مجمع الملك سلمان للغة العربية: إرهاصات وبدايات

المملكةُ العربيَّةُ السّعوديَّةُ هي مهبطُ الوحيِّ، ومنبعُ الإسلامِ، ومنارةُ العلمِ، وقبلةُ المسلمينَ، بعثَ اللهُ على أرضِها خاتمَ الأنبياءِ والمرسلينَ، وأنزلَ فيها كتابَهُ الكريمَ، بلغةٍ عربيَّةٍ خالدةٍ إلى يومِ الدّينِ، قال الله تعالى: "بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ"، وقال تعالى: "إنّا أنزلناه قرآناً عربيَّاً" وهذه مسؤوليَّةٌ -تكوَّنتْ- دينيّةٌ قبلَ أن تكونَ وطنيّةً.
ومن الاستشعارِ بهذهِ المسؤوليةِ، وحبِّ العربيَّةِ، والعنايةِ بها، اهتمّت المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ بتعليمِ اللُّغةِ العربيَّةِ لغيرِ الناطقينَ بِها، وأنشأت الأقسامَ الأكاديميَّةَ الّتي تُعنى باللُّغةِ العربيَّةِ، وقدْ تنوَّعت المعاهدُ والمراكزُ والمدارسُ والبرامجُ والكراسيُّ والجوائزُ داخل المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ وخارجها، تهتمُ بتعليمِ اللُّغةِ العربيَّةِ، ونشرِها، والحفاظِ عليها.
وقرارُ إنشاءِ مجمّعِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ العالميّ للّغةِ العربيَّةِ هو امتدادٌ لتلك الجهودِ الرياديَّةِ للمملكةِ العربيَّةِ السّعوديَّةِ في خدمةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، وسيُبرزُ هذا المجمّعُ التطورَ الذي تشهدُهُ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ في التقنيّات الحديثة، والذكاءِ الاصطناعيِّ، والأمنِ السّيبرانيِّ، وتوظيف ذلك في خدمةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، وسينقلُها إلى العالميَّةِ بإمتيازٍ، وسيُوحّدُ المجمّعُ تلك الجهودَ الَّتي تخدمُ اللُّغةَ العربيَّةَ كالاهتمامِ بمعجمٍ تاريخيٍّ يجمعُ الكلماتِ، ويتابعُها على مرِّ العصورِ، ويشهدُ تطورَها.
وسيواكبُ المجمّعُ كلَّ جديدٍ يخدمُ اللُّغةَ العربيَّةَ كتعريبِ المصطلحاتِ، وتأصيلِ الظواهرِ اللّهجيَّةِ والصَّوتيَّةِ، وتصحيحِ الأخطاءِ الشّائعةِ، وللمجمّعِ قيمتانِ: الأولى في مسمّاه، كونه يحملُ اسمَ خادمِ الحرمين الشّريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيزِ آل سعود -حفظه اللهُ ورعاه- نظير ما يقدمه -حفظه الله- من جهودٍ جبّارةٍ في خدمةِ العربيَّةِ، والثّانية في أهدافِهِ السّاميةِ الَّتي ستظهرُ خلالَ الأيامِ القادمةِ، وهذا المجمّع بجهود الجميع سيدعم النموّ اللُّغويّ في التّوليد والاشتقاق والقياس والارتجال ممّا يرسخ الهُوُية اللُّغويّة في هذا البلد المبارك، ويكشف عن جهود المملكة العربية السّعودية اللّغويّة منذ التأسيس.