أعلنت إيران استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق "شكل جديد"، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بالحل الدبلوماسي للخلافات المرتبطة ببرنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمام دبلوماسيين أجانب في طهران، "لم يتوقف تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه سيتخذ شكلاً جديداً"، مضيفاً أن طلبات الوكالة "سيتم النظر فيها حالة بحالة.. مع الأخذ في الاعتبار مسائل السلامة والأمن". وتأتي تصريحات عراقجي بعد ضربات إسرائيلية وأميركية على منشآت نووية إيرانية خلال الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم إسرائيلي غير مسبوق على الجمهورية الإسلامية، واستمرّت من 12 إلى 24 يونيو. وتحمّل إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولية جزئية عن الضربات التي تعرضت لها منشآتها النووية، وعلقت رسميا كل أشكال التعاون مع الوكالة مطلع يوليو بعد إقرار البرلمان قانونا بهذا الشأن. وأكد عراقجي أنّه "بموجب هذا القانون، فإنّ كلّ تعاوننا مع الوكالة ستتم إدارته الآن من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني". وأشار إلى أنّ إيران "تظل مستعدّة لبناء هذه الثقة من خلال الدبلوماسية، ولكن قبل ذلك، يتعيّن على نظرائنا إقناعنا بأنّهم يريدون الدبلوماسية، وليس أن تُستخدم لإخفاء أهداف أخرى". وانتقدت واشنطن القرار الإيراني وقف التعاون مع الوكالة الذرية ووصفته بأنه "غير مقبول". وبينما غادر فريق المفتشين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، أكد المدير العام للوكالة رفايل غروسي "الأهمية الحاسمة" لمناقشة إيران بشأن سبل استئناف "أنشطة المراقبة والتحقّق الأساسية في أقرب وقت ممكن". والمفاوضات بين واشنطنوطهران متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقّها التخصيب، تعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأمر "خطا أحمر". وفي هذا الإطار، جدد وزير الخارجية الإيراني السبت تأكيد حق طهران في تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل لتأطير برنامجها النووي. وقال "لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن الحق في تخصيب اليورانيوم". كذلك، حذر من أنّ تفعيل آلية "الزناد" (Snapback) عبر إعادة فرض عقوبات دولية على البرنامج النووي الإيراني، سيعني "نهاية" الدور الأوروبي في الملف النووي. وفي ظل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي، تهدد الدول الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد" التي نص عليها الاتفاق النووي مع إيران المبرم في العام 2015 وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على الجمهورية الإسلامية. هذا وأكدت السلطات الإيرانية، أن بعض السجناء فروا بعد الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على سجن إيفين في العاصمة طهران، خلال الحرب القصيرة التي دارت بين الدولتين في الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانجير إن عددا صغيرا من السجناء تمكن من الهرب بعد القصف الذي وقع قبل ثلاثة أسابيع تقريبا. ولم يقدم عددا محددا. ومضى المتحدث يقول إن خمسة سجناء كانوا بين 71 شخصاً على الأقل الذين قتلوا. ونقلت وكالة "إيلنا" شبه الرسمية ووسائل إعلام إيرانية أخرى عن متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أن السجناء الخمسة الذين قُتلوا في الضربة التي وقعت في 23 يونيو، كانوا مدانين بجرائم مالية. ولم يذكر المتحدث أسماء الضحايا أو يقدم أي تفاصيل إضافية. من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس ترمب وللمسؤولين الإيرانيين إنه يؤيد فكرة اتفاق نووي تكون فيه إيران غير قادرة على تخصيب اليورانيوم، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي. وكانت روسيا الداعم الدبلوماسي الرئيسي لإيران لسنوات في مسألة البرنامج النووي. ورغم أن موسكو تؤيد حق إيران في التخصيب علنا، تبنى بوتين موقفا أشد صرامة في الجلسات الخاصة في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران. وحثت موسكوالإيرانيين على الموافقة على "صفر تخصيب"، وفقاً لثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤول إسرائيلي على علم بالمسألة.