شهد قطاع غزة، تصعيداً عسكرياً واسعاً من قبل طائرات ومدفعية الاحتلال، ما أسفر عن عشرات الشهداء والإصابات، بينهم نازحون ونساء وأطفال. فقد شنّت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء متفرقة من مدينة غزة، أبرزها حي النصر، الشجاعية، سوق فراس، وسوق اليرموك، إلى جانب مناطق في حي الصبرة جنوبالمدينة. وأفادت مصادر محلية أن الطائرات المروحية والمسيرة أطلقت نيرانها بشكل مكثف على المناطق الغربية من غزة، في حين واصل سلاح المدفعية قصفه لمحيط شارع المغربي بحي الصبرة. وفي واحدة من أبشع المجازر، قصفت طائرات الاحتلال حواصل تجارية تؤوي نازحين قرب سوق فراس بمدينة غزة، ما أدى في البداية إلى سقوط 7 شهداء، ثم ارتفع العدد تدريجياً إلى 15، قبل أن تعلن المصادر الطبية عن مجزرة مروعة راح ضحيتها 20 شهيداً وعشرات الجرحى. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة نصار قرب مسجد حسن البنا شمال مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة عدد من أفراد العائلة، فيما تعرّض مخيم النصيرات أيضاً لقصف استهدف منازل لعائلات "خطاب" و"الهمص"، وأسفر عن سقوط ارتقاء وجرحى تم انتشالهم من تحت الأنقاض. وفي وقت لاحق، أعلن الدفاع المدني عن انتشال 4 شهداء من منزل عائلة خطاب بمخيم النصيرات، إضافة إلى شهداء وإصابات أخرى من منزل عائلة الهمص في محيط عيادة مسقط بحي الصبرة. كما استهدفت الطائرات منزلاً يؤوي نازحين في محيط سوق فراس، وأخرى في محيط سوق اليرموك، ما أسفر عن وقوع مزيد من الشهداء بينهم نساء. الاحتلال يُضلّل المواطنين رغم محاولات التهجير القسري للفلسطينيين في مدينة غزة، إلا أن أكثر من 900 ألف ما زالوا صامدين في المدينة ويرفضون محاولات النزوح الإجباري والتهجير القسري نحو الجنوب، فيما بلغ عدد النازحين نحو الجنوب 335 ألفاً، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم الإبادة الإسرائيلية. في بيان له، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الاحتلال يمارس سياسة تضليل ممنهجة، عبر الترويج لوجود خيام ومساعدات وخدمات إنسانية مزعومة، بينما هي غائبة على أرض الواقع، إذ لا يُراد منها سوى دفع السكان المدنيين قسراً إلى مغادرة منازلهم وأحيائهم السكنية. وذكر المكتب، أن الطواقم الحكومية رصدت تصاعد حركة النزوح القسري من مدينة غزة باتجاه الجنوب نتيجة جرائم الاحتلال الوحشية منذ أن بدأت جريمة التهجير القسري، حيث اضطر ما يقارب (335,000) فلسطيني لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف، حيث تجاوز عدد النازحين خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 60,000 نازح، في المقابل سجلت أيضاً حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من (24 ألفاً) إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات الليلة الماضية منذ بدء العدوان على المدينة، حيث قام هؤلاء بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها في الجنوب، ثم عادوا لمدينتهم بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة في الجنوب. أما منطقة المواصي في خان يونس ورفح، والتي تضم حالياً نحو مليون نسمة وتروّج لها سلطات الاحتلال زوراً كمناطق "إنسانية وآمنة"؛ فقد تعرضت لأكثر من (114) غارة جوية وقصف متكرر خلفت ما يزيد على (2,000) شهيد في مجازر متلاحقة ارتكبها جيش الاحتلال داخل المواصي ذاتها. وتفتقر هذه المناطق بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل، وفق الإعلام الحكومي. أما المساحة التي خصصها الاحتلال في خرائطه كمناطق "إيواء" لا تتجاوز (12 %) فقط من مساحة قطاع غزة، ويحاول حشر أكثر من (1.7) مليون إنسان داخلها، في إطار مخطط لإنشاء "معسكرات تركيز" ضمن سياسة التهجير القسري الممنهجة، بهدف تفريغ شمال غزة ومدينة غزة من سكانهما، في جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. في السياق ذاته، أدان المكتب بأشد العبارات استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري التي ينفذها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، واستنكر