من كان يتخيل أن يرى الهلال اليوم بدون مدرب، عاجزًا عن تدعيم صفوفه ببعض العناصر الأجنبية في عدد من مراكز الاحتياج والضعف قبل شهر واحد فقط من مواجهة الفريق أمام ريال مدريد في افتتاح مشاركته في كأس العالم للأندية التي ستقام في الولاياتالمتحدة الأميريكية؛ المشاركة التي نجحت حملات المتعصبين في إقناع أصحاب القرار المالي في أندية شركات الصندوق أنَّها مشاركة يمثل فيها الهلال نفسه، وأنَّ أي دعم إضافي واستثنائي سيقدم له سيطعن في عدالة المنافسة ومبدأ تساوي الفرص؟!. خدعوك أيها المسؤول وأقنعوك بأنَّ الهلال سيذهب إلى ولاية فلوريدا بعد 3 أسابيع ليواجه ريال مدريد على ملعب هارد روك في ميامي ممثلًا لنفسه، وخدعوك حين جعلوك تنسى الحقيقة التي لا تقبل الجدال؛ وهي أنَّ الهلال (السعودي) سيذهب ممثلًا للكرة السعودية، وواجهة لمشروعها الرياضي التاريخي الذي صمَّمه سمو ولي العهد -حفظه الله-، وصمَّم عليه، وأسمع به من به صمم!. ليس هذا هو وقت جبر خواطر المتعصبين وأصحاب الميول، وليس هذا هو وقت مداراة (الزعولين)، وليس هذا هو وقت الخوف من ردة فعل المتأزمين وهواة التشكيك وادعاء المظلومية؛ بل هو وقت الارتقاء فوق هذا كله، ورؤية المشهد على حقيقته، والحقيقة التي يشاهدها كل العالم من الخارج، ويأبى البعض أن يتخطى ببصره أرنبة أنفه ليشاهدها: الهلال في أميركا ممثلًا للكرة السعودية، ومشروعها الرياضي، وحلمها، وطموحها، ومكانتها، أمام أعين العالم التي تقترب، وتترقب، وترتقب لمشاهدة هذا القادم من الدوري السعودي، والقادم من هذه الدولة الجامحة الطامحة لمزاحمة عتاولة كرة القدم العالمية، والتي لفتت أنظار عشاق كرة القدم في العالم بالطفرة التي حدثت للدوري السعودي ونوعية صفقاته ونجومه وتعاقداته في آخر موسمين!. وبين المترقبين والمتربصين في كل أنحاء العالم جاءت الفرصة لتقديم أفخم منتج يمكن أن تقدمه كرة القدم السعودية، وفي أكبر محفل عالمي على صعيد الأندية، وفي معقل إمبراطورية الإعلام العالمي، وفي أضخم تظاهرة كروية في تاريخ أندية العالم منذ اختراع كرة القدم، ثمَّ يأتي من يقول: اتركوا الهلال يذهب وحيدًا، فالهلال يمثل نفسه!. الدعم الاستثنائي الذي كان يجب ولا يزال يجب تقديمه للهلال هو حق مشروع، ومن صميم العدالة؛ فالمشاركة استثنائية، والمعطيات استثنائية، ومن سيمثل الكرة السعودية في هذا المحفل العالمي لا يجب أن يُساوى بالدعم والصرف والإنفاق بمن لم يستطع أن يتصدى للمهمة، ولم يتمكن من أن يتعدى حدود المنافسة المحلية، وإذا كان الهلال الممثل الوحيد للكرة السعودية في مونديال الأرض، والأعلى دخلًا بين كل أندية الصندوق، ومن يقف معه أحد أهم أغنياء العالم الأمير الوليد بن طلال لن يكون الأكثر صرفًا، فمن؟!. وبعيدًا عن كأس العالم وحقيقة تمثيل الهلال للكرة السعودية وواجب دعمه والوقوف معه لتقديم الصورة التي تليق بالوطن ومشروعه؛ فإنَّ أكثر ما يخل بالعدالة، ويضرب في صميم الإنصاف، هو أن يتساوى بالصرف والإنفاق من كان مثل الهلال بعائداته المالية وفائض ميزانيته، ومن تئن قوائمه المالية من العجز والديون؛ وحين تنضج تجربة خصخصة الأندية وتكتمل، وتصبح الأرقام والأرباح والخسائر هي سيدة الموقف والحاكم والحكم؛ سيعرف البعض أن العدالة لا تعني المساواة، وأنَّ المساواة أحيانًا أقرب للظلم من العدالة!.