من المقاهي الشعبية المتواضعة أسفل البيوت القديمة، بكراسيها الخشبية والحديدية العتيقة وروّادها من العمال والمرتادين اليوميين، إلى المقاهي العصرية داخل المجمعات الفاخرة بإطلالاتها البانورامية على البيت العتيق وديكوراتها الفخمة وتقنياتها الذكية، هكذا تبدو ملامح مقاهي مركزية مكةالمكرمة اليوم. تحوّل واضح في مستوى الإقبال من المعتمرين والمصلين والزوار، تمتد حركته على مدار الساعة، وسط منافسة قوية في جودة المنتجات والخدمات، تشمل الإنترنت المجاني، وشحن الجوال، وخدمات التوصيل للفنادق. وبين الروحانية التي تنبعث من أصوات مؤذني وأئمة المسجد الحرام من أعلى المآذن، وبين ديناميكية المعتمرين التي تكاد لا تنقطع وسط تمازج الثقافات، تظل مقاهي الحرم المكي تجربة فريدة، ومظلة جذب، تزيد من متعة العمرة وأداء الصوات في البيت العتيق. جولة "الرياض": على مركزية مكة كشفت أن اعتدال الأجواء يجتذب نسبة كبيرة من المعتمرين للمقاهي المفتوحة في الفترات المسائية، في حين يعتبر طريق الخليل مجمع المقاهي المفتوحة والمغلقة، والتي تشهد الكثافة الأعلى. ومن داخل المجمعات الفندقية والتجارية الفاخرة، ثمة خيارات أخرى للمقاهي المغلقة وذات الإطلالات المباشرة والتي تقع في شرفات الفنادق. فادي دسوقي معتمر عربي يؤدي العمرة لأول مرة قال" كل ما في وحول المنطقة المركزية من مقاهٍ ومراكز تسوق ومراكز تجارية وفندقية ومطاعم مميز وفريد في مكةالمكرمة، حيث الروحانية، والفخامة، وأصول الضيافة، والجو العربي" وأضاف " أسرتني مشاهدات المقاهي بمكةالمكرمة بموقعها المميز في أفخم المجمعات الفندقية، ووسط خدمات نوعية، وتنوع كبير في المعروض من المشروبات الساخنة والباردة. جميل فلاتة " موظف" كشف ل"لرياض": أن ذروة اشتغال مقاهي مركزية مكة من الرابعة عصراً إلى الحادية عشر ليلاً، وأن إجازة نهاية الأسبوع والإجازات المدرسية والرسمية ترفع أعداد المترددين، مشيراً إلى أن القهوة والمخبوزات السعودية تحظى بطلب كبير، لتجانسها مع الأمكنة المقدسة. ياسر غامري "معتمر" ألمح إلى أن ما يميز مقاهي مكةالمكرمة في منطقة ما حول المسجد الحرام، أن روادها من دول وثقافات وجنسيات متنوعة، من كل قارات العالم، لذلك فهي تطبيق أعلى معايير الجودة، والنظافة والخدمة، كما أن عملها مفتوح على مدار الساعة، لذلك من الجميل أن نجد بعد صلاة الفجر مثلاً مقهى يعمل بكل الخدمات وهذا غير المتوفر في كثير من العواصم والمدن العالمية. انتشار معظم المقاهي بمركزية أم القرى، في الأجزاء الجنوبية والغربية، وتحديداً ما بين مدخل حي أجياد من جهة الحرم المكي إلى جبل الكعبة، مكونة نسيجا متكاملا من المجمعات الفندقية والأسواق، مما جعل الوصول إليها سهلاً ومباشراً دون الحاجة إلى وسائل نقل، خاصة في محيط الفنادق التي يسكنها قاصدو بيت الله الحرام. ووفقاً لمصادر متخصصة فإن مقاهي مركزية مكة تتميز بارتفاع فاتورة المصروفات، نظراً لارتفاع إيجارات مواقعها، لذلك فإن مساحتها أقل من المقاهي الواقعة خارج المركزية، لكنها تتميز بارتفاع الطلب قياساً بأي مواقع ثانية. مقاهٍ جاذبة بمكة