أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن المحادثات الجارية مع (حماس) لإنهاء حرب إسرائيل في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة تحرز تقدما سريعا. وقال ترمب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "كانت هذه المحادثات ناجحة للغاية، وتسير بوتيرة سريعة. ستجتمع الفرق الفنية مرة أخرى اليوم في مصر لبحث وتوضيح التفاصيل النهائية. تم إبلاغي بأن من المقرر إتمام المرحلة الأولى هذا الأسبوع، وأدعو الجميع إلى التحرك بسرعة". وتوعّد ترمب بالقضاء التام على حماس إذا رفضت التخلي عن السلطة وتسليم السيطرة على قطاع غزة مثلما تهدف خطته لإنهاء الحرب. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، في تصعيد دموي متواصل، متجاهلًا دعوات وقف إطلاق النار والرد الإيجابي الذي قدّمته حماس على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما يدخل القطاع عامه الثالث من حرب الإبادة المستمرة. وخلال ساعات الليل المتأخرة وفجر أمس، صعّد الاحتلال من قصفه لمناطق متفرقة في القطاع؛ إذ استهدفت طائراته الحربية مناطق غرب مدينة غزة ووسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، إضافة إلى غارات شمال مدينة خان يونس، كما نفّذ قصفًا مدفعيًا شمال غرب مخيم النصيرات وشمال مخيم البريج وسط القطاع. وفي واحدة من الصور المؤلمة التي تلخّص حجم المأساة الإنسانية، وثّقت الطواقم الطبية حالة طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر يرقد وحيدًا على سرير المشفى بعد أن فقد والديه وإخوته في قصف استهدف جنوب قطاع غزة، ليكون الناجي الوحيد من عائلته. ويأتي هذا التصعيد مع دخول العدوان عامه الثالث، في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القطاع نتيجة استمرار القصف، وانهيار البنية التحتية، وشحّ المواد الأساسية، وسط صمت دولي وعجز متواصل عن وقف المجازر اليومية بحق المدنيين. ووفق ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي، فقد نفّذ الاحتلال منذ فجر أمس الأول أكثر من 131 غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع، وارتكب خلالها مجازر مروعة، أسفرت عن استشهاد 94 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، من بينهم 61 شهيدًا في مدينة غزة وحدها. استشهاد 94 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال وأكد المكتب أن هذه الجرائم تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وتعكس إصرار الاحتلال على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، ضاربًا بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة. دمار هائل وأزمة نزوح قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن عدد المباني المتضررة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 07 / 10/ 2023 وحتى 08 / 07/ 2025، بلغ نحو 190,115 مبنى، منها 102,067 مبنى مدمراً بشكل كامل، وهو الضِّعف مقارنة بما كانت عليه في العام الأول من العدوان. جاء ذلك في بيان أصدره الجهاز المركزي للإحصاء أمس، لمناسبة اليوم العالمي للإسكان، الذي أقرّته الأممالمتحدة/برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، وكذلك يوم الإسكان العربي، الذي أقرّه مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب. وأوضح الإحصاء في بيانه، أن عدد المباني المتضررة بشكل متوسط، جراء عدوان الاحتلال، بلغ في الفترة ذاتها، نحو 41,895 مبنى، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة منذ 07 / 10/ 2023 وحتى 27 / 09/ 2025 نحو 330,500 وحدة سكنية. