على مسرح عبادي الجوهر أرينا، ضمن فعاليات موسم جدة، عاش الجمهور ليلة استثنائية مع "القيصر" كاظم الساهر، والذي حول أجواء الليلة الماطرة إلى زخات من الموسيقى الفارهة، أمسية امتزج فيها فنون اللحن والقصيدة الشعرية بالموسيقى والارتجال الأدائي. هذا واعتلى الساهر، خشبة المسرح وسط ترحيب صاخب من الجمهور من مختلف الفئات العمرية، حيث امتلأت مقاعد المسرح منذ وقت مبكر، مقدما باقة من أبرز أغنياته والتي تنوعت بين الجديد والقديم، منها: التحديات، البيانو، أغازلك، زيديني عشقا، ليلى، الحب المستحيل، وحافية القدمين وغيرها"، هذه الاختيارات لم تكن عفوية، بل جاءت كرحلة زمنية استحضرت مراحل فنية مختلفة من مسيرة الساهر الغنية بالأغنيات الخالدة، ليجد كل فرد من الحضور نفسه في لحظة أو مقطوعة غنائية آسرة له. كاظم الساهر، الذي اعتاد على توثيق نسيج العلاقة العميقة التي ربطته بالشاعرين الراحلين نزار قباني وكريم العراقي في ذاكرة الجمهور، فمن خلال صوته وألحانه وآهاته، صاغ قصائدهما في أغانٍ نابضة بالحياة على خشبات المسارح العالمية، لتؤكد أن الشعر حين يلتقي بالموسيقى والصوت العذب، يولد الخلود. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد قبيل الحفل، عبر الساهر عن مشاعره لجمهور جدة قائلاً: "جمهور رائع، يستحق أن ننتقي له الأعمال بعناية، قد تكون بعض الأغنيات صعبة، لكنها ستكون ليلة جميلة". مضيفا: "سعادتي الحقيقية هي أن أرى جمهوري من مختلف الأعمار، فأنتم عائلتي، وحملتموني مسؤولية كبيرة لا تسمح لي إلا بتقديم الأفضل". وأشاد الساهر بالتعاون المثمر مع بنش مارك المنظمة لحفلاته في السعودية، مثنيا على الجهود التي يقودها رئيس مجلس إدارتها محمد زكي حسنين، في تقديم لوحات فنية متكاملة على مسرح عبادي الجوهر أرينا. كما أثنى القيصر على فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو حسن فالح، مشيرا إلى التناغم الكبير الذي يجمعهما، ومثنيا على الكورال اللبناني الذي أضفى لمسة ساحرة على الأمسية، ليشكل مع الساهر سيمفونية فنية متكاملة.