جو جرايدون وزوجته تيريسا يعملان في مجال صناعة الأدوية في أمريكا. الزوج كيميائي، والزوجة متخصصة في الأنثروبولوجيا الطبية، لهما برنامج على الإذاعة، وعمود صحفى، وموقع إلكتروني، وكلها مواقع تفاعلية، يتواصل الناس فيها معهم عن تجاربهم مع برامج الرعاية الصحية في أمريكا، قادهم ذلك إلى التعرف على ثغرات جوهرية في نظام أمن، وسلامة منظومة الرعاية الصحية في أمريكا، ووصلا إلى نتيجة مستفزة، أن منظومة الرعاية الصحية المفروض أنها تحمى الناس من المرض، وما يحيط به أخفقت في حماية طالبي الرعاية الصحية من العلاجات الخطيرة والأخطاء الطبية، لدرجة أن نسبة الوفيات التى تحدث بسبب ذلك تأتى في المرتبة الثالثة من أسباب الوفاة، قد قدر من يتضرر منها في مطلع الألفية سنويًا بعدد مليون وستمائة ألف أمريكى. من هنا استمر المؤلفان في جمع المعلومات ومحاورة خبراء الطب ومراجعة كل بحث نشر في هذا المجال، وخرجا بكتاب مهم أصبح من أكثر الكتب مبيعًا، والكتاب حافل بالملاحظات التي سجلها المؤلفان، وهى ملاحظات جوهرية، إلا أنها تعوض نقص المعلومات في تفسير وعلاج بعض ما يحدث من مشكلات بوجهات النظر الشخصية، التى لم يصل البحث العلمى إلى تأكيدها كثير منها بعد، ولكنها تبقى جديرة بالتنبيه، والمراعاة. صدر من الكتاب عام 2022م طبعة عربية مترجمة عنوانها"أبرز إخفاقات الأطباء وكيفية تجنبها" ولعل اختيار كلمة أطباء جاء للدعاية للكتاب، والعنوان الأصدق هو" أبرز إخفاقات الرعاية الصحية وكيفية تجنبها" لأن ما فيه لا يقتصر على نقد الأطباء، بل يشمل منظومة الرعاية الصحية بكل أركانها، الطبيب و الممرض والصيدلاني، وشركات الأدوية، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية و قصورها في المتابعة والرقابة، وكذلك تظهر أوجه القصور في رعاية كبار السن، ومنها نقص عدد الأطباء المختصين بهذه الرعاية، ونقص الأبحاث العلمية التي تُجري على تأثير العلاجات على هذه الفئة العمرية، التى تتزايد عددًا واحتياجات. حصل الكتاب على كثير من الإشادة من قبل قياديين على مستوى رفيع في سلم العمل الصحى، وأكثر من أشاد بالكتاب نصحوا "إذا كنت أنت أو أي شخص تحبه تعانى مرضًا خطيرًا، أو على وشك خوض عملية جراحية خطيرة، فاقتن هذا الكتاب، اقرأه من الغلاف إلى الغلاف، بل خذه معك إلى المستشفى، وانقذ حياتك". (يتبع)