بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، باتت الطائرات المسيرة أحد أبرز أدوات الصراع، حيث امتدت هجماتها إلى عمق الأراضي الروسية، مستهدفة منشآت حيوية ونفطية. في المقابل، تواصل موسكو الرد عبر تعزيز دفاعاتها الجوية وإسقاط عشرات الطائرات في مناطق متعددة، وسط مخاوف متزايدة من انعكاسات هذه التطورات على أسواق الطاقة العالمية، واحتمال توسع نطاق النزاع إلى ما يتجاوز حدود أوكرانيا. مصفاة كيريشي ذكرت السلطات الروسية والجيش الأوكراني أن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت خلال الليل مصفاة «كيريشي» النفطية الواقعة في منطقة لينينغراد شمال غرب روسيا، مما أدى إلى اندلاع حريق واسع النطاق. وتُعد المصفاة من بين أكبر ثلاث منشآت نفطية في روسيا، إذ تديرها شركة سورجوت نفط غاز، وتنتج نحو 17.7 مليون طن متري سنويًا، بما يعادل 355 ألف برميل يوميًا. ويأتي هذا الهجوم في إطار حملة أوكرانية متصاعدة ضد البنية التحتية للطاقة الروسية، تقول كييف إنها تُستخدم في تمويل العمليات العسكرية لموسكو في أوكرانيا. تفاصيل الهجوم وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بوقوع انفجارات في المنشأة تسببت في تصاعد ألسنة اللهب والدخان. ونشرت صورة توثق الحريق. من جانبه، قال حاكم منطقة لينينغراد، ألكسندر دروزدينكو، إن الدفاعات الروسية أسقطت ثلاث طائرات مسيرة في محيط المصفاة، إلا أن سقوط الحطام تسبب في إشعال النيران. وبالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 80 طائرة مسيرة أوكرانية في أنحاء مختلفة من روسيا وشبه جزيرة القرم وبحر آزوف خلال الليلة نفسها، دون أن توضح حجم الأضرار الناتجة عن الهجمات.