أتعاطف في أحيان كثيرة مع مديري المراكز الإعلامية في الأندية الجماهيرية الكبيرة، والتي تشهد متابعة إعلامية غير عادية نظرًا لشعبيتها الكبيرة والدقة اللازمة في الحصول على الخبر، والتفاعل مع كل ما يطرح من أخبار ومعلومات عن ذلك النادي الجماهيري. مؤخرًا، قامت إدارة شركة النادي الأهلي بإعفاء مدير إدارة التواصل المؤسسي من منصبه على خلفية السيرة الذاتية التي ظهرت في إعلان خبر تعيين المدير التجاري والتسويقي، مما أثار غضب الجماهير الأهلاوية، واعتبرته تقزيماً للكيان الأهلاوي، مع أنني شخصياً كنت أرى أنه خطأ وقعت فيه إدارة الموارد البشرية بأن قبلت سيرة ذاتية بهذا الشكل. إعفاء مدير إدارة التواصل وما شهده من تبعات دفع إدارة الأهلي للاستعانة بالزميل الخلوق والمتمكن إعلامياً ماجد الفهمي كمتحدث رسمي للنادي، ولكن في الوقت نفسه بمنصب مستقل بعيداً عن إدارة المركز الإعلامي وإدارة التواصل المؤسسي، إن صح التعبير، وهي خطوة قد تنجح إذا نجح المتحدث ومدير إدارة التواصل في تجنب أي صراعات قد تحدث نتيجة التداخل في المهام. مهمة ليست سهلة أبداً، وستكون شاقة على الزميل ماجد الفهمي خصوصاً وأن العميل المستهدف لإدارة التواصل المؤسسي، وهو الجمهور تحديداً، قد يخلط عليه الأمر، وقد يطلب من الزميل ماجد التفاعل مع كل كبيرة وصغيرة، وقد شاهدنا جزءاً من ذلك من خلال حسابه الرسمي في منصات التواصل الاجتماعي. معاناة كبيرة تواجهها أندية الشركات، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هناك صراع السلطة الإدارية أو الصلاحيات -بمعنى أدق- مازال قائماً بين إدارة المؤسسة غير الربحية مع مجلس إدارة الشركة والإدارة التنفيذية الذي يأتي مدير إدارة التواصل المؤسسي في الهيكل التنظيمي تحت الإدارة التنفيذية، ولا أقصد هنا اللجنة التنفيذية المنبثقة من الإدارة الربحية وغير الربحية التي تتولى صناعة واتخاذ القرار. وربما يكون الزميل رياض المزهر مدير إدارة التواصل المؤسسي بنادي الاتحاد نموذجاً في الجمع بين المهمتين كمتحدث ومدير إدارة تواصل، وتضعه تحت ضغط شديد في مواجهة الجمهور والإعلام رغم أنه منذ استلامه المهمة خفف الضغط بشكل كبير على رئيس مجلس الإدارة وشاهدنا الأثر الإيجابي في عهد إدارة لؤي مشعبي في التواصل والتفاعل ومنحه الرئيس السابق الحرية في التواصل لإبعاده عن أي ضغوطات نتيجة المطالب الجماهيرية والإعلامية بالرد على كل كبيرة وصغيرة داخل النادي. المطلوب بلا شك أن يكون التفاعل حاضراً في زمن التواصل الاجتماعي وسرعة نقل وتداول الخبر وانتشاره بطريقة رهيبة، وفي الوقت نفسه الخطاب الإعلامي يجب أن يكون شفافاً وواضحاً ومتزناً في الوقت نفسه بعيداً عن الصدامات سواء داخلياً أو خارجياً، والقدرة على بناء علاقة قوية مع وسائل الإعلام المختلفة في زمن الإعلام المرئي والمقروء والمسموع.