تواصلت أمس (الإثنين) اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة، حيث دخل عشرات المستوطنين المسجد على شكل مجموعات متفرقة وتجولوا في باحاته لساعات طويلة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي عززت إجراءاتها الأمنية ونصبت حواجز حديدية على مداخل الطرق المؤدية إلى المسجد. وتأتي هذه الاقتحامات في سياق مستمر من الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالشرقية، والتي تشمل محاولات تهويد المدينة وفرض قيود على وصول المصلين، إضافة إلى تكرار اقتحامات المستوطنين خلال المناسبات الدينية والإجازات اليهودية، ما يؤدي إلى توترات متزايدة في المدينة ومحيطها. وفي الوقت نفسه شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات دهم وتفتيش واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 12 فلسطينياً على الأقل مع التركيز على مدن القدس وجنين ورام الله، وغالباً ما تستهدف هذه الحملات الفلسطينيين بحجج أمنية لكنها تصاعد من حالة التوتر بين المواطنين وقوات الاحتلال وتزيد من معاناة الأهالي في ظل الحصار المستمر وقيود الحركة المشددة. تأتي الاقتحامات والاعتقالات ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية التي طالت الأراضي الفلسطينية منذ عقود، بما في ذلك الاستيطان الواسع في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية مع مصادرة أراضٍ فلسطينية وبناء مستوطنات غير قانونية، وتقييد حرية العبادة والحركة في القدس بما يشمل نصب الحواجز وتقييد الوصول إلى المسجد الأقصى ومناطق عدة في المدينة، وهجمات مستمرة على المدنيين الفلسطينيين وعمليات اعتقال جماعي واعتقال الأطفال والشباب بذريعة النشاطات الأمنية، إضافة إلى حملة مستمرة لتهويد الأحياء العربية وفرض تغييرات ديموغرافية عبر هدم المنازل وطرد السكان. ويؤدي تصاعد الاقتحامات والانتهاكات إلى زيادة حدة التوتر في القدسوالضفة الغربية ويهدد الاستقرار المحلي ويزيد من الاحتقان بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي الذي كثيراً ما يدعو إسرائيل لاحترام القوانين الدولية وحقوق الفلسطينيين، كما يشكل هذا التصعيد عقبة كبيرة أمام أي جهود للسلام ويزيد من إحباط الفلسطينيين الذين يعيشون تحت ظروف معيشية صعبة نتيجة الاحتلال المستمر، وتظل المدينة المقدسة بحساسيتها الدينية والتاريخية بؤرة للتوتر المستمر ما يجعل كل اقتحام أو اعتقال جديد مادة قابلة للتصعيد ويمثل تحدياً مستمراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.