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لعدوان واسع وإبادة جماعية من الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن موجات كبيرة من النزوح القسري، ويقدر عدد النازحين بأكثر من مليونَيْ نازح حتى 11 يوليو 2025، وقد دُمرت أحياء ومدن بالكامل، بما في ذلك خيام اللاجئين والأبراج السكنية. وأشارت التقديرات إلى وجود أكثر من مليون ساكن/نازح في مناطق خيام مكتظة بكثافة سكانية عالية، وفيما تبقّى من المباني الصالحة للسكن في شمال القطاع فقط. وأظهرت الصور الجوية التابعة لمركز الأممالمتحدة للأقمار الصناعية بين 4 و15 سبتمبر 2025، أن آلاف الخيام التي أُقيمت في أراضٍ فارغة بين أنقاض مدينة غزة، على طول الساحل، وفي مناطق أقل تحضّراً في الشمال، قد اختفت، أو انخفض عددها بشكل كبير. كما تُظهر صور مركز بلانيت لابز الجوية التي تم التقاطها في 15 سبتمبر 2025، أن خيام النازحين ما زالت منتشرة على طول الطريق الساحلي جنوب ميناء غزة، رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أن نحو 400 ألف فلسطيني غادروا المنطقة استجابةً لأوامر الإخلاء القسري، ويُقدَّر أن أكثر من نصف مليون لا يزالون في شمال غزة. وبينت التقييمات الأولية أن أكثر من 85 % من مرافق المياه والصرف الصحي وأصولها في قطاع غزة قد خرجت على الخدمة كلياً أو جزئياً جراء العدوان الإسرائيلي، بتكلفة إعادة تأهيل تقديرية تتجاوز 1.5 مليار دولار. ويشمل ذلك محطات المعالجة والتحلية والضخ، والآبار، والخزانات، وخطوط النقل، وشبكات المياه والصرف الصحي. وقد أدى هذا الدمار إلى تراجع حاد في معدلات التزوّد بالمياه لتتراوح بين 3-5 لترات فقط للفرد يومياً؛ أي أقل بكثير من الحد الأدنى الإنساني المقدر بحوالي 15 لتراً وفق معايير منظمة الصحة العالمية. تصاعد التهجير القسري في الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 31 مايو 2025، صعّدت إسرائيل سياساتها الهادفة إلى التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية بما فيها محافظة القدس. وأوضح الإحصاء في بيانه، أن أكثر من 1200 مواطن في مسافر يطا يعانون خطر الترحيل بسبب إخطارات هدم المنازل، ورفض تصاريح البناء، وتشديد القيود على التنقل، إلى جانب اعتداءات المستعمرين اليومية. ووفقاً لمكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا)، فقد تم تهجير أكثر من 6,463 مواطنا قسراً بسبب هدم منازلهم ومساكنهم، و40 ألفاً آخرين من مخيمات مدينتي جنين وطولكرم بفعل الاقتحامات العسكرية، إضافة إلى أكثر من 2,200 بسبب اعتداءات المستعمرين. ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت قوات الاحتلال خلال النصف الأول من عام 2025، ما مجموعه 380 عملية هدم، طالت 588 منشأة في الضفة بما فيها مدينة القدس، من ضمنها 322 مسكناً مأهولاً. وبين الجهاز المركزي للإحصاء، أن 5 % من الأسر في الضفة الغربية تسكن في وحدات سكنية ذات كثافة سكنية عالية (3 أفراد فأكثر للغرفة الواحدة)، وعلى مستوى نوع التجمع، بلغت 4.8 % في الحضر، و3.6 % في الريف، وارتفعت إلى 10.5 % في المخيمات في عام 2024. وتجدر الإشارة إلى أن متوسط عدد الغرف في المسكن بلغ 3.6 غرفة عام 2024 في الضفة الغربية، وبلغ المتوسط 3.6 غرفة في الحضر، و3.7 غرفة في الريف، مقابل 3.2 غرفة في المخيمات. وبلغ عدد الوحدات السكنية المرخصة في الضفة الغربية (الجديدة والقائمة) 13,819 وحدة سكنية مرخصة، وذلك في عام 2024، في حين كانت 18,230 وحدة سكنية مرخصة في عام 2023، وذلك حسب السجلات الإدارية لإحصاءات رخص الأبنية لعامي 2023 و2024. بعض المخابز تعود للعمل بعد أشهر من التوقف الكامل، عادت بعض المخابز في قطاع غزة إلى