قال مهندس الديكور أنسي أبو سيف: إن العمارة تمثل تسجيلاً بصرياً لتاريخ البشرية، والسينما هي امتداد لذاكرتها، مشيراً إلى أن البناء السينمائي يشبه في جوهره البناء المعماري، حتى في كتابة السيناريو، الذي اعتبره مجموعة مشاهد مترابطة تمثل الأساس الفني لأي عمل سينمائي. وكانت الجلسة التي قدمها أحمد العياد تحمل عنوان "عمارة السينما" في ملتقى النقد السينمائي بأبها: دارت حول رحلة عقل أنسي أبو سيف"، بين العلاقة العميقة في العمارة والبناء السينمائي، وتجربته الطويلة في تصميم المناظر لأبرز الأفلام العربية. والتي أوضح فيها أبو سيف: أن الدراما في السينما لا تتحقق إلا من خلال التفاعل بين الشخصية الدرامية والمكان الذي تعيش فيه، مضيفاً: "إذا لم يكن المكان صادقاً ومعبّراً عن الشخصية، فإن الحدث يفقد مصداقيته، بما أن المكان في السينما يجب أن يُصمَّم وفقاً لاحتياجات الدراما، وليس كخلفية صامتة. وبيّن أبو سيف أن مهندس المناظر هو من يتولى مهمة تحويل الرؤية المكتوبة إلى فضاء بصري متكامل، مشيراً إلى أن "الديكور" مصطلح زخرفي لا ينتمي إلى طبيعة العمل السينمائي، حيث أن السينما تتطلب مكاناً يخدم الفكرة لا يزيّنها. مستعرضا تجربته في تصميم فيلم "الكيت كات"، الذي أنشأ له حارة عشوائية من الصفر لتعكس واقع المجتمع في تلك المنطقة ، كما أشار إلى فيلم "المومياء" كمثال على تكامل عناصر المكان والصورة والموسيقى، مؤكداً أن المكان عنصر حيوي لمدير التصوير وملحن الموسيقى التصويرية على حد سواء. كما أكد أن العمل السينمائي لا يكتمل دون انسجام فريق العمل من كاتب، ومخرج، ومصور، ومصمم، مضيفاً أن "العمارة يجب أن تظل أساساً لصناعة الحدث وتجسيد الدراما"، وأن السينما، رغم أنها نابعة من خيال الكاتب، إلا أن صدق المكان يمنحها اتصالاً حقيقياً بالواقع. ومن المقرر أن تستكمل جولة مؤتمر النقد السينمائي الدولي في محطته الثانية بملتقى القطيف أكتوبر المقبل، على أن تختتم فعالياته في العاصمة الرياض خلال نوفمبر، جامعًا بين التجارب المحلية والعالمية لتأسيس مشهد نقدي متجدد يواكب تطورات صناعة السينما عالميًا.