شهدت مدينة سوتشي الواقعة جنوب البلاد (موسكو) روسيا على ساحل البحر الأسود، أمس (الأحد)، هجومًا أوكرانيًا بطائرات مسيّرة، أدى إلى اندلاع حريق كبير في مستودع نفط، في أحدث تصعيد عسكري تشهده الجبهة الداخلية الروسية، وسط تحذيرات دولية من مخاطر توسع العمليات قرب المنشآت النووية في أوكرانيا. وقال حاكم إقليم كراسنودار فينيمين كوندراتييف، عبر"تليغرام": إن الحريق اندلع في مستودع وقود سعته 2000 متر مكعب في منطقة أدلر جنوبالمدينة، وشارك أكثر من 120 عنصر إطفاء في محاولة للسيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الهجوم استهدف"البنية التحتية الحيوية التي تعدها كييف مركزية في المجهود الحربي الروسي". وذكرت وسائل إعلام روسية أن الطيران المدني توقف مؤقتًا في مطار سوتشي لضمان السلامة، قبل أن يُستأنف لاحقًا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 93 طائرة مسيّرة أوكرانية أُسقطت خلال الليل، من بينها واحدة فوق منطقة كراسنودار، و60 فوق البحر الأسود، فيما لم يحدد التقرير عدد الطائرات التي أُطلقت إجمالًا. كما أشار حاكم منطقة فورونيج إلى إصابة امرأة نتيجة هجوم بطائرات مسيّرة أدى إلى اندلاع عدة حرائق، بينما أعلنت الدفاع الروسية إسقاط 18 مسيّرة أخرى فوق المنطقة القريبة من الحدود مع أوكرانيا. وتُعد منطقة كراسنودار، التي تضم مصفاة إلسكي النفطية، من الأهداف المتكررة لهجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية، نظرًا لأهميتها في شبكة الطاقة الجنوبية الروسية. وفي سياق متصل، عبّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن قلقه الشديد إثر غارة وقعت قرب محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، داعيًا إلى"أقصى درجات ضبط النفس" حول المنشآت النووية. وقال غروسي في بيان: إن طاقم الوكالة المنتشر في الموقع سمع انفجارات ورأى دخانًا يتصاعد من منشأة مساعدة تبعد نحو 1200 متر عن المفاعلات، بعد تعرضها لقصف عبر طائرات مسيّرة وذخائر مدفعية. وتقع محطة زابوريجيا في مدينة إنرجودار جنوب شرقي أوكرانيا، وتخضع للسيطرة الروسية منذ مارس 2022، وقد لعبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورًا حاسمًا في مراقبة سلامة المفاعلات، حيث حافظت على وجود دائم في الموقع منذ سبتمبر 2022. وقال مراقبون إن استهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية داخل العمق الروسي يشكل تحولًا نوعيًا في استراتيجية أوكرانيا، التي تسعى لتقويض قدرات موسكو اللوجستية والاقتصادية بعيدًا عن خط المواجهة المباشرة، بينما تواصل روسيا استهداف العاصمة كييف، ومناطق أخرى بغارات جوية وصاروخية منتظمة.