تمكن الجهاز الطبي في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء من إنقاذ حياة مريض تعرض لجلطة قلبية حادة أدت إلى توقف شبه تام لوظائف القلب، الأمر الذي يعد حدثا طبيا نادرا ونوعيا. وكان المريض قد راجع أحد المستشفيات الخاصة إثر معاناته من آلام شديدة في الصدر، وبعد الاشتباه بوجود جلطة قلبية، جرى تحويله إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد بالهفوف، حيث باشر الفريق الطبي المختص من مركز الأمير سلطان للقلب متابعة الحالة، نظراً لارتباط المركز بالحالات القلبية الطارئة في المنطقة. وأظهرت الفحوصات السريرية والمخبرية وجود انسداد تام في الشريان التاجي الرئيسي، فتم نقل المريض بشكل عاجل إلى المركز، وأُجريت له عملية قسطرة قلبية طارئة تكللت بتركيب دعامة ناجحة. وبعد استقرار أولي، شهدت حالة المريض تدهورًا مفاجئًا في ضغط الدم، مما استدعى تدخلاً عاجلاً شمل تركيب بالون داعم داخل الشريان وسحب السوائل المتجمعة حول القلب عبر قسطرة صدرية، تم من خلالها استخراج أكثر من 600 مل من الدم. ومع تحسن مؤشرات المريض تدريجيًا، تم تقليص أدوية دعم الضغط، إلا أن تدهورًا لاحقًا أظهر وجود كتلة جلطة محيطة بالقلب، مما دفع الفريق الطبي إلى اتخاذ قرار طبي دقيق بحقن مذيب للجلطات مباشرة عبر قسطرة القلب، وهو ما أثمر عن تحسن سريع في الحالة. وتمكن الفريق المعالج من إزالة الأجهزة الداعمة، بما فيها جهاز التنفس الصناعي والبالون والقسطرة، ليستعيد المريض وعيه تدريجيًا وتستقر وظائف القلب، ويغادر المركز لاحقًا وهو بحالة صحية مستقرة بعد تجاوزه مرحلة الخطر. وتُعد هذه الحالة من الحالات النادرة طبيًا التي تُسجل فيها استعادة كاملة لوظائف القلب بعد توقف شبه تام، في تأكيد على جاهزية وكفاءة الطواقم الطبية في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء، وقدرتهم على التعامل مع أدق وأخطر الحالات القلبية الطارئة.