العمل مجددا في إنتاج الخبز، عقب نجاح برنامج "الغذاء العالمي" في تزويدها بكميات محدودة من الطحين، في خطوة تهدف إلى التخفيف من أزمة الجوع المتفاقمة في القطاع المحاصر. ففي مخيم "النصيرات" وسط القطاع، امتلأت الأسواق مجددا بربطات الخبز بعد غياب دام نحو ستة أشهر، نتيجة انقطاع إمدادات الطحين بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، فيما شهدت مدينتا دير البلح وخان يونس بدورهما ازدحاما كبيرا أمام المخابز وتكايا الطعام، في مشهد يعكس حجم الحاجة الماسة لهذه المادة الأساسية. وقال رئيس هيئة المخابز في قطاع غزة، عبد الناصر العجرمي، في تصريح صحفي، إن المخابز في وسط وجنوب القطاع باشرت عملها منذ أمس، بعد تلقيها دعما مباشرا من برنامج الغذاء العالمي. وأضاف العجرمي أن الاحتلال الإسرائيلي رفض إدخال الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل المخابز، مشترطا السماح بدخوله بتطورات صفقة التبادل، مشيرا إلى أنه تم التوافق مؤقتا على إدخال السولار كبديل لتشغيل المخابز، "في خطوة ضرورية لا تحتمل التأجيل"، على حد وصفه، بهدف الحد من خطر المجاعة التي تهدد حياة مئات الآلاف من سكان القطاع. وتباع ربطة الخبز بسعر 3 شواكل (نحو دولار واحد)، فيما بدأت بعض تكايا الطعام بتوزيع الخبز مجانا على النازحين في مراكز الإيواء، ضمن اتفاق بين جمعية المخابز وبرنامج الغذاء العالمي لتأمين الخبز للفئات الأكثر تضررا. ووفقا لمصادر محلية فإن المرحلة الأولى من توفير الخبز ستقتصر على مناطق وسط وجنوب القطاع، في حين تجري جهود حثيثة لتوسيع نطاق المشروع ليشمل مدينة غزةومحافظات شمال القطاع، ولكن الاحتلال يرهن ذلك بتطورات صفقة التبادل التي تقودها القاهرة هذه الأيام. ويأتي استئناف عمل المخابز في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ تسبب انقطاع الخبز ونقص الغذاء في وفاة أكثر من 435 شخصا خلال الأشهر الماضية، وفقا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة بغزة، نتيجة المجاعة والحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المواد الغذائية الأساسية، بما فيها الطحين. وقد جاء الإعلان الأخير عن استئناف عمل المخابز كخطوة فارقة تخفف من وطأة الأزمة وتعيد الأمل للمواطنين. اقتحامات واعتقالات بالضفة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة اقتحامات واسعة في مناطق متعددة من الضفة الغربيةالمحتلة، وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، إلى جانب تنفيذ عملية تفجير منزل أسير في الخليل. وتركزت في بلدة دير جرير شمال رام الله، ومحيط دوار شويكة في طولكرم، وحاجز المربعة و بلدة قوصين في نابلس. في مدينة الخليل، فجرت قوات الاحتلال منزل الأسير أحمد الهيموني، الذي تتهمه إسرائيل بتمويل عملية أُطلق خلالها النار في تل أبيب بتاريخ الأول من أكتوبر 2024، وأسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين. وسبق لجيش الاحتلال أن هدم منزلا آخر لعائلة الهيموني قبل عدة شهور، قبل أن يقدم اليوم على تفجير منزل ثان للعائلة. وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان فلسطينيين من بلدة بيتللو شمال غربي المدينة، أثناء قطفهم لثمار الزيتون في منطقة "مارون". وفي بيت لحم، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة ثمانية فلسطينيين برصاص الاحتلال في منطقة واد الحمص شمال المدينة، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، وقد جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون، لا سيما في المناطق المهددة بالمصادرة لصالح التوسع الاستيطاني. مداهمة مدرسة التحدي داهم جيش الاحتلال برفقة مستعمرين أمس، مدرسة التحدي في خربة ابزيق شمال شرق طوباس. وأفاد مدير التربية والتعليم في طوباس عزمي بلاونة، بأن مستعمرين بحماية جيش الاحتلال اقتحموا حرم المدرسة، وسط وجود الطلبة والكادر التعليمي، ما أثار الخوف والذعر في صفوفهم، وأوقف العملية التعليمية فيها. