442 زيارة تفتيشية للمطارات خلال عام    وزير الخارجية القطري يؤكّد تقدير بلاده للتضامن العربي الإسلامي ضد الهجوم الإسرائيلي الغادر    السفير العجالين يقدم أوراق اعتماده لرئيس جمهورية جيبوتي    3 جهات تنظم ندوة الإبل بالمدينة المنورة    نيوم يكسب ضمك بثنائية في دوري روشن للمحترفين    بحضور أكثر من 120شريكٍ من القطاع الخاص    مانشستر سيتي يتغلَّب على مانشستر يونايتد ب (3 - 0) في قمة الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي    الصحة تطلق حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية    استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة حتى يوم الجمعة المقبل    من المسارح البريئة يدق ناقوس الخطر    رابطة أندية الدرجة الأولى للمحترفين تطلق مبادرة "الهوية المناطقية"    خطاب ولي العهد خارطة طريق للمستقبل الاقتصادي    استكشاف فرص الاستثمار بين السعودية والهند بقطاع الأحجار الكريمة والمجوهرات    أمير القصيم يطلع على برنامج الخرائط الإلكترونية وانجازات جمعية التنمية الاجتماعية الأهلية بالشماسية    أمير منطقة جازان يستقبل أبناء قاضي التمييز بجازان سابقًا    مؤتمر حائل لأمراض القلب : منصة علمية لتعزيز التقدم الطبي في أمراض القلب    نائب أمير الشرقية يستقبل أمير الفوج الحادي عشر ومدير فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    مؤتمر موني 20/20 الشرق الأوسط غدا في الرياض    الوفد الكشفي السعودي يزور الحديقة النباتية في بوجور ضمن فعاليات الجامبوري العالمي    الصحة القابضة والتجمعات يفعّلون الحملة الوطنيّة للإسعافات الأولية.. ويُدربّون أكثر من 434 ألف    3 أسباب للحوادث المرورية في منطقة الرياض    كوريا الجنوبية تُسجل أول إصابة بإنفلونزا الطيور هذا العام    كلمات ولي العهد تسطر بمداد من مسك    رحيل من ضيّع في الإعلام عمره.. ولم يضيّع ذكراه    مرحبا بمن جاء يحمل زادي إلى الآخرة    الزميل سعود العتيبي في ذمة الله    مستجدات فسخ عقد لودي مع الهلال    مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح "استمرارية 25"    وزير الخارجية القطري يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية    إمام المسجد النبوي: الفوز الأبدي يأتي بتحقيق العبودية لله    الجيش اللبناني يتسلم الأسلحة من عين الحلوة    مفاوضات إيرانية جدية مع الأوروبيين    نائب أمير الشرقية يعزي أسرة الزامل    أشاد بالمرونة والتنوع.. صندوق النقد: الاقتصاد السعودي يتقدم بثبات في مسار رؤية 2030    أفراح الطويرقي والجميعة بزفاف عبدالله    دغيس مديراً لفرع البيئة    النجوم الكويتية تكرم الحربي وقادة كشافة بمكة    صفقات استثمارية في "سيريدو 2025"    ماسك يقلب الطاولة على موظفيه    شغف الموروث    إعادة النظر في أزمة منتصف العمر    أسعار مرتفعة تعيق شغف فتيات جدة بتعلم الموسيقى    مثقفون وإعلاميون يحتفون بالسريحي وبروايته الجداوية    احتفل باليوم العالمي ..«الأحمر»: رفع الوعي بالإسعافات ينقذ الأرواح    ترشيح المشاريع المتميزة للمراحل التنافسية.. «موهبة» تمدد التسجيل في أولمبياد إبداع    بيض ديناصور بعمر 86 مليونا    التعادل يحسم قمة الهلال والقادسية    30 هدفًا في افتتاح دوري يلو.. والعلا يتصدر    الخليج يتغلب على الفيحاء بثلاثية    القوات الجوية تستعد للتألق في اليوم الوطني    باراسيتامول دواء شائع بمخاطر خفية    الأرق يهدد كبار السن    نائب أمير منطقة مكة يقدم التعازي للفريق محمد الحربي في وفاة والدته    المرء أسير الإحسان    في رثاء عبدالعزيز أبو ملحه    الإرث بين الحق والتحدي    خطاب يستحضر التاريخ: السعودية ونهضة عالمية برؤية 2030    هبات تورث خصاماً صامتاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلا أن يغامروا في آفاق الأرض (1)
نشر في الوطن يوم 20 - 06 - 2019

لنمش في نشاط ومغامرة. فقد دللت الأمم المغامرة على أنها حرية بالوقوف أمام الشمس، وأنها جديرة بالحياة التي تحياها.
إن فتانا ولده أبواه في بيت العائلة فنشأ فيه، وألفه، وألف الزقاق والحارة، وربما ألف الحضرمي بائع الفول عند رأس الزقاق، والقهوة التي يجلس إليها، أقرباؤه في الحارة. فإذا صادفته مناسبة طلب إليه فيها أن يغادر بيته إلى مقر وظيفته في القرية النائية أو المدينة البعيدة، عجز عن التلبية، لأنه ألف بيته وأبوية والزقاق والحارة اللذين تربى فيهما، وربما أضاع عجزه عليه فرصة لا يستطيع أن يعوضها.
فيم كل ذلك؟
لأننا لم نألف المغامرة ولم نتعودها، ولأن المربين في البيت والمدرسة عندنا، لم يبثوا إلى اليوم في أرواحنا حب المغامرة وروح الفداء.
أما الأمم المتمدنة فقد درج أبناؤها على المغامرة والجرأة، والتلذذ بشظف العيش في الاغتراب.
ويكمل الفتى عندنا دراسته، فيتعين انتدابه إلى خارج القطر ليلتحق بالكلية التي تعين التحاقه بها، فيشعر بالوطأة القاسية، ويعاني أبواه من بعده آلاما لا يصبر عليها إلا جلد.
فيم كل هذا؟
لا شيء إلا أننا تعودنا الركون إلى أمهاتنا في البيت، ومغانينا في البرحة، ولم نترب على حب المخاطرة واقتحام الصعاب.
قلت لوالدة فارقها ابنها رحلة لإتمام التعليم. وقد شكت إليّ آلامها من البعد!
قلت لها، ألا تعلمين أن عبدالله بن الزبير دخل على أمه يستأذنها في أن يجول جولته الأخيرة في الحرب، وألا يعود إليها من غد إلا مقتولا، فأذنت له وشجعته؟
قالت: أشجعته ليحارب حتى يقتل؟
قلت: نعم، إنها شجعته ليحارب حتى يقتل!
قالت: إنها مجنونة!
قلت: إنها الحياة، قد فرغت عندما تسمّين ذات النطاقين مجنونة
ولكنها لم تفهم!
فقلت: وهل تعلمين أن عبدالله بن الزبير قال لأمه وهو يودّعها الوداع الأخير: إنني أخاف يا أماه أن يمثّلوا بي بعد أن يقتلوني. فقالت له إن الشاة لا تبالي بسلخها إذا ذبحت، فامض إلى طلبك لتعيش إن عشت كريما، أو تموت إن مت كريما.
قلت لها هذا فقالت: إنها مجنونة، وإنك مجنون عندما تصدق هذا.
وهكذا هزلت الحياة حتى بتنا نسمي الباسلات المخاطرات مجنونات. ذلك لأن البسالة التي من هذا النوع لم نتمرن عليها، ولم تتعود قلوبنا هذا الضرب من الفدائية الهائلة. فإلى أن تمتحننا الحياة بهذا، فإننا سنظل رهائن لطراوتنا، وعندما يحل اليوم الذي نصدق العزم فيه على الوثوب ومجاراة غيرنا من الناهضين، وهو قريب إن شاء الله، فإننا سنجد أنفسنا أمام أمور واقعة تهيئنا للشجاعة، وترغمنا على أخطر المغامرات.
ما رُسمت الأميركتان على خارطة الدنيا إلا نتيجة مغامرة طائفة من الناس محدودة العدد. خاطروا بأرواحهم وأبوا إلا أن يجوسوا غمار المحيطات التي لم يجرؤ عليها قبلهم بشر. وعندما صادفتهم أهوال لا تحتملها طاقة إنسان في الحياة، أبوا أن يعودوا حتى يكلل الظفر هاماتهم، أو تبتلع الأمواج أجسادهم لقمة سائغة!.
ولقد كلل الظفر هاماتهم، فاستطاعوا أن يضيفوا على مجموعة الأمم على وجه الأرض، شعبا له قيمته التي تميزه اليوم على جميع شعوب الأرض قاطبة، ثراءً وقوة ونفوذا منقطع النظير!.
فلو تقاعس الرواد الأولون وخافوا الاغتراب الذي نخافه، ولم يجسروا على المغامرة التي خاطروا بها، لما عرف العالم اليوم شيئا عن الأميركتين العظيمتين.
وحديث المغامرين بعد هؤلاء الرواد وقبلهم أطول من أن نستقصي أخبارهم فيه، وجميعها أخبار تدل على بطولة الفدائيين الأفذاذ، ومقدار جلدهم على تحمل المصاعب القاسية في سبيل آمالهم البعيدة ومراميهم!.
هذه أخبار الرحالين العرب يكتظ بها تاريخ الإسلام المجيد.
* الأعمال الكاملة 2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.