطاقة والنقل، فيما ردت كييف باستهداف مصفاة نفط كبرى داخل الأراضي الروسية. قصف روسي وأعلنت السلطات الأوكرانية، أن طائرات روسية مسيرة قصفت محطة للسكك الحديدية في مدينة شوستكا الواقعة شمال شرق العاصمة كييف، على بُعد نحو 70 كيلومترًا من الحدود الروسية. ووفقًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر الهجوم عن إصابة ما لا يقل عن 30 شخصًا. وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير إعادة الإعمار أوليكسي كوليبا، إن الضربة استهدفت قطارين متتاليين، موضحًا أن الطائرة المسيرة الأولى أصابت قطارًا محليًا، فيما ضربت الثانية قطارًا متجهًا إلى كييف أثناء عمليات الإخلاء. وأضاف رئيس شركة السكك الحديدية الوطنية «أوكرزاليزنيتسيا» أوليكساندر بيرتسوفسكي أن الهجوم «يهدف إلى تعطيل حركة التواصل مع المجتمعات الواقعة على خطوط المواجهة». وفي تعليق مماثل، وصف وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا الهجوم ب«الضربة المزدوجة»، مشيرًا إلى أن الإستراتيجية الروسية باتت تستهدف فرق الإنقاذ والمدنيين بعد الضربة الأولى. الكهرباء والطاقة وتزامن القصف على السكك الحديدية مع غارات روسية متكررة على منشآت الطاقة، حيث أكدت شركة تشغيل كهرباء محلية أن طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت الشبكة الكهربائية في مناطق شمالية وغربية، ما تسبب في انقطاع التيار عن عشرات الآلاف من الأسر. وقالت السلطات إن ضربات الجمعة الماضية شكّلت أكبر هجوم على منشآت الغاز الطبيعي الأوكرانية منذ بداية الحرب، حيث تضررت مرافق تديرها شركة «نفتوجاز» المملوكة للدولة. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، سيرهي كوريتسكي، أن الهجمات «لا تحمل أهدافًا عسكرية مباشرة»، بينما وصفت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو الضربات بأنها «إرهاب يستهدف المدنيين». وفي المقابل، ذكرت موسكو أن ضرباتها موجهة نحو منشآت تسهم في المجهود الحربي الأوكراني. وبحسب الجيش الأوكراني، أطلقت روسيا خلال ليلة واحدة أكثر من 100 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ باليستية، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض 73 منها. أوكرانيا ترد وفي إطار الرد، أعلنت كييف عن استهداف مصفاة كيريشي، إحدى أكبر المصافي الروسية، والتي تقع قرب سانت بطرسبرغ وعلى بُعد أكثر من 1200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. وأفاد الجيش الأوكراني بأن ضربة مسيرة تسببت في انفجارات وحريق كبير داخل المصفاة التي تديرها شركة «سورجوتنيفتيجاس»، وتُنتج نحو 355 ألف برميل يوميًا. وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على منصات التواصل مشاهد لانفجارات متتالية وأجسام يُعتقد أنها طائرات مسيرة تحلق في أجواء المدينة. فيما أكد الحاكم المحلي ألكسندر دروزدينكو أن الدفاعات الجوية أسقطت سبع طائرات مسيرة خلال الهجوم، وأن الحريق الذي اندلع في المنطقة الصناعية تمت السيطرة عليه. وتتكرر الهجمات الأوكرانية على المصفاة منذ سبتمبر الماضي، وسط حديث عن تأثيرها على سوق الوقود الروسي، حيث أعلنت موسكو مؤخرًا تعليق صادرات البنزين بسبب نقص المعروض وارتفاع الطلب المحلي. مقتل صحفي وعلى صعيد آخر، أعلنت وحدة عسكرية أوكرانية أن غارة روسية بطائرة مسيرة أودت بحياة المصور الصحفي الفرنسي أنطوني لاليكان، البالغ من العمر 37 عامًا، أثناء تغطيته للأحداث بالقرب من بلدة دروجكيفكا في منطقة دونيتسك. وأشارت الوحدة إلى أن مصورًا أوكرانيًا كان برفقته أُصيب بجروح. ويُعد هذا الحادث أحدث حلقة في سلسلة خسائر طالت صحفيين أجانب ومحليين منذ اندلاع الحرب، وسط تحذيرات دولية متكررة بشأن المخاطر التي تواجه فرق الإعلام في مناطق النزاع. معادلة الشتاء ويأتي هذا التصعيد في وقت تستعد فيه أوكرانيا لدخول شتائها الرابع منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، وسط توقعات بمواصلة موسكو استهداف البنية التحتية للطاقة، وهو ما تعتبره كييف محاولة «لاستخدام البرد والظلام كسلاح ضد المدنيين». ورغم استمرار الهجمات والهجمات المضادة، لا تظهر في الأفق القريب بوادر تسوية سياسية تنهي النزاع، في ظل تمسك كل طرف بموقفه العسكري والإستراتيجي. قصف روسي بطائرات مسيرة يستهدف محطة سكك حديدية في شوستكا موسكو تكثف هجماتها على شبكات السكك والكهرباء قبل الشتاء ضربات روسية تلحق أضرارًا بمنشآت غاز ونفط وتقطع الكهرباء عن آلاف الأسر كييف تستهدف مصفاة كيريشي قرب سانت بطرسبرغ وتسبب انفجارات وحريقا روسيا تعلن إسقاط سبع طائرات مسيرة قرب المصفاة وتؤكد السيطرة على الحريق استمرار نقص الوقود في روسيا وسط تعليق صادرات البنزين تصاعد المعارك مع غياب بوادر تسوية سياسية ومع اقتراب شتاء جديد.