بعد الانتهاء من مشاهدة مسلسل اختطاف، وبسبب الدهشة التي أصابتني من موقف لينا في النهاية، ذهبت أقلب صفحات التواصل لأقرأ التعليقات، حيث أجمع الجميع بأن النهاية مفاجئة وسيئة. لكنهم غفلوا عن العمق الذي تناوله هذا المسلسل وخصوصًا تلك النهاية التي لم نكن نتوقعها، المخطوف يعود للخاطف بكامل إرادته، وهذه متلازمة تعرف باسم ستوكهولم، وهي حالة نفسية تتعاطف فيها الضحية مع الجاني، وتتشكل مشاعر إيجابية تجاهه على خلاف مشاعر الخوف والحزن والكره التي نتوقعها من الضحايا في مثل هذه المواقف. عندما هربت لينا المخطوفة وعادت إلى أهلها حدثت لها صدمة ولم تستطع أن تتكلم معهم، حيث وجدت صعوبة في التأقلم والعيش بطريقة طبيعية، ووجدت الفرق بينها وبين توءمها خلود التي عاشت مدللة، ف"لينا" عاشت ما يقارب 20 سنة رهينة محتجزة بين الجدران لا ترى سوى ماجد الخاطف تتعذب منه وتخاف منه حتى اعتادت على ما يقوم بفعله بها. غفلت عائلتها بأنها تحتاج إلى العلاج النفسي والتأهيلي أكثر من عودتها للمنزل وحرصهم على وجودها بين أحضان عائلتها فقط وبأنها مع الوقت ستكون بحال أفضل، فشكل ذلك الفارق لديها تلك الرغبة بالعودة لحياتها لتكون أسيرة مجدداً بين يدي الجاني. هذه المتلازمة تحدث لعدة أسباب، منها: شعور الضحية بالتهديد لبقائها على قيد الحياة على يد خاطفها عندما تلاقي لطفاً بسيطاً منه، مثل: الحصول على الطعام أو عدم تعرضها للأذى، وإذا كانت معزولة تمامًا ولا تحتك بشخصيات أخرى غير الخاطف. تنجم متلازمة ستوكهولم نتيجة التعرض للرعب الشديد والتوتر والاكتئاب، وغالبًا ما يصاب بها الأسرى والمخطوفون، ومن الممكن أن يكون أي أحد منا مصابًا بها أيضًا عند التعرض لاستجابة لصدمات مختلفة، لذلك يجب أن يخضع المصاب بها للعلاج النفسي ولفترات طويلة، والحصول على الدعم الأسري كي يتعافى منها.