لماذا يبقى الذهب الملاذ الآمن رغم ارتفاع أسعاره

على الرغم من الارتفاعات القياسية التي يشهدها الذهب عالميًا، لا يزال المعدن الأصفر يحتفظ بمكانته كأحد أكثر الاستثمارات أمانًا في أوقات الاضطراب الاقتصادي والتقلبات الجيوسياسية. فما الذي يجعل الذهب بهذه الجاذبية؟ وهل ما زال الاستثمار فيه مجديًا للأفراد في ظل هذه الأسعار؟.
تاريخ من الثبات
منذ قرون، ارتبط الذهب بصورة الملاذ الآمن، فهو ليس عملة ورقية تتأثر بسياسات البنوك المركزية أو التضخم، بل أصل مادي نادر ذو قيمة عالمية ثابتة، في الأزمات المالية الكبرى من الأزمة العالمية في 2008، إلى جائحة كورونا في 2020 ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، مؤكدة دوره كخيار دفاعي يحمي الثروات.
عوامل الارتفاع
يرى خبراء الاقتصاد أن موجة الصعود الأخيرة تعود إلى مزيج من المخاطر العالمية مثل التوترات الجيوسياسية، وتقلبات أسعار النفط، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، إلى جانب سياسات التيسير الكمي التي أضعفت العملات الرئيسية. كل هذه العوامل دفعت المستثمرين للبحث عن أصول أكثر أمانًا، وفي مقدمتها الذهب.
ويرى خبير الذهب وأحد أبرز تجار الذهب بالمملكة، عبد اللطيف النمر، أن الذهب هو الاستثمار الحقيقي، وارتفاع سعره لا يقلل من جدواه، بل يؤكد أهميته كأصل يحافظ على القوة الشرائية لرأس المال، مشيرًا إلى أن الطلب المحلي ما زال قويًا، سواء من قبل المستثمرين أو المقبلين على الزواج.
ويضيف النمر أن تنويع أشكال الاستثمار في الذهب من السبائك إلى المشغولات يمنح الأفراد مرونة في التعامل مع التغيرات السعرية، داعيًا إلى إنشاء معهد وطني لتدريب الشباب على صناعة الذهب لتعزيز القيمة المضافة محليًا.
كيف يمكن للأفراد الاستثمار في الذهب؟.
الخبراء ينصحون الأفراد الراغبين في الاستثمار بتحديد أهدافهم أولاً، فالاستثمار طويل الأجل يكون عن طريق شراء السبائك والجنيهات الذهبية والاحتفاظ بها لسنوات، أما الاستثمار قصير الأجل فيكون بالاستفادة من فروق الأسعار عبر البيع والشراء السريع، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة للأسواق، بالإضافة لخيار الصناديق الاستثمارية المدعومة بالذهب، وهي خيار مناسب لمن يفضل الاستثمار المالي دون الاحتفاظ بالمعدن نفسه.
توقعات السوق في 2025
تشير تقارير شركات الأبحاث إلى أن سوق الذهب العالمي قد يواصل تسجيل مستويات قياسية إذا استمرت التوترات الاقتصادية والسياسية، مع توقع أن يصل متوسط السعر العالمي إلى مستويات تاريخية خلال 2025. وفي السعودية، يتوقع الخبراء أن يحافظ الذهب على مكانته كأصل إستراتيجي في محافظ المستثمرين، مدفوعًا بقوة الطلب المحلي وتنامي الوعي الاستثماري.
أبرز التقلبات الرئيسية بأسعار الذهب خلال ربع قرن ب«الدولار، أونصة»
2000=280 استقرار نسبي.
2005=500 بداية ارتفاع مع زيادة الطلب الصيني.
2008=870 الأزمة المالية العالمية.
2011=1.900 أزمة الديون الأوروبية.
2015=1.050 انخفاض حاد.
2020=2.075 رقم قياسي مع جائحة كوفيد -19.
2022=2.070 الحرب الروسية الأوكرانية.
2024= 2.400 التضخم العالمي وتوترات الشرق الأوسط.
2025=2.500–+3.000 مع استمرار التوترات الجيوسياسية.