وفي كل خطوة تخطوها جامعة سلطان، ومع كل إنجاز يتجدّد، يبقى حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان جزءًا من بنيتها وروحها، إذ ارتبط تاريخها به حين كان أميرًا لمنطقة الرياض يتابع تفاصيل فكرة التأسيس ويرعى مراحله، ويمنح المشروع تعبيره الأول وقيمته الأولى.. تتقدّم جامعة الأمير سلطان في قلب الرياض بوصفها أحد أعمدة التعليم الأهلي، وتواصل منذ تأسيسها مسارًا يشبه إشعال نور لا يخفت، إذ وُلدت من رؤية قادتها يدٌ ملكية آمنت أن بناء الإنسان هو أصل التنمية. وفي كل خطوة تخطوها الجامعة يبقى حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- جزءًا من بنيتها وروحها، وثابتًا في ذاكرتها، إذ ارتبط تاريخها ببداياته حين كان أميرًا لمنطقة الرياض يتابع نشأة الفكرة ويرعى مراحلها الأولى. في ليلة تخريج الدفعة الثانية والعشرين من حملة البكالوريوس والسابعة عشرة من حملة الماجستير الأسبوع الماضي، وبحضورٍ بهيجٍ متألق، وبتشريف أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، حيث ازدانت المناسبة بحضوره وارتقى بها المعنى في لحظة تُسجَّل في ذاكرة الجامعة وخريجيها؛ ارتفع صوت الجامعة بكلمة رئيس مجلس أمنائها صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عيّاف، فجاءت كأنها قراءة في كتابٍ عتيقٍ يحكي قصة نجاح عظيم سطّره الملك سلمان منذ يوم الجامعة الأول! تحدّث سموه بكل فخر ووفاء عن تلك اللحظة التي انطلقت فيها فكرة الجامعة، وعن الفريق الذي تشرف بالعمل تحت توجيهات الملك سلمان، وعن مسارٍ لم يخرج عن خطٍ أراده القائد للعلم وللمتعلمين. وامتدت القصة نحو تفاصيل التأسيس، فدلّت على وفاءٍ لا يغادر موقعه، وعلى تقديرٍ متجدّدٍ لا ينطفئ، مؤكدًا فيه سموه أن حضور الملك سلمان ما زال قائمًا في كل ركن من أركان الجامعة، وفي كل برنامج يتطور، وفي كلّ كلية تنمو، وفي كلّ جيل يتخرج، وأن الجامعة تتمسك بهذا الإرث، وتضعه في مقدمة التزاماتها ومسؤولياتها. واستعاد ابن عياف -برقيّه المعهود- ذاكرة خريجين نالوا شرف تسلم شهاداتهم في مواقع وطنيّة مرموقة حضرها الملك بنفسه، مثل قصر الحكم، وزارة الدفاع، وقصر عرقة، فتحوّلت تلك اللحظات إلى صفحات من فخرٍ باقٍ في حياة طلاب عرفوا قيمة من يقف خلفهم ويدعم طريقهم. واليوم يمتد أثر جامعة سلطان خارج إطار الاحتفاء بدفعات الخريجين، إذ تجمع في بنيتها كليات متعددة تُشكّل جسدًا علميًّا متماسكًا، يتنوع بين الهندسة وفروعها، وعلوم الحاسب ونظم المعلومات، وإدارة الأعمال بما تحمله من تخصصات مالية وتسويقية واستثمارية، والقانون بصيغه التجارية والدولية، والعلوم الإنسانية التي تمنح اللغات والترجمة مساحة راسخة في مسار المعرفة. هذا التنوع يمنح الجامعة قدرة على تلبية احتياجات السوق السعودي، ويضع خريجيها في موقع يليق ببرامجهم، ويمنح القطاعات الوطنية موردًا بشريًا متجددًا في المجالات التقنية والاقتصادية والقانونية والهندسية، والذي أثبته خريجوها بتبوّئهم مواقع عمل جديرة قديرة. كما يظهر حضور الجامعة في مساحة البحث العلمي، حيث أصبحت واحدة من أهم الجامعات السعودية في جودة الأبحاث وفق تصنيف Times Higher Education لعام 2025، بعد تجاوزها مؤشرات الجودة بنسبة مرتفعة عززت مكانتها. وارتفع نتاجها البحثي خلال خمس سنوات من 152 بحثًا منشورًا إلى 910 أبحاث؛ ما يعكس تحوّلًا عميقًا في الوعي البحثي واتساع البيئة المحفزة للابتكار، إضافة إلى مختبرات علمية نوعية ومجموعات بحثية تتجاوز سبعة عشر مركزًا، تعمل على مشروعات ترتبط بالطاقة والذكاء الاصطناعي والبيئة والرياضيات التطبيقية. وفي مجال الملكية الفكرية، تعمل الجامعة على توثيق ابتكاراتها عبر مكتب متخصص، وتبرز من بين منجزاتها براءات اختراع تسهم في حماية حقوق منتجي الوسائط الرقمية، كما تحرص على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى نواتج تطبيقية، وإلى مشروعات قابلة للنمو، وإلى أفكار تلامس واقع الاقتصاد الرقمي، كما تتحرك داخل إطار وطني واسع تحدده رؤية السعودية 2030 بقيادة عرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث ترتفع التطلعات، وتتوسع الشراكات الدولية، وتولد آفاق جديدة أمام الجامعات السعودية الطموحة. ومن خلال هذا الإطار، تتقدم جامعة الأمير سلطان بثقة، حيث وسعت برامجها، ودعمت أبحاثها، وأسست لمرحلة تتداخل فيها المعرفة بالتطبيق، ويتكامل فيها التعليم مع الاقتصاد الجديد، بقيادة حيويّة بكل أمانة تتمثل في رئيس مجلس أمنائها الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عيّاف، إذ يحظى بمكانةٍ راسخة في مسيرة الجامعة، ومتابعة بوعيٍ دقيق، ورؤيةٍ تمنح القرار عمقه، وتظهر بصمته كأكاديمي ومحبّ ووفيّ للأمير سلطان -يرحمه الله- مع نبلٍ متأصّل وولاء عميقٍ يحمله للملك سلمان، وذكريات مجيدة لمدينة الرياض الذي عمل أمينًا لها قرابة 15 عامًا؛ عاكسًا تجربته ترسيخًا للتطوير الذي غدا سمةً ثابتةً في مسار الجامعة، بل في كل خطوة تتقدم بها، وفي كل منجزٍ يكتسب قيمته من رعاية سموه واهتمامه بحضورٍ يليق وأكثر، مع تماهٍ تكامليّ مع رئيس جامعتها الدكتور أحمد اليماني الذي يقود العمل الأكاديمي والإداري بروحٍ واعية، ويمنح منظومتها العلميّة حضورًا يتسق مع مكانتها. وهكذا تكتب جامعة الأمير سلطان سيرتها كل يوم، بروح تأسّست على يد الملك سلمان، وبلغة علمٍ لا تتوقف، وعملٍ يشبه رؤية وطن لمستقبل أوسع. إنها جامعة تحمل وفاءها لاسمها، وللقائد الملك في رسالتها، وتمنح الوطن طاقاته من خريجين وباحثين ومبتكرين مميزين، تواصل رحلتها في مسارٍ يتجدّد في كل عام باتساع الرؤية وتعاظم الطموح.