في يومٍ من أيام الوفاء، نقف وقفة إجلالٍ وإكبار أمام صُناع الحياة، ومهندسي العقول، أولئك الذين حملوا شعلة العلم وأودعوها في قلوب الأجيال. في هذا اليوم العالمي للمعلم، تتجدّد فينا مشاعر الامتنان والعرفان لكل من علَّم ووجَّه، وغرس فينا حبَّ المعرفة وسموَّ القيم. يوم المعلم ليس مجرّد مناسبة عابرة، بل هو استحضار لعظمة الرسالة التي شَرُفت بها الإنسانية منذ أن أشرقت أنوارها على يد سيد البشرية ومعلمها الأول، النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي قال، "إنما بعثت معلماً"، فكان القدوة والمعلّم، ونبراس الهدى لكل من سار على دربه. ومن بعده، ورث المعلّمون شرف تلك الرسالة، فكانوا سُفراء النور، وغُرَس الأمل في دروب الأمم، يزرعون الحرف ليحصدوا الوعي، ويصيغون العقول لتبني الأوطان. إنهم من علمونا الحرف الأول، ففتحوا لنا أبواب الفكر، وبأيديهم تشكلت ملامح الحاضر، ورُسمت مآثر المستقبل. في هذا اليوم، نقول لهم: شكرًا لكل معلّمٍ مخلصٍ آمن برسالته، وأعطى من علمه دون من أو كلل، وجعل من القلم طريقًا ومن الصبر منهجًا. شكرًا لكل من حمل أمانة التعليم بصدقٍ، وغرس في الأجيال قيَم الحب والانتماء، فكان أثره خالدًا في صفحات العمر. ويبقى المعلم- ما دام في الدنيا فكر يُنقش وعقلٌ يُضيء- رمزًا للعطاء، وصوتًا للحق، وذاكرة تفيض بالعرفان. فمن علمني حرفًا، زادني وعيًا، ومن أنار دربي بعلمه، له في قلبي موطن لا يزول!!