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، نفذ المستعمرون ما مجموعه 7154 اعتداء بحق المواطنين وممتلكاتهم، ما تسببت باستشهاد 33 مواطنا، حسب ما أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. وتشهد المنطقة تصعيدا كبيرا في اعتداءات المستعمرين ضد المواطنين وممتلكاتهم، ما أجبر عددا من العائلات على الرحيل عن مساكنها. كما قطع مستعمرون، الليلة الماضية، نحو 120 شجرة زيتون في سهل "مرج سيع" الواقع بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن المستعمرين هاجموا سهل "مرج سيع"، وقطعوا 120 شجرة زيتون يتجاوز عمرها 60 عاما تعود لأهالي القرية. في السياق ذاته قالت منظمة البيدر الحقوقية إن مجموعة من المستعمرين المسلحين هاجمت، أمس، تجمع خلة السدرة البدوي الواقع شرق بلدة مخماس شرق القدس. وأوضحت المنظمة أن المستعمرين اعتدوا على الأهالي في الموقع ومارسوا أعمال تنكيل بحقهم، كما سرقوا خزان مياه من التجمع قبل أن يفروا من المكان. وأكدت المنظمة أن هذا الاعتداء يندرج ضمن تصاعد الهجمات التي تستهدف التجمعات البدوية الفلسطينية، ويشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان وممتلكاتهم. مستوطن يدهس أمًّا وطفليها أقدم مستوطن إسرائيلي، صباح أمس، على دهس أم وطفليها على مفرق "زيف" جنوب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متفاوتة، قبل أن يلوذ الجاني بالفرار من المكان، بحسب مصادر محلية وطبية. وتدخلت طواقم الإسعاف فورًا ونقلت المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقالت مصادر محلية، إن الحادث متعمدًا، ويقع في سياق تزايد هجمات المستوطنين المدعومة أحيانًا بتغطية أو تواجد أمني قرب المستوطنات، حيث تتكرر في الآونة الأخيرة حوادث دهس واعتداءات ضد المواطنين في الطرق والمناطق المحاذية للمستوطنات. وفي أعقاب الحوادث المتتالية، سُجّلت دعوات فلسطينية شعبية وسياسية لتكثيف الفعاليات ورفع مستوى المقاومة والمواجهة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية. 259 يومًا للعدوان على مخيم جنين تواصل قوات الاحتلال عدوانها على جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربيةالمحتلة لليوم ال 259 على التوالي، مع استمرار عمليات التدمير في المخيم وشق الشوارع على حساب منازل الأهالي ومنع النازحين من العودة إلى ما تبقى منها. وحسب اللجنة الاعلامية لمخيم جنين، فإن مدينة جنين ومناطقها الجنوبية والغربية شهدت تصعيدًا عسكريًا واسعًا. وقالت اللجنة في بيان أمس، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة ترافقها جرافتان من نوع "D9"، وانتشرت في محيط مدارس الجنان و القاعة الملكية وحي البساتين داخل المدينة، وسط عمليات تجريف وتخريب للشوارع، وإطلاق كثيف للنيران في مخيم جنين. وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة بلدات في محافظة جنين، من بينها اليامون، كفر راعي، قباطية، عرّابة، والسيلة الحارثية، ونفذت عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل. وأفادت بأن القوات اعتقلت عددًا من الشبان، في حين احتجزت طواقم الإسعاف في بلدة اليامون واعتدت على سائق مركبة في مجمع المركبات العمومية. المخابز تعود للعمل وسط وجنوب القطاع الاحتلال يوسع اقتحاماته في الضفة دمار هائل وأزمة نزوح في غزة