انطلقت اليوم الاثنين، أولى عروض النسخة الثانية من العرض الأدائي "ترحال"، الذي تنظمه وزارة الثقافة في موقع "ميادين" بمحافظة الدرعية، ويستمر حتى 25 من الشهر نفسه، وسط حضور جماهيري لافت، وتفاعل واسع مع اللوحات الفنية التي جسّدت حكاية وطن من خلال سرد بصري وموسيقي حيّ. ويُعد "ترحال" أول عرض أدائي سعودي من نوعه، يجمع بين عناصر الطبيعة والتقنيات المسرحية الحديثة، ليقدم عرضاً استعراضياً مبتكراً يستلهم مكونات التراث الوطني، ويغوص في عمق الهوية السعودية عبر قصة مشوّقة تدور حول شخصية "سعد"، الشاب السعودي الذي ينطلق في رحلة عبر مناطق المملكة، باحثاً عن ذاته وماضيه ليستكشف مستقبلاً يصنعه بيديه، حاملاً إرث الأجداد وشغف الطموح. وقد استوحى العرض مشاهده من المناظر الطبيعية الخلّابة في المملكة، ودمجها بتقنيات ضوئية وبصرية معاصرة، إلى جانب لوحات فنية مستلهمة من التراث الموسيقي، والفنون الأدائية، والحرف اليدوية، والأزياء التقليدية، وفنون الطهي الأصيلة، كما تضمن العرض محتوى فنياً بصرياً تفاعلياً، وإسقاطات ضوئية تعكس الثقافة السعودية، وتأثيرات حسية وصوتية، وعروض بهلوانية مشوّقة أُقيمت على خشبة المسرح وفي الهواء، على أنغام صهيل الخيل، ومجسّمات تراثية تجسّد الطبيعة السعودية. وجاءت النسخة الثانية من "ترحال" استكمالاً للنجاح الجماهيري والفني الذي حققته النسخة الأولى عام 2023، والتي عُرضت آنذاك بوصفها نقلة نوعية في العروض المسرحية الوطنية، من حيث الأسلوب الإبداعي، والمحتوى الثقافي، والتكامل البصري بين الأداء المسرحي والتقنية. وتسعى وزارة الثقافة من خلال عرض "ترحال" إلى تقديم تجربة فنية استثنائية تمنح الجمهور متعة جمالية غامرة، عبر عرض مسرحي سعودي بمواصفات عالمية، وبمشاركة مواهب سعودية إلى جانب نجوم دوليين متخصصين في هذا النوع من المسرح الاستعراضي. ويأتي ذلك في سياق الجهود التي تبذلها الوزارة لتوفير خيارات فنية وإبداعية مرموقة للجمهور المحلي، تُعزز من مكانة المملكة كوجهةٍ ثقافية فريدة، وتُسهم في تطوير القطاع الثقافي، وتنمية مساهمته في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.