لم تخرج كثير من الجمعيات العلمية في السعودية عبثاً أو لمجرد المفاخرة بالعدد الكمي على حساب الكيفي، بل جاءت لحاجة ملحة لدراسة الاحتياج والتطوير والتأهيل والقيام بالدراسات العلمية والبحثية التي تسعى للرقي في المجال. على رأس تلك الجمعيات تأتي الجمعية السعودية للإدارة الصحية التي ولدت قبل ثلاث سنوات وتحظى برئاسة فخرية من قبل ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعلى الرغم من البدايات المتواضعة في الجمعية وقلة الأنشطة؛ إلا أنها وضعت لبنة أساسية في تأسيس هذه الجمعية التي من المتوقع أن تسهم في التجديد والتحفيز.. إن إعطاء الفرصة للمتخصصين في الإدارة الصحية هو أمر جوهري للسعي نحو الجودة والتميز فمثلاً ما يحدث في وزارة الصحة من تخبط وعبث وسوء في استغلال الموارد المالية والبشرية هو نتيجة لغياب المؤهلين والمختصين في الإدارة الصحية وإيكال المهام الإدارية لفئات لا تعرف في أبجديات العمل الإداري وبالتالي انعكاس ذلك سلباً على جودة الخدمات الصحية المقدمة، حيث بينت دراسة لأحد الزملاء قبل ثلاث سنوات أن عدد مديري المستشفيات المتخصصين في الإدارة الصحية لا يتعدى 10%! ليس تحيزاً للتخصص ولكن جاء المقال بعد دراسة افتتاح فروع للجمعية في منطقة حائل والقصيم ومن المتوقع في بقية المناطق لدعم وتشجيع المتخصصين من خلال الدورات التدريبية وحلقات النقاش والمؤتمرات والأبحاث.. هذه الجمعيات تعمل من خلال الدعم والتطوع والتعاون المشترك ودون هذه الثلاثية لن نتمكن من تحقيق الأهداف.