الصمت الدولي المعيب والتقاعس عن تحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم، محملا الاحتلال وحليفه الاستراتيجي الإدارة الأميركية، إضافة إلى الدول المنخرطة في جرائم الإبادة، المسؤولية الكاملة عمّا يجري وما سيترتب عليه من تبعات قانونية دولية. وطالب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمحاكم والمؤسسات القانونية الدولية، بالتحرك الفعلي والجاد لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم المختصة، وضمان حماية المدنيين وحقهم في البقاء على أرضهم بأمن وكرامة. الخارجية تدين أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، جرائم الاحتلال وميليشيات المستعمرين المستمرة والمتصاعدة ضد المواطنين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم في عموم الضفة الغربية، بما في ذلك جريمة قتل الشهيد سعيد نعسان (20 عاماً) بعد إطلاق الرصاص الحي عليه في بلدة المغير شمال شرق رام الله، وكذلك إقدام الاحتلال على قتل الشهيد أحمد براهمة (19 عاماً) في قرية عنزا جنوب جنين شمال الضفة الغربية، وأيضاً اعتداء المستعمرين بالضرب المبرح على 3 مواطنين بينهم مواطنتان في مسافر يطا جنوب الخليل، وغيرها من الانتهاكات والجرائم. وجددت الوزارة في بيان صادر عنها أمس، مطالبتها بتدخل دولي حقيقي واستثنائي لوقف جرائم الاحتلال والمستعمرين ورفع الحماية السياسية التي يوفرها لهم عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية، وإجبار سلطات الاحتلال على معاقبة مرتكبي الجرائم وتفكيك ميليشيات المستعمرين المسلحة والمنظمة. كما حذرت، من تداعيات إجراءات الاحتلال غير القانونية الهادفة لتفجير الأوضاع في الضفة، والتحريض الإسرائيلي الرسمي المعلن على ارتكاب المزيد من إجراءات الضم والتهويد، وفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين ومحاولة شل قدرتهم على الصمود والتنقل كما هو الحال في إغلاق معبر الكرامة غير المبرر. 35 ألف فلسطيني مهددون بفقدان السمع قالت جمعية فلسطينية أن 35 ألف مواطن مهددون بفقدان السمع، بسبب الحرب على غزة، التي تسببت بآثار قاسية على فئة الصم. وأوضح مدير جمعية "أطفالنا للصم" فادي عابد أن نحو 35 ألف طفل وبالغ مهددون بفقدان السمع (دائم أو مؤقت) بين عامي 2023 ومنتصف 2025. وأشار إلى أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للخطر، ما يهدد تطور النطق واللغة لديهم. ولفت عابد تدمير البنية التحتية التأهيلية والعلاجية حال دون وصول الصم إلى مراكز العلاج وفقدان الأجهزة المساعدة. وأكد أن أكثر من 89 % من الأطفال يعانون صدمات نفسية بكاء ليلي، تبول لا إرادي. كما وتكبدت جمعية "أطفالنا للصم" أضرارًا جسيمة وتوقفت خدماتها التعليمية والتأهيلية. ويشهد القطاع نقص حاد في السماعات الطبية، القواقع، قطع الغيار، والبطاريات بسبب القيود الإسرائيلية، وفقاً لعابد. وشدد على أن المصابين يعجزون عن الوصول إلى المراكز الصحية بسبب النزوح المتكرر، وسط دعوات لتأمين السماعات بشكل عاجل، وإنشاء وحدات متنقلة لفحص سمع الأطفال في مناطق النزوح، ودعم مراكز التأهيل. وأشارت جمعية "أطفالنا للصم" أن ️8 % من الفلسطينيين فوق 18 عامًا في غزة يعانون إعاقات، و2023 وحده شهد أكثر من 12 ألف إصابة جديدة بينها حالات صمم. التحذير من إجراءات الاحتلال حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، من خطورة القيود والتشديدات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع اقتحامات جماعية نفذها مئات المستعمرين. واعتبرت الدائرة في بيان صادر عنها أمس، أن هذه الاقتحامات تشكل تصعيدا ممنهجا يهدف إلى إعادة صياغة المشهد في الحرم القدسي بما يخدم مشروع حكومة الاحتلال الاستعماري. وأضافت، أن الاحتلال لم يعد يتعامل مع الاقتحامات كحوادث معزولة، بل يحاول فرضها كمعادلة جديدة تقوم على تقليص الوجود الإسلامي وتوسيع الحضور الاستعماري، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني للأقصى على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل. واعتبرت الدائرة، أن إغلاق الأبواب أمام المصلين مقابل فتح الساحات للمستعمرين يجسد سياسة تمييز عنصري ديني تهدد بإشعال صراع ديني يتجاوز حدود القدس إلى المنطقة بأسرها، مؤكدة أن هذه الممارسات تتقاطع مع مشاريع استعمارية كبرى في محيط المدينة، وتشكل جزءا من عملية تهويد شاملة تستهدف إسقاط حل الدولتين. وأكدت، أن الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين تشكل ردا عمليا على محاولات الاحتلال فرض سيادة استعمارية على القدس ومقدساتها، وتعكس قناعة عالمية متنامية بعدم شرعية هذه الانتهاكات، مشددة على أن حماية الأقصى والقدس هي ركيزة أساسية لتثبيت حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. مستوطنون يطلقون الرصاص أطلق مستوطنون أمس، الرصاص الحي صوب مشيعي جنازة الشهيد الشاب سعيد مراد نعسان من قرية المغير شمال شرق رام اللهبالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر أمنية إن مستوطنين بحماية قوات الاحتلال اقتحموا قرية المغير وأطلقوا الرصاص الحي صوب مشيعي الشهيد النعسان، وسط اندلاع مواجهات، فيما لم يبلغ عن إصابات. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الليلة الماضية، استشهاد الشاب سعيد مراد نعسان (20 عاماً) برصاص المستعمرين، وإصابة خمسة مواطنين أحدهم وُصفت إصابته بالحرجة. وباستشهاد نعسان، يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا على يد المستعمرين منذ مطلع العام الجاري إلى 12، فيما وصل العدد منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 34، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. 328 مستوطنًا يقتحمون الأقصى اقتحم مستوطنون، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم الثاني لما يسمى عيد "رأس السنة" العبرية. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة بأن 328 مستوطنًا اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن المستوطنين أدوا طقوسًا و"صلوات تلمودية" في المنطقة الشرقية من المسجد، وسط حراسة مشددة. وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، وضيقت على دخول المصلين والمقدسيين للمسجد. وكان 443 مستوطنًا اقتحموا الثلاثاء، المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، ووسط انتهاكات خطيرة لحرمة المسجد. وأعلنت جماعات "الهيكل" المتطرفة أن 58,310 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال السنة العبرية الماضية، الممتدة من 3 أكتوبر 2024 حتى 22 سبتمبر 2025، بزيادة قدرها 14 % عن العام الماضي الذي سجّل 51,223 مقتحمًا. وتتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للحشد والنفير نحو المسجد الأقصى، والرباط في باحاته، إفشالًا لمخططات الاحتلال ومستوطنيه. وأكدت على أهمية التوجه المكثف إلى الأقصى بعد إعادة فتحه، وأداء الصلوات فيه، باعتبار ذلك خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني. ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لتغيير الواقع الديني والتاريخي القائم فيه، وفرض وقائع تهويدية عليه. مستوطنون يواصلون عربدتهم أفادت منظمة البيدر الحقوقية بأن المستوطنين واصلوا صباح أمس، عربدتهم واستفزازهم ضد سكان تجمع شكارة شرق دوما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وأوضحت المنظمة أن المستوطنين تجولوا بين منازلهم وأبدوا سلوكيات تهدف إلى التضييق والإرهاب النفسي عليهم. وبينت أن حالة من التوتر والخوف انتابت سكان التجمع، خصوصًا الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا ضحية هذه الانتهاكات المتكررة. وأكدت المنظمة أن هذه الأعمال الاستفزازية تأتي ضمن سلسلة من المضايقات المستمرة التي يتعرض لها سكان التجمعات القريبة من قرية دوما، بما يشمل الاقتحامات والتجوال الاستفزازي في الأراضي الزراعية، وقطع خطوط الكهرباء أحيانًا، ما يعرقل حياة سكان التجمع اليومية ويزيد من صعوبة العيش في تلك المناطق. مستوطنون يقتحمون الأقصى مئات العائلات الفلسطينية النازحة بلا مأوى