أحدثت قرعة كأس العالم 2026 تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام الإسبانية والأوروغويانية والرأس الأخضر، بعد أن أوقعت منتخباتهم في المجموعة الثامنة إلى جانب المنتخب السعودي، لتبدأ موجة من التحليلات والتوقعات حول "مجموعة متوازنة لكنها مفتوحة على كل الاحتمالات". في إسبانيا، تصدّرت صحيفة "آس" المشهد بردود فعل فنية مباشرة عقب سحب القرعة، حيث وصفت المجموعة بأنها "منحنى صعب منذ البداية"، مؤكدة أن مواجهة السعودية ليست بالسهولة المتوقعة، إذ اعتبرت "الأخضر" اختبارًا جديًا لقدرة المنتخب الإسباني على التعامل مع المنتخبات السريعة والمنظمة تكتيكيًا. وركزت الصحيفة على أن المنتخب السعودي بات يملك خبرة دولية أكبر وظهورًا أكثر ثباتًا في المحافل الكبرى، مع سجل متنامٍ من الأداء الثابت والقدرة على التأقلم مع الضغوط الكبيرة في المحافل العالمية، ما يجعله خصمًا يستحق الاحترام والتقدير من أي منافس، ويضيف عنصرًا جديدًا من التعقيد لأي منتخب سيواجهه في دور المجموعات. أما صحيفة "ماركا" فقد أشارت إلى أن السعودية "خصم غير مريح إذا دخل المباراة بثقة وتنظيم"، مؤكدة أن المجموعة -رغم أن أسماء المنتخبات فيها لا تُعد من بين الأقوى في البطولة- تبقى "مجموعة خطرة إذا وقع أي منتخب في فخ الاستهانة"، واعتبرت الصحيفة أن توازن القوى بين تاريخ إسبانيا وأوروغواي وطموح السعودية والرأس الأخضر يجعل من المجموعة واحدة من تلك المجموعات التي قد تشهد مفاجآت. وفي أوروغواي، جاءت التغطيات بنبرة تمزج بين الواقعية والثقة؛ حيث شدد موقع "El País Uruguay" على ضرورة احترام السعودية، وذكّر بتطورها الفني في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن المنتخب اللاتيني لا يمتلك رفاهية التفريط بأي نقطة في مجموعة قد تحسم بتفاصيل صغيرة. أما في الرأس الأخضر، فقد طغت الأجواء الاحتفالية على الصحف المحلية، واعتبرت صحيفة "A Nação" الوقوع مع السعودية وإسبانيا وأوروغواي "فرصة تاريخية لاختبار قدرات الجزر الصغيرة على المسرح العالمي، مع إشادة بروح اللاعبين ورغبتهم في كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الكابوفردية. وهكذا، بدا واضحًا أن حضور المنتخب السعودي في هذه المجموعة لم يكن مجرد حدث اعتيادي في قرعة مونديال 2026، بل شكّل عاملًا مؤثرًا أثار اهتمام واحترام خصومه، وفرض عليهم إعادة حساباتهم التكتيكية والاستراتيجية قبل بدء المنافسات.