مدهشة لحد الإعجاب، وجميلة لدرجة الروعة، هي بلدة «قرن ضبي» بمنطقة الباحة، والتي تبعد عن مركزها بنحو 14 كم، طالعتنا بجماليات طبيعية، كسفوح جبلية خضراء، وطقس لطيف في ذروة حرارة الصيف. تتكون قرن ضبي من مساحات كبيرة من المباني التراثية التي تحيطها الدور السكنية الحديثة بتصاميم مميزة، والمباني السكنية الحديثة، في تتداخل عجيب تحول، وكأنها نوافذ مشرعة لرصد تاريخ التعمير وملامح حياة الأولين ومن بعدهم من الأجيال اللاحقة. ونحن نسير نحو قرن ضبي، اكتشفنا تنوع طبيعي يضم غابات طبيعية، تغطيها الغيوم وسحب الضباب، ومنها غابة الزرائب التي تقع شمال الباحة، وهي ملتقى الجلسات المسائية، وغابة عشيرة، التي تشتهر بأشجار العرعر. وتجمع قرن ضبي بين جمال الطبيعية الساحرة والبكر، وبين مخزون تراثي كبير في العادات، والعمران، والثقافة، والموروث، فهي ركن عظيم من أركان مدينة الباحة. البيت العتيقة، المسقوفة بالأخشاب الطبيعية، والمبنية بالحجارة، والتي تضم دور السكن والمساجد والمحلات التجارية، لا زالت باقية في قرن ضبي، مكونة مواقع تاريخية، تنتظر التأهيل والاستثمار، خاصةً وأنها المتاخمة لمدينة الباحة الوجهة السياحية الأكثر إقبالاً في مواسم الصيف والسياحة. وبدت ملامح تطور البنية التحتية في قرن ضبي لنا واضحة، حيث تجاوزت الخدمات تحديات الطبيعية وارتفاعات الجبال.