أمير حائل يرعى حفل التخرّج الموحد للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني    وزير الحرس الوطني يرأس اجتماع مجلس أمراء الأفواج    أمريكا: العودة لرفع الفائدة.. سيناريو محتمل    «الضريبة علينا» على مدى شهر كامل في جدة    رونالدو.. الهداف «التاريخي» للدوري    «الشورى» يطالب «حقوق الإنسان» بالإسراع في تنفيذ خطتها الإستراتيجية    الأمن العام: لا حج بتأشيرة الزيارة    أمير تبوك يطلع على استعدادات جائزة التفوق العلمي والتميز    5 أعراض يمكن أن تكون مؤشرات لمرض السرطان    تحذير لدون ال18: القهوة ومشروبات الطاقة تؤثر على أدمغتكم    هذه الألوان جاذبة للبعوض.. تجنبها في ملابسك    إعادة انتخاب المملكة لمنصب نائب رئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي    مؤتمر بروكسل وجمود الملف السوري    الإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد    تتويج الفائزين بجوائز التصوير البيئي    القيادة تهنئ رئيسي أذربيجان وإثيوبيا    اكتمال وصول ملاكمي نزالات "5VS5" إلى الرياض    القادسية يُتوّج بدوري يلو .. ويعود لدوري روشن    كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة.. ريادة في التأهيل والتطوير    70 مليار دولار حجم سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال    الملك يرأس جلسة مجلس الوزراء ويشكر أبناءه وبناته شعب المملكة على مشاعرهم الكريمة ودعواتهم الطيبة    بلدية الخبر تصدر 620 شهادة امتثال للمباني القائمة والجديدة    أمير الرياض ينوه بجهود "خيرات"    سعود بن نايف: الذكاء الاصطناعي قادم ونعول على المؤسسات التعليمية مواكبة التطور    هيئة تنظيم الإعلام: جاهزون لخدمة الإعلاميين في موسم الحج    «جائزة المدينة المنورة» تستعرض تجارب الجهات والأفراد الفائزين    مجمع إرادة بالرياض يحتفل بيوم التمريض العالمي اليوم    مكتب تواصل المتحدثين الرسميين!    هؤلاء ممثلون حقيقيون    أمير المدينة يستقبل السديس ويتفقد الميقات    الهلال الاحمر يكمل استعداداته لخدمة ضيوف الرحمن    «مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية»: بلوغ نسبة مبادرات رؤية 2030 المكتملة والتي تسير على المسار الصحيح 87%    المملكة تدين مواصلة «الاحتلال» مجازر الإبادة بحق الفلسطينيين    رفح تحت القصف.. إبادة بلا هوادة    ولاء وتلاحم    وزارة البيئة والمياه والزراعة.. إلى أين؟    ضبط 4,77 ملايين قرص من مادة الإمفيتامين المخدر    أسرة الحكمي تتلقى التعازي في محمد    وزير الحرس الوطني يرأس الاجتماع الثاني لمجلس أمراء الأفواج للعام 1445ه    بطاقات نسك    إرتباط الفقر بمعدل الجريمة    تواجد كبير ل" روشن" في يورو2024    في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. أولمبياكوس يتسلح بعامل الأرض أمام فيورنتينا    العروبة.. فخر الجوف لدوري روشن    الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية    اختتام معرض جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز    أخضر الصم يشارك في النسخة الثانية من البطولة العالمية لكرة القدم للصالات    مثمنًا مواقفها ومبادراتها لتعزيز التضامن.. «البرلماني العربي» يشيد بدعم المملكة لقضايا الأمة    أمريكي يعثر على جسم فضائي في منزله    «أوريو».. دب برّي يسرق الحلويات    القارة الأفريقية تحتفل بالذكرى ال 61 ليوم إفريقيا    شاشات عرض تعزز التوعية الصحية للحجاج    دعاهم للتوقف عن استخدام "العدسات".. استشاري للحجاج: احفظوا «قطرات العيون» بعيداً عن حرارة الطقس    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في نجران    سلمان بن سلطان: رعاية الحرمين أعظم اهتمامات الدولة    ملك ماليزيا: السعودية متميزة وفريدة في خدمة ضيوف الرحمن    إخلاص وتميز    ولادة 3 وعول في منطقة مشروع قمم السودة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناعة المعارض والمؤتمرات.. منصة واعدة للشباب

تعد صناعة المعارض اليوم من أهم الوسائل لتنشيط الحركة التجارية والقطاع الخاص وبدا واضحاً أن الوعي بهذه الصناعة آخذ في اتجاه التنامي، يعزز ذلك بروز هذه المعارض على حلتها الجديدة، بما يعطي دعم هذه المشروعات للتاجر الصغير حيث تشهد المعارض المتنقلة والمؤقتة منافسة قوية بين تجارب شبابية خاصة بأنها تعرض المنتجات والمشغولات وتستهدف احتياجات المرأة والطفل في معظمها وكل هذه المعارض فتحت الباب أمام نوع مستحدث لمفهوم التسوق العصري في المملكة وهي تشكل فرصة شبابية حقيقية تدعم هذه الفئة من حيث العرض والطلب على اعتبار أنها تشجيع على مثل هذه الفرص كما أنها تفتح المجال لزيادة إبداعها. إلى جانب أنها تمثل حلقة وصل بين المنتجات المحلية والمستوردة ولكل ما من شأنه أن يساهم في زيادة النشاط التجاري. وكل ما يتضمن هذه المعارض من بضاعة يتمثل عادة بكونه ابتكار شخصي وفريد من نوعه.
