التطوير مهم للغاية؛ فالعمل ضمن فريق واحد يضمن لنا النجاح عند بدء أي مشروع متكامل، ويمنحنا القدرة على الانطلاق والسعي إلى إتقان العمل أولاً، ثم تحقيق الجودة التي تقود بدورها إلى النجاح وزيادة الإنتاج. الكادر الإداري عنصر أساسي لتحقيق الأهداف، ووجوده ضرورة لنجاح أي منظومة. وإذا كان الجميع يعمل بروح التطوير والاستمرارية، فإن جودة العمل لا تتوقف بتوقف أحد، بل تستمر بنفس المستوى مع إمكانية تطويرها. بيئة العمل ليست بيئة أُسرية كما يظن البعض؛ بل هي بيئة عملية بحتة، لا مجال فيها للعلاقات التربوية. هي بيئة مبنية على العطاء والأخذ ضمن قوانين واضحة ونصوص مُعلنة في الأنظمة الوظيفية. التعاون، والجدية، والسلاسة، والهدوء عوامل أساسية للسعي نحو التفوق على المستوى الفردي وضمان جودة أعلى للعمل. كلنا نرغب في تحقيق التقدم، ولكن السؤال: ما نوع التقدم الذي نريده؟ التقدم الحقيقي هو أن يسير العمل باتزان، دون أخطاء، وبانضباط تام. وهناك فرق كبير بين أداء المهام لأنك مكلَّف بها فقط، وبين السعي لتطوير ما كُلِّفت به. فالتطوير عنصر جوهري لا يمكن تجاهله. العمل لا يتميز لمجرد أنك تنفّذه كجزء من واجباتك الوظيفية؛ بل يتميز عندما تسعى إلى تحسينه ورفع مستواه. والإتقان في أي عمل أمر مطلوب، وقد قال الرسول (ص): «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». الخدمات التي تُقدّمها أي جهة هي خدمات ذات فائدة وطنية ومسؤولية مجتمعية، والعمل على تطويرها وتحسينها واجب لا بد منه. أنت تؤدي واجبك حين تعمل، لكنك تميز نفسك حين تطور ما تعمل عليه. ويجب أن يكون التطوير ثقافة مجتمعية متعارفاً عليها، نغرسها في أبنائنا منذ الصغر. فالإنسان، منذ ولادته حتى شيخوخته، يمر بسلسلة من التطورات؛ إما أن يصقلها بالعلم والقراءة، أو يتركها فتضعف بالجهل. وكما تحافظ على جسدك بالرياضة، حافظ على عقلك بالقراءة والاطلاع، وحافظ على عملك بالإتقان، واسعَ لتطوير حياتك من جميع الجوانب لتقدم أفضل ما لديك، وترى أفضل ما لدى الآخرين.