نفت قيادة الجيش اللبناني بشكل قاطع ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بشأن دخول مسلحين إلى الأراضي اللبنانية، أو انسحاب وحدات الجيش من مناطق حدودية في البقاع، مؤكدة أن هذه الأخبار عارية عن الصحة. وأوضحت أن وحدات الجيش تواصل تنفيذ مهامها الاعتيادية في مراقبة وضبط الحدود اللبنانية– السورية، إضافة إلى متابعة الوضع الأمني الداخلي للحفاظ على الاستقرار ومنع أي تهديد للأمن العام، داعية إلى توخي الدقة وعدم نشر الشائعات التي تثير القلق بين المواطنين. وفي سياق متصل، أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جدلاً واسعاً بعد حديثه عن احتمال عودة لبنان إلى "بلاد الشام" واصفاً لبنان بأنه يواجه "تهديداً وجودياً"، في ظل تطورات إقليمية معقدة وعودة سوريا تدريجياً إلى الساحة الدولية. وجاء توضيح المبعوث الأمريكي عبر تدوينة على منصة" إكس" ليؤكد أن تصريحاته لم تكن تهديداً للبنان؛ بل إشادة بالتقدم الذي أحرزته سوريا عقب رفع العقوبات الأمريكية عنها في عهد الرئيس دونالد ترمب، مؤكداً أن قادة سوريا يسعون إلى التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان، وأن الولاياتالمتحدة تدعم علاقة مبنية على السيادة والسلام بين البلدين. ومع ذلك، فقد أشار المبعوث الأمريكي إلى ضرورة معالجة ملف سلاح حزب الله بشكل عاجل، مشدداً على أنه يشكل عقبة أمام استقرار لبنان وسيادته الكاملة. يأتي ذلك وسط مطالبة أمريكية متكررة بنزع سلاح الحزب، وردود لبنانية متباينة، حيث أكد الرئيس اللبناني عزمه حصر السلاح بيد الدولة، مع تأكيده أهمية التعامل مع الملف بروية ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي. تأتي هذه التطورات في ظل تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان منذ نوفمبر 2024، عقب نزاع دام بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ورغم الاتفاق تواصل إسرائيل شن غارات في الجنوباللبناني مبررة استهدافها لعناصر ومواقع الحزب. وتؤكد تل أبيب أنها لن تسمح بإعادة بناء القدرات العسكرية للحزب، وتوعدت بمواصلة العمليات العسكرية في حال لم ينزع السلاح. ويتضمن الاتفاق الأمريكي انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيته العسكرية هناك، إلى جانب تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة المؤقتة. كما نص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها خلال الحرب، مع بقاء الخلاف قائماً بشأن خمس مرتفعات إستراتيجية ما زالت إسرائيل تسيطر عليها، ويطالب لبنان بالانسحاب منها.