أروى الشيخي - مكةالمكرمة يقف قصر علياء التاريخي شامخًا على الضفة اليسرى لوادي الغائضة جنوب شرق محافظة رابغ بمنطقة مكةالمكرمة، على بُعد 18 كيلومترًا من المحافظة، و5 كيلومترات شمال ميقات الجحفة، ليكون شاهدًا أثريًا على أحد طرق الحج والقوافل التجارية التي ربطت مكةالمكرمة بالمدينة المنورة منذ قرون. ويتخذ القصر شكل بقايا قلعة متهدمة تعود إلى العصر العباسي، وقد بُني بطراز معماري متقن باستخدام الصخور البركانية السوداء (البازلت) المستخرجة من الجبال المجاورة. ويتوسط القصر فناء واسع تحيط به جدران سكنية مربعة الشكل تبلغ أبعادها 26 مترًا، ولا تزال أساسات المباني المحيطة به قائمة، بالإضافة إلى بقايا من الفخار المزجج باللون الأخضر والزجاج، التي تشير إلى قدم الموقع وقيمته الأثرية. ويُعد قصر علياء جزءًا من مدينة مندثرة تُعرف قديمًا ب"مهيعة"، اندثرت مع بدايات العصر العباسي، حيث أشار الدكتور ناصر الحارثي في "المعجم الأثري لمنطقة مكةالمكرمة" إلى أن تسمية القصر تعود إلى الروايات البدوية التي تنسب البناء إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء، مشيرًا إلى أن الموقع لا يزال بحاجة إلى مزيد من التنقيب والترميم والدراسة. وتولي هيئة التراث السعودية اهتمامًا بالغًا بالحفاظ على القلاع والحصون الإسلامية، من خلال برامج المسح والتوثيق والترميم، باستخدام أحدث التقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف توثيق هذه المعالم وإدراجها ضمن السجل الوطني للآثار. يُذكر أن قصر علياء مشمول ضمن مشروع تعاون بين هيئة التراث وجامعة إكستر البريطانية، والذي يهدف إلى تنفيذ أعمال المسح والتنقيب الأثري على امتداد درب الحج التاريخي بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، في خطوة تسعى إلى إحياء هذا المسار التاريخي وتعزيز حضوره ضمن الهوية الثقافية للمملكة. يا