دائمًا ما نسمع قيادتنا تردد بأن المواطن السعودي هو ثروة الوطن الحقيقية. وأن الوطن قام على سواعد أبنائه المخلصين الذين قدموا الغالي والنفيس لرفعته وازدهاره. كثير من الأجيال الجديدة يجهل ما قام به الأجداد من جهد وعمل عندما كانت الموارد محدودة، و كيف أنهم تحملوا الظروف القاسية، حتى تنعم أجيالنا بالرخاء. وكيف أن البعض كان يسافر عبر البحار لعدة شهور كي يعمل. أو أن يسافر لإجراء عملية تعد اليوم إجراء طبيًا بسيطًا يقوم به الطبيب في أقرب مستوصف. لابد لنا أن نحدث أبناءنا عن أجدادهم الذين كانوا يمشون المسافات الطويلة لإيصال أبنائهم إلى أماكن الدراسة، أو للبحث عن طبيب يعالج المريض منهم. لابد من تذكير أبنائنا بذلك ليس لكي يقدروا أجدادهم فقط، ولكن ليعلموا أن عليهم العمل أكثر حتى تحصل الأجيال القادمة على حياة افضل. وأن ما وصلنا اليه وما حصلوا عليه من رخاء لم يكن بالسهل. بل بفضل الله- تعالى- قبل كل شيء، ثم بفضل رجال وسيدات كانت راحتهم في رفعة الوطن من أجل سعادة وسلامة أبنائهم. يجب أن يكرموا السابقين بالمحافظة على ما وجدوه، وأن لا يضيعوه؛ بل يعملون للإضافة إليه. وإذا أردنا أن تدوم النعم التى تغمرنا للأجيال القادمة، علينا ان نحافظ عليها وأن نشكر الله عليها. حدثوا أبناءكم عن التراحم والترابط بين أفراد المجتمع، وكيف أنهم كانوا يتحركون لمساعدة المحتاج منهم. وكيف كان سكان الحي يقومون على خدمة الأرامل ويتسابقون لقضاء حاجاتهم. علموا اولادكم أنهم بحاجة إلى الجميع، بحاجة الى الضعيف قبل القوي. كان التراحم بين جميع طوائف المجتمع. وأذكر ما حدث لأحد كبار رجال الأعمال، عندما تسببت تقلبات السوق في إفلاسه. وخسرمئات الملايين، وعاد إلى نقطة الصفر، فما كان من رجال الأعمال الذين يعرفونه في منطقته إلا أن ساعدوه؛ للحصول على عقود عمل جديدة؛ لكي يتخطى خسائره، ويعود كما كان. هناك مقولة لابن خلدون:" الأيام الصعبة تخرج رجالًا أقوياء، والرجال الأقوياء يخرجون الرخاء، والرخاء يخرج رجالًا ضعفاء، والرجال الضعفاء يخرجون الأيام الصعبة"، فهل نستطيع ان نعكس هذه المقولة ونكون الاستثناء لها؟