تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة عشرات الشهداء والمصابين، وسط تصاعد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وتعيش مستشفيات القطاع، ولا سيما مجمع ناصر الطبي في خان يونس، أوضاعًا بالغة الخطورة في ظل أوامر إخلاء إسرائيلية لمحيطه، ما يهدد مئات المرضى بالموت، بمن فيهم نحو 40 مصابًا في العناية المركزة. ومع تصاعد العمليات العسكرية، لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية، فيما تزداد معاناة السكان المحاصرين بفعل التدمير الواسع للبنية التحتية ونقص الغذاء والدواء. ووفق آخر تحديث لوزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 54,510 شهداء و124,901 إصابة. وسُجل خلال الساعات ال24 الماضية فقط سقوط 40 شهيدًا و208 إصابات، فيما استشهد 27 مواطنًا وأُصيب أكثر من 161 آخرين خلال مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال فجراً بحق المدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات في مناطق التوزيع، في مشهد يتكرر مع غياب أي حماية دولية للمدنيين ومرافق الإغاثة. في غضون ذلك، يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل، مع تحركات قضائية لافتة، أبرزها إعلان الشرطة الكندية فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب محتملة ارتُكبت في غزة، تشمل جنودًا إسرائيليين من ذوي الجنسية الكندية. وفي موازاة ذلك، أظهرت نتائج استطلاع جديد لمركز "يوغوف يوروتراك" تراجعًا غير مسبوق في التأييد الشعبي لإسرائيل في أوروبا الغربية، إذ عبّر أقل من خمس المستطلعين في ست دول أوروبية كبرى عن رأي إيجابي تجاهها، في مؤشر على تنامي العزلة الدولية وتصاعد الانتقادات لسلوك جيش الاحتلال في القطاع. معارك شمالي قطاع غزة من جهة أخرى، أقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة آخر خلال المعارك في شمال قطاع غزة، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 3 جنود في جباليا إثر هجوم باستخدام عبوة ناسفة ألقاها مسير تابع لحماس. في الوقت ذاته، يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل، مع تحركات قضائية بارزة، أبرزها إعلان الشرطة الكندية فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب محتملة ارتكبت في غزة، تشمل جنودا إسرائيليين يحملون الجنسية الكندية. إغلاق مراكز المساعدات في غزة أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، أن مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في قطاع غزة أغلقت أبوابها أمس لإجراء أعمال "ترميم وإعادة تنظيم" تهدف إلى تحسين كفاءة العمل. وأكدت المؤسسة عبر منشور على صفحتها في فيسبوك أن عمليات التوزيع تستأنف اليوم الخميس. وأعلن صندوق المساعدات الأميركي، بعد تحديث من الجيش الإسرائيلي، أنه لن يوزع المساعدات في قطاع غزة . وأوضح متحدث باسم الصندوق أن التوزيع توقف مؤقتا بسبب إجراء محادثات مع الجيش الإسرائيلي تهدف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول مواقع توزيع المواد الغذائية في القطاع. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي إدرعي، قد أعلن في وقت سابق أن مراكز توزيع المساعدات لن تفتح بسبب أعمال "التجديد والتنظيم وتحسين الكفاءة"، على حد زعمه. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مراكز التوزيع هذه ستظل مغلقة مؤقتا، محذرا عبر منشور على منصة "إكس" من أن الطرق المؤدية إليها ستكون "مناطق قتال"، ومنع الحركة عليها أمس. يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الجزئي على غزة بعد شهرين من الحصار الشامل، والذي حرم السكان من وصول المساعدات الإنسانية الضرورية. ولسنوات طويلة، كانت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي الجهة المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، لكن إسرائيل اتهمت الوكالة بتقديم غطاء لحماس، وزعمت تورط بعض موظفيها في الهجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023، ما أدى إلى تصعيد كبير في التوترات. في الواقع، تحولت مراكز المساعدات الإنسانية في غزة، التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا للمدنيين، إلى مواقع تهدد حياة النازحين. فقد استهدف الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا المدنيين أثناء توجههم إلى هذه المراكز، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى بين النازحين الذين يسعون للحصول على المساعدات والغذاء. هذه الهجمات المستمرة أظهرت كيف تحولت مراكز التوزيع من نقاط أمل إلى مصائد للموت، تزيد من معاناة السكان وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وترفض الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى العمل مع "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب مخاوف جدية بشأن شفافيتها وحيادها، خاصة في ظل الدعم الواضح الذي تتلقاه من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، والشكوك حول ارتباطها بأهداف عسكرية إسرائيلية. كل ذلك يعمّق من الأزمة الإنسانية في القطاع، ويزيد من معاناة المدنيين الذين ينتظرون بصبر وصول المساعدات التي تكاد تكون الحياة نفسها بالنسبة لهم. الاحتلال يقتحم طوباس شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، حملة مداهمات واقتحامات في محافظتي طوباس ورام الله، وسط تجدد اعتداءات المستوطنين جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بشكل واسع بعد منتصف الليل، مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس. وذكرت أن قوات خاصة من جيش الاحتلال تسللت إلى مخيم الفارعة، ومن ثم تبعتها تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاهه من عدة مداخل. وانتشرت دوريات الاحتلال وقوات من المشاة في عدة مناطق بمخيم الفارعة، وعملت على مداهمة العديد من منازل المواطنين، إلى جانب تجريف وتدمير أجزاء من الشارع والبنية التحتية في مناطق عدة بالمخيم. وجرفت قوات الاحتلال أيضا أجزاء من الشارع الرئيس الواصل بين المخيم ومدينة طوباس وقامت بإغلاقه. في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة طمون، كما انتشرت قوات من المشاة في عدة أحياء من البلدة، وتخلل ذلك حملة مداهمة واسعة للعديد من منازل المواطنين يتخللها اعتقالات. غزة تحت وطأة الإبادة الإنسانية والبيئية