في ظل التوجه العام من أجل تقليص الإنفاق على الرياضة، والذي ينعكس على الأندية بشكل مباشر فإن ثمة مصروفات يمكن التخلي عنها في هذه المرحلة الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على مصلحة الكرة السعودية، وأهم هذه المصروفات هو بند التعاقدات مع العناصر الأجنبية التي تتعاقد معها الأندية بشكل سنوي والتخلص من العبء المالي الكبير لهذه العقود التي تُدفع تكاليفها بالعملة الأجنبية في ظل مرحلة اقتصادية صعبة يمر بها العالم. فعلاوة على الجانب المالي إن للأندية أو حتى على مستوى قطاع الرياضة، فإن ثمة فوائد مرجوة من تقليص عدد اللاعبين الأجانب بنسبة معينة ليستفيد اللاعبون السعوديون ويجدون الفرصة المناسبة والمشاركة بأكبر عدد ممكن من المباريات مما يعزز احتمالية ظهور نجوم سعوديين جدد يدعمون المنتخبات الوطنية بالتزامن وجود العديد من الاستحقاقات الوطنية على مستوى المنتخبات والتي تتطلب وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين والشباب الطامح لوضع بصمته وصناعة التاريخ، وهو الأمر الذي يقف أمام هذا الكم الكبير من اللاعبين الأجانب. يمكن القول: إن نجاح تجربة وجود سبعة لاعبين أجانب كان نسبياً، وإن العديد من الإدارات فشلت في تعاقداتها، صحيح أن فرقاً كالهلال والنصر والتعاون والأهلي والوحدة والشباب والرائد نجحت إلى حد ما في استقطاب أسماء وضعت بصمتها وأحدثت نقلة ملموسة في مستوياتها، لكننا نرى على الطرف الآخر فشلاً ذريعاً في العديد من الفرق وغياباً لتأثير العنصر الأجنبي وهو الذي جاء على حساب اللاعب السعودي الذي فقد فرصته بشكل كبير. إن الحديث عن بروز لاعبين سعوديين لا فائدة منه طالما أن الأسماء الشابة لا تجد مكاناً لها في قائمة فرقها، ولا يمكن تجاهل إحدى البديهيات في عالم كرة القدم والمتمثلة بأن خوض المباريات والمشاركات المتعددة والاحتكاك تصقل الموهبة أكثر من التدريبات، وأن اللاعب يتطور من خلال المباريات فقط كونه يرتكب الأخطاء وينجح في تصحيحها وتجنبها والاستفادة من بقية اللاعبين من محليين وأجانب. ويبقى مركز حراسة المرمى الأكثر حساسية كون وجود لاعب واحد في هذه الخانة يصعّب من بروز أسماء جديدة خصوصاً أن الحراس هم الأقل عرضة للإصابات والإيقافات، ما يعني إمكانية مشاركة الحارس الأجنبي في الغالبية العظمى من مباريات فريقه. وحتى لا يكون لقرار تقليص اللاعبين الأجانب أثر مالي وفني كبير، فإن تخفيض العدد إلى خمسة لاعبين من بينهم لاعب آسيوي سيكون خياراً مثالياً ومتوازناً وعادلاً ويراعي مصلحة الفرق والمنتخبات، ويتواكب مع المرحلة فنياً ومالياً. غوميز سلطان السيف