التطورات القانونية التي أصدرتها لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً قبل نهائي السوبر السعودي أثارت جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي السعودي، فتوقيت القرار قبل أقل من ساعة على انطلاق النهائي خاطئ جملةً وتفصيلا، وهو ما أجج ردود الفعل المتباينة وأثار مخاوف عالية من تداعيات مستقبلية على منظومة كرة القدم السعودية. الغريب في الأمر أن نادي القادسية رغم صدور قرار لجنة الاستئناف لصالحه، لم يتلقَ أي تعويض من الاتحاد السعودي خاصة عند استبدال الهلال بالأهلي في المباراة ومُنح الأخير الفرصة للعب بدلاً منه رغم اعتراض القادسية رسميًا وهو ما يؤكد فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم في اتخاذ أي إجراء أو تعويض عادل لصالح القادسية. الأمر لم يقف هنا بل إن انعكاسات القرار والتوترات القانونية أخذت منحنى أكبر، فرئيس اللجنة الأولمبية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وجه باتخاذ إجراءات سريعة لضمان استقرار منظومة المسابقات وتحقيق العدالة بين الأطراف رغم أن لجنة المسابقات أكدت أن مشاركة الأهلي في السوبر كانت "نظامية" وغير قابلة للاستئناف. الهلال يستعد للطعن أمام مركز التحكيم الرياضي وهذه يعقد الأمر أكثر كذلك القادسية يدرس الخيار القانوني لاحقاً سواء عبر لجنة الاستئناف أو مركز التحكيم وهو ما أكده في بيانه الإعلامي على أن اللائحة تنص صراحةً على تأهله المباشر للنهائي في حال انسحاب المنافس، واعتبر أن تجاهل الاتحاد السعودي لهذا الموقف إخلال بنظام العدالة. بعض الخبراء في القضايا الرياضية أكدوا أن احتجاج القادسية ذو سند قانوني قوي بموجب نصوص اللوائح، وأن من حقه التأهل مباشرة في حال انسحاب الهلال والبعض وصف الوضع بأنه يدفع لإعادة صياغة عاجلة للأنظمة واللوائح ويدعو إلى تشكيل لجنة قانونية لمراجعة اللوائح وتعزيز الحوكمة والاستثمار الرياضي. أيّا كانت التداعيات والردود فالتوتر بين الأداء الرياضي والإطار القانوني أصبح ظاهرًا بقوة ويؤكد فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم في اتخاذ أي إجراء أو تعويض عادل لصالح القادسية رغم صدور قرار قضائي واضح وهو ما يعكس تحديًا واضحًا في الحوكمة الرياضية وتعارض اللوائح وتأخر التنفيذ، في وقت أصبحت فيه العدالة الرياضية مطلبًا رئيسًا للثقة والاستثمار الجماهيري والمؤسساتي في كرة القدم السعودية، أتمنى من اتحاد القدم السعودية أن يراجع أدواته، وأن يعيد الثقة إلى منظومته قبل أن تتسع فجوة الانقسام بينه وبين الأندية والجماهير، ودمتم سالمين.