وجّه الإعلامي المتميز الأستاذ عبدالله المديفر سؤالا لصاحب الخبرة الدقيق في تفكيره وآرائه الأمير تركي الفيصل ضمن برنامج في الصورة، يقول السؤال: هل تحولت أميركا إلى دور صانع للسلام؟ العبرة بالنتائج.. هكذا أجاب الأمير، وهي إجابة دقيقة تعبر عن الواقع، وتذكرنا بفقرة التفاصيل في الاتفاقيات الدولية وأبرزها تلك العبارة المشهورة في القرار 242 الصادر من مجلس الأمن عام 1967 (الانسحاب من الأراضي المحتلة التي تحولت بفعل فاعل إلى الانسحاب من أراض محتلة). متطلبات السلام لحل النزاعات بين الدول متطلبات كثيرة وخاصة ما يتعلق بالتفاصيل، مبادرة السلام الجديدة بشأن غزة تحت مسمى "خطة ترمب" تضمنت الخبر الإنساني الجميل وهو وقف الحرب، الخطوة التالية المنتظرة هي النتائج الاستراتيجية السياسية التي تحل قضية فلسطين وليس غزة فقط. من متطلبات السلام بشكل عام في أي مكان عدم استخدام الفيتو ضد قرارات وقف الحروب، ومن متطلباته -كما في قضية فلسطين- التوصل لحلول استراتيجية، السلام في هذه القضية يتطلب إقرار الحل العادل الشامل والاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين، والقيام بدور وساطة محايدة. السلام يتطلب أممًا متحدة تصنع فيها القرارات بمشاركة عادلة لكافة الدول. السلام يتطلب دورا فعالا للأمم المتحدة، السلام يتطلب الاعتراف بحقوق الإنسان دون تمييز، السلام حلول عملية لا إعلامية. السلام يبتعد عن تقسيم العالم إلى شرق وغرب، السلام ثقافة مجتمع وليس صراع أحزاب سياسية، السلام هو أن تتعامل المنظمات الدولية مع كافة الدول بنفس المعايير، السلام لا يتحقق في عالم سياسي تسيطر عليه الازدواجية والتناقض والهيمنة العسكرية، السلام يتطلب احترام الاتفاقيات وحقوق الدول في الحرية والاستقلال، السلام ليس احتفال الأممالمتحدة باليوم العالمي للسلام، السلام هو حل النزاعات بالعدالة وعدم الانحياز، السلام هو الاتحاد العالمي ضد حروب الإبادة الجماعية والحروب الأهلية، السلام هو وقف الحروب والعنف، هو الاستقرار والتنمية والتعاون الدولي لمصلحة الجميع. ومن متطلبات السلام أن تقوم الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بمعالجة أسباب الحروب، معالجة مصدر المرض وليس التعامل مع الأعراض بالمسكنات والبيانات، السلام لا يتحقق بعامل الوقت، ليس من المنطق انتظار تحول النزاعات إلى أزمة إنسانية كي تتدخل المنظمات الدولية. السلام هدف مشترك لا يتحقق إلا بجهود منظمات دولية مستقلة ترفض ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية، ثمة دول تخترع الأزمات ثم تقوم بدور البطولة لحلها! القوة وحدها لا تصنع السلام، المؤمل ألا تكتفي خطة السلام بالعناوين وألا تعرقلها التفاصيل أو العبارات الملغومة.