للشتاء نكهة خاصة لدى مختلف شعوب العالم، غير أن شتاء مملكتنا الغالية يتميّز بطابع فريد، يجمع بين جمال الطبيعة، وعمق الموروث الاجتماعي. فهو الفصل الذي تهطل فيه الأمطار على معظم المناطق، وتتلون فيه الأرض بالحياة، ويمنح الناس فرصة الاستمتاع بتفاصيل النهار والليل على حد سواء. ففي النهار، تمتد أشعة الشمس بدفئها المعتدل، فيما يحلّ المساء ليحمل معه طقوسًا شتوية راسخة في الذاكرة الشعبية، حيث شُبة النار، ودلال القهوة العربية، وبراريد الشاي والحليب والزنجبيل، إلى جانب الأكلات الشتوية التي لا تكتمل نكهتها إلا في هذا الفصل، وتزداد هذه المشاهد جمالًا حين تكون في بيت الشعر، سواء داخل المنازل أو في البر، حيث يكثر الإقبال على الرحلات البرية بين الأودية والجبال، في أجواء تجمع العائلة والأصدقاء على الدفء والألفة. وتحمل الجَمعات الشتوية طابعًا اجتماعيًا خاصًا؛ إذ تختلف تفاصيلها وطقوسها من منطقة إلى أخرى، في صورة تعكس التنوع البيئي والثقافي الذي تتمتع به المملكة. هذا التنوع أوجد ثراءً في العادات والتقاليد، وجعل من فصل الشتاء موسمًا غنيًا بالممارسات الاجتماعية، التي توحد الناس رغم اختلاف البيئات. وعلى الصعيد السياحي، بدأت السياحة الشتوية تحظى باهتمام متزايد من القطاعين الحكومي والخاص، لا سيما مع انطلاق وتشغيل المشاريع السياحية الكبرى؛ مثل مشاريع البحر الأحمر والعلا، التي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة؛ كوجهة سياحية شتوية، ومن المتوقع أن يشهد الطلب على المنتجعات، خصوصًا الصحراوية منها، نموًا متواصلًا، نظرًا لما يوفره فصل الشتاء من أجواء مثالية للاستجمام والأنشطة الخارجية، ويُعد الشتاء بالنسبة للكثيرين" فاكهة الفصول"، لما يحمله من متعة وهدوء وذكريات دافئة، وموسمًا مثاليًا للاستمتاع على مستوى الأفراد والأسر، في مزيج يجمع بين الطبيعة، والثقافة، والسياحة. .