الكثيرون منا يحرصون قدر المستطاع على أن يكونوا كاملين، ولديهم كل ما يريدون، ويحصلون على ما يشتهون، لهم رأي لا يمكن أن يكون خاطئاً، يغضبون إذا تجادل معهم غيرهم في رأيه وتضيق الدنيا في عيونهم إذا لم يأخذوا ما يريدون. عجباً لنا، نعلم بأننا في دنيا لها نهاية، ونصر على التذمر والمجادلة.. نواجه خسارة نشعر باختناق شديد.. نستغرب كيف لنا أن نخسر شيئاً لطالما أردناه.. نغضب عندما يقاطعنا أحد.. نصر على سكوت من يخالف آراءنا، ولا نعطيهم حرية الإدلاء بآرائهم. لماذا لا نعيش بعفوية، ونعطي بالمقابل من حولنا حرية التعبير عما يريدون؟ لماذا لا نتمهل في كل الأمور، ونرضى بالمكتوب، ونعيش كل الأيام وكأنها اليوم الأخير في حياتنا؟.. في كل يوم نعتذر عما بدر منا من خطأ، نسامح، نبتعد عن الكبرياء قدر المستطاع، فلكل منا نهاية، ولكل منا ظروف، ولكل منا ضغوط، فإذا كنت قد أخطأت بحق غيرك فاعتذر، وإذا قصرت في حق من حولك فاعمل على تعويضهم. بر بوالديك وصلهم حتى عند انشغالك، صل رحمك، فالحياه فانية، لا تتكبر بدوام وجودك، واعمل على القرب من الله فقط، وعش الأيام وكأنك مفارقها.. لا داعي لأن نعطي الأمور الدنيوية أكبر من حجمها.