طلبت طهران من الأممالمتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب، وفقا لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت الأحد. وقال عراقجي في الرسالة "نطلب رسميا من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولاياتالمتحدة باعتبارهما البادئَين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات". ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015، ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، وبعد سريان وقف إطلاق النار، رفضت طهران طلب الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ مقرا في فيينا، زيارة المنشآت التي تعرضت للقصف، واتهم عراقجي رافايل غروسي بأن له "نية خبيثة". ومضت صحيفة كيهان المحافظة إلى حد اتهامه بأنه "جاسوس للكيان الصهيوني". وكتبت متوعدة "علينا كذلك أن نقول رسميا أن "غروسي" سيحاكم وسيتم إعدامه فور وصوله إلى إيران بتهمة التجسس لحساب الموساد والمشاركة في قتل شعب بلدنا المستضعف". كما نددت ألمانياوفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك الاثنين ب"تهديدات" طهران بحق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية في إيران وإعلان الأخيرة تعليق التعاون مع الوكالة. واتهمت طهران غروسي ب"خيانة التزاماته" لعدم إدانته الضربات الإسرائيلية والأميركية، وصوّت المشرّعون الإيرانيون الأسبوع الماضي على تعليق التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وجاء في البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث إن "فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة تدين التهديدات بحق... غروسي وتجدد دعمنا الكامل للوكالة"، ودعوا "السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع البيان "نحثّ إيران على الاستئناف الفوري للتعاون الكامل بما يتماشى مع التزاماتها الموجِبة قانونا، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكانت إيران قد نفت الأحد توجيه "أي تهديد" لغروسي وقال السفير الإيراني في الأممالمتحدة أمير سعيد إيرواني في مقابلة مع شبكة سي بي إس الأميركية "ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين، مؤكدا أن مفتشي الوكالة موجودون في إيران "في ظروف آمنة". هذا وأعربت طهران عن "شكوك جدية" بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار الساري منذ 24 يونيو بعد حرب استمرّت 12 يوما بين البلدَين. ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله "لم نبدأ نحن الحرب لكننا رددنا على المعتدي بكل قوتنا". وبعد 12 يوما من الضربات المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية، دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الثلاثاء. هذا وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اعتقاده بعدم تمكن إيران من تأمين أو نقل أي يورانيوم مخصب قبل الضربات الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية. ونفي ترمب، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، الأحد، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن احتمال قيام طهران بنقل كميات من اليورانيوم. وقال ترمب: "لم ينقلوا شيئا". وأضاف أن الولاياتالمتحدة لم تعلن عن الضربات مسبقا، ولذلك لم يكن هناك وقت كاف أمام الإيرانيين للاستعداد. وأوضح ترمب: "لم يكونوا يعلمون أننا سنأتي". وأضاف أن نقل اليورانيوم المخصب أمر بالغ الصعوبة والخطورة والتعقيد من الناحية اللوجستية بسبب وزنه. وقال الرئيس الأميركي إنه كان هناك مؤشرات على وجود نشاط في منشأة ما قبيل الضربة بوقت قصير – ولم يذكر موقع فوردو بالاسم صراحة، لكنه تحدث عن منشأة "عميقة". وقد شوهدت في الموقع مركبات وعمال بناء يحاولون إغلاق المداخل. وأكد ترمب أن "هؤلاء كانوا عمالا يتعاملون مع الخرسانة، وكانوا يحاولون إغلاق المدخل الذي كان من المرجح أن تدخل منه القنبلة." ومع ذلك، عبر ترمب عن اعتقاده بأنه لم يتم نقل أي يورانيوم، وأن القنبلة الأميركية اخترقت الحاجز "تماما كما تمر السكين في الزبدة". وقال الرئيس ترمب الاثنين إنه لا يتحدث مع إيران ولا يعرض عليها "أي شيء" وكرر تأكيده على أن الولاياتالمتحدة "محت تماما" منشآت إيران النووية. ونفى ترمب ما ورد في تقارير إعلامية عن أن إدارته ناقشت احتمال مساعدة إيران على الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة. هذا وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على استعداد بلاده للتعاون الشامل مع مجلس التعاون الخليجي، وأن تفتح عبر هذا المسار، صفحة جديدة على صعيد علاقاتها في المنطقة ذاتها؛ وذلك في ظل الحاجة الملحة إلى تعزيز الاواصر وتطوير التعاون بين الدول الاسلامية. جاء ذلك في تصريح الرئيس الايراني، خلال ترؤسه الأحد، اجتماع مجلس الوزراء، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا). وحول العلاقات بين إيران ودول الخليج، أكد الرئيس بزشكيان على استعداد الجمهورية الاسلامية لترسيخ علاقات شاملة مع مجلس التعاون الخليجي، واضافة صفحة جديدة على صعيد الأواصر مع دول الجوار في هذه المنطقة، مشددا على أن هكذا رؤية تاتي بناء على الضرورة الملحة للتضامن وتطوير التعاون الشامل بين الدول الإسلامية.