انطلقت فعاليات القمة العاشرة لمرض التهاب الأمعاء بمدينة دبي، بمشاركة نخبة من كبار الاستشاريين والأطباء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، بهدف مناقشة أحدث التطورات العلمية في تشخيص مرض التهاب الأمعاء وعلاجه، والاطلاع على أحدث الممارسات العالمية في رعاية المرضى وكانت القمة تحت رعاية شركة "آبفي بيوفارماسيوتكال"، الشركة العالمية للبحث والتطوير في مجال الأدوية البيولوجية. وصرح استشاري أمراض الجهاز الهضمي، رئيس وحدة أمراض الأمعاء الالتهابية في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، الدكتور محمود موصلي أن هذا المؤتمر يُعد من أبرز الفعاليات الطبية المتخصصة في المنطقة، حيث يشكّل منصة علمية تجمع بين الخبرة الإكلينيكية والأدلة البحثية، من أجل صياغة رؤى جديدة تساهم في تخفيف معاناة مرضى داء كرون والتهاب القولون التقرحي، وهما أكثر أشكال التهاب الأمعاء شيوعًا، وأضاف بأن المؤتمر قد تطرق إلى التطور في تقنيات التصوير، إلى جانب المراقبة غير الجراحية، والذي غيّر بشكل جذري من أسلوب متابعة مرضى التهاب الأمعاء، حيث أصبح بإمكان الأطباء اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة دون الحاجة لإجراءات تدخلية مرهقة. وأشادت استشارية أمراض الجهاز الهضمي بجامعة الملك سعود بالرياض و عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية لأمراض الجهاز الهضمى الدكتورة نهلة عزام بالتنظيم الكبير لهذه القمة والتي اشتملت على سلسلة واسعة من الجلسات العلمية وورش العمل التطبيقية، تتناول أبرز المحاور الراهنة في مجال التهاب الأمعاء، ومنها السعي إلى تحقيق التئام الغشاء المخاطي باعتباره هدفًا علاجيًا أساسيًا، ;كما أشارت إلى التطور الكبير في علاج مرض التهاب الأمعاء وتقنيات التشخيص ومتابعة الحالة السريرية بشكل أكثر سهولة ودقة مما ينعكس بشكل كبير على تحسين جودة الحياة لدى المرضى. وأكدت استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الأميري بالكويت ورئيسة الجمعية الكويتية لأمراض الجهاز الهضمي الدكتورة هبة الفرحان أهمية تنظيم مثل هذه التجمعات العلمية التي تتابع آخر التحديثات الطبية والتوصيات العالمية، وأضافت بأنه من المحاور الهامة التي تناولها المؤتمر هو دمج نتائج التجارب السريرية في الممارسة الطبية اليومية، وهو ما يساعد الأطباء على الاستفادة من أحدث البيانات البحثية في وضع خطط علاجية شخصية تتناسب مع طبيعة كل مريض. كما طرح الخبراء مقترحات لإعادة صياغة معايير الرعاية الطبية في ضوء الأدلة الحديثة، بما يعزز من فعالية العلاج ويقلل من المضاعفات طويلة المدى ويتيح تقديم رعاية أكثر دقة، ويمنح المريض فرصة أكبر لتحقيق استجابة علاجية فعالة. وأعرب استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى ميدكلينيك سيتي بدبي الدكتور راهول ناثواني ما يفوق أهمية العلم والبيانات هو كيف تنعكس هذه النقاشات على حياة المرضى بشكل ملموس". وأضاف الدكتور ناثواني أن تبادل الخبرات والأفكار في القمة يمنح الأطباء دافعاً جديداً وأدوات عملية يمكن تطبيقها مباشرة، بما يضمن أن يشعر كل مريض بأثر آخر ما وصلت إليه الأبحاث والرعاية الطبية. من جانبه، أوضح أستاذ مشارك وقائد مجموعة مرض التهاب الأمعاء في برنامج المناعة والعدوى والالتهاب في جامعة ماتر للأبحاث في كوينزلاند، جاكوب بيجون، أن الهدف العلاجي اليوم أصبح لا يقتصر على السيطرة على الأعراض فحسب، بل يشمل الوصول إلى التئام الغشاء المخاطي بشكل كامل، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على خفض معدلات الانتكاس وتحسين نوعية الحياة. واختتم المؤتمر أعماله بالتأكيد على أن التناغم بين الخبرة الطبية والأدلة العلمية يشكّل الأساس لمستقبل أكثر فعالية وأمانًا في علاج مرض التهاب الأمعاء.