"الرياض" تفتح قضية المعارض المتنقلة والمؤقتة، وتستعرض عبر هذا التحقيق أبرز الإيجابيات والإشكاليات حولها:
مستوى المعارض
في الوقت الذي بدأت فيه المعارض المتنقلة تشق طريقها نحو التواجد ومحاولة تقديم نفسها بشكل مختلف إلا أن تلك العلاقة التي ترتبط بين الشركات الخاصة وبين المعارض المتنقلة مازالت مرتبكة ولم تخرج من إطار الرؤية غير الواضحة، فالمعارض تبحث عمن يؤمن بها في حين تتحفظ الشركات الكبرى عن دعم مثل تلك المعارض لأنها مازالت تجد أن طموحاتها أكبر من مجرد معرض يقدم منتجاته، سواء ما تعلق منها بالمشروعات الشبابية الصغيرة أو الإبداعات الشخصية ويتنقل مستهدفاً أكبر قدر ممكن من الناس، ذلك ما أكدته بعض سيدات الأعمال واللواتي أرجعن غياب تلك الثقة إلى الجهات المعنية خاصة الأمانات، مع عدم وجود رؤية حقيقية تنظم عمل المعارض لتخرج به من الصورة النمطية التي تقلل من قيمته وتجعله أقل تأثيراً وانتشاراً، في حين لم يقلل ذلك الخلط المرتبك في العلاقة بين الشركات الخاصة وبين المعارض من مطالبات سيدات الأعمال بالتأكيد على ضرورة أن تعيد الشركات الخاصة النظر في تلك العلاقة إما بالدعم أو بالمشاركة في تأهيل العارضين. وأرجعت سيدة الأعمال فوزية النافع الخلل في علاقة الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص بالمعارض المتنقلة إلى حداثة تجربة المعارض المتنقلة في المملكة فلم تتشكل حتى اليوم الثقة بين الطرفين فهناك الكثير من الشباب المبدع في مشروعاتهم الخاصة يحاولون أن يقدموا أنفسهم بشكل جيد، إلا أنهم حينما يشتركون في مثل هذه المعارض فإنهم للأسف لا يحصلون على ما يريدون بسبب أن مثل تلك المعارض ضعيفة ولا تجد المطلوب من مشاركتها، ولذلك تخرج المعارض المتنقلة من حيز اهتمام الشركات الخاصة فالثقة مازالت غير موجودة كما أننا بحاجة إلى عامل الوقت حتى تنضج الفكرة مبينة أن الشركات الخاصة طموحاتها عالية مما يطرح في المعارض الفنية، وذلك ما يحدث معها بشكل شخصي فحينما يعرض عليها عرض من قبل تلك المعارض المتنقلة للمشاركة فيها وحينما تطلع على مقومات المعرض تجدها متدنية وذات طرح ضعيف، ولذلك ترفض خوض تجربة المشاركة وذلك ما ينطبق على الشركات ودعمها لتلك المعارض، فالسوق والعارضون يحتاجون إلى الكثير من العمل والجهد حتى يقدموا أنفسهم بشكل يبعث على الثقة التي تدفع الشركات الكبرى لدعمهم.
وأكدت أن هناك بعداً من الشركات الخاصة منهن كسيدات أعمال لدعم تلك المعارض المتنقلة، لأن القناعة بما يقدم مازالت للأسف غير موجودة، وهذا ما يجعل الشركات أيضاً الكبرى تبتعد عن دعم هذه المعارض، فالحقيقة أن المستوى لتلك المعارض مازال تحت خط التمكن والابداع وهذا ما ينطبق على العارضين أنفسهم وهذه مقومات تحتاج للكثير من الجهد والفكر مبينة أنها كسيدة أعمال حينما ترى أن منتجها قد لا يصل من خلال تلك المعارض فإنها لن تتحمس لدعم المعرض. وأشارت إلى رفضها لعشرات المعارض التي طلب منها المشاركة فيها ولكنها كانت دون المستوى المأمول وما يؤلم الشباب المبدع الذي يقدم أفكاره ومشاريعه في مثل تلك المعارض فللأسف يظلم عملهم كثيراً ولذلك فنحن بحاجة إلى احتضان لمثل تلك الأفكار والمشروعات المثمرة بطريقة مختلفة ومثمرة.
التسويق السياحي
أوضحت المستشارة عضو اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية بمجلس الغرف نوف الغامدي أن المعارض المتنقلة تجربة مهمة للتنشيط التجاري وذلك من خلال فتح قنوات التواصل وسهولة الوصول إليها من خلال التواجد الجغرافي مع المستهلكين، كما أنها تعتبر فرصة مهمة للشباب لتسويق منتجاتهم وخدماتهم، وتعد منصات للاتصالات، لذلك تستكمل أغلب العقود بعد المعرض، وعليه من المفهوم أن ينسب إجمالي حركة البيع للشركات التي تتحقق أثناء المعرض وبعده بعدة شهور، إلى المشاركة في تلك المعارض المتخصصة.
وأكدت الغامدي أن الشركات والمؤسسات تجني أرباحاً من وراء المشاركة وعرض الجديد لديها ومن خلال الاجتماع بالزوار من التجار والمتخصصين، وهي تعد مولداً كبيراً للوظائف حيث تعتمد الكثير من الدول على هذا القطاع في توفير فرص وظيفية لمواطنيها إذ أن قطاع المعارض والمؤتمرات يمثل حيزاً مهماً في السوق السياحي بالمملكة بإنفاق يمثل أكثر من 20 % من إجمالي السياحة في المملكة حيث قام أكثر من (3.5) مليون زائر بحضور المعارض والمؤتمرات لهذا العام بمعدلات إنفاق تجاوزت (9) مليار ريال وذلك حسب تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية.
الأسر المنتجة وصغار المستثمرين
ويؤكد رجل الأعمال ونائب رئيس اللجنة السياحية بتبوك عبدالله الزهراني أن تكرار إقامة هذه المعارض والتوسع في تلك التجربة يعبر عن اقتناع أصحاب الأعمال والتجار بمساهمتها في الحراك التجاري وتحفيزه خاصة وأن كثيراً من المؤشرات أظهرت إقبالاً وتفاعلاً كبيرين لهذه المعارض التي توفر فرصاً جيدة لعرض وبيع منتجاتهم وخدماتهم.
وأضاف أن المعارض التجارية المتنقلة أصبحت اليوم الوجهة الترويجية الأكثر كفاءة وفاعلية لما تضمنته من مميزات وخصائص تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة أو صغار المستثمرين إضافة إلى أنها تمكن المستهلك من فرص الاطلاع ومتابعة كل جديد من خلال المعارض التي تقام من فتره لأخرى، والتجار وجدوا في تلك المعارض أفضل وسيله لتوصيل المعلومة الصحيحة للسلع ليجد المستهلك الشرح الكافي من خلال العارضين المختصين بالتسويق وإيصال المعلومة الصحيحة والمفيدة، كما أن المعارض المتنقلة أصبحت اليوم منصة الاطلاع على التجارب الناجحة إذ بدأت تستقطب الشباب الذين يحضرون بهدف إيجاد المعلومات لأي مشروع يرغبون الاستثمار من خلاله.
قاطرة تدعم الاقتصاد المحلي
وأكد خبراء ومتخصصون في الإدارة والتسويق على أن المملكة قادرة على التوسع والاستيعاب في استقبال وتنظيم المزيد من المعارض المتخصصة والفعاليات والمؤتمرات العالمية، لما تتميز به من بنى تحتية جيدة، وتنوع جