مع اقتراب انطلاقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2025–2026، عاد الجدل إلى الواجهة مجددًا حول جدول المباريات وأكثر سؤال يتردد في الوسط الرياضي والإعلامي هل يعكس جدول المباريات احترافية وتنظيمًا مدروسًا؟ أم أنه ارتجالي وفوضوي يُربك الأندية ويُحبط الجماهير؟ لا يمكن إنكار أن رابطة الدوري السعودي للمحترفين أعلنت الجدول بشكل رسمي في منتصف أغسطس 2025، وأكدت فيه تطبيق عدة معايير عالمية كالعدالة في توزيع المباريات (كل فريق يخوض 17 مباراة على أرضه و17 خارجها)، وجود فواصل زمنية كافية بين الجولات تجنُّب خوض أكثر من مباراتين متتاليتين بنفس النمط (ضيف/مستضيف) إلا أن تنظيم الجدول مر بسلسلة من التعديلات والتأجيلات المتكررة خصوصًا بسبب ارتباطات المنتخب ومباريات الأندية في البطولات القارية، ما أدى إلى تأجيل عدد من الجولات. هذه السلسلة من التعديلات والتأجيل أثرت على الأندية والجماهير، فالأندية الجماهيرية أبدت قلقها من ضغط المباريات عند عودة لاعبيها الدوليين، في حين أن الأندية الصاعدة رحّبت بالقرار باعتباره يحد من امتيازات «الأندية الجماهيرية»، ويعطيهم فرصة لمواجهة المنافسين في ظروف متكافئة، إلا أن بعض الإداريين طالبوا بأن تكون هناك آلية استثنائية شفافة إذا تعارضت مباريات الأندية مع مشاركاتها الآسيوية أو مع ظروف قاهرة مثل صيانة الملاعب. الجماهير انقسمت إلى فئتين: فئة مؤيد ترى أن الالتزام بالجدول يرفع من مصداقية الدوري، ويقارب مستوى التنظيم الأوروبي حيث الاستقرار الزمني أساس النجاح، فئة معترضة ترى أن تعديلات اللحظة الأخيرة تضر بالمشجعين الذين يحجزون تذاكر السفر والإقامة مسبقًا خصوصًا مع المباريات الجماهيرية الكبرى. من منظور واقعي، يمكن القول إن رابطة الدوري السعودي تحاول تحقيق معادلة دقيقة وهو الانضباط عبر رفض التأجيلات العشوائية التي كانت تُربك المواسم السابقة والمرونة عبر إدخال تعديلات محدودة وضرورية تراعي المنتخب والمجتمع والجماهير، لكن يبقى التحدي الحقيقي في التخطيط المبكر والشفافية حتى لا تتحول التعديلات المتكررة إلى صورة من الارتباك، بل إلى ميزة تميز الدوري السعودي عن غيره بقدرته على الجمع بين الاحترافية والهوية المحلية، ودمتم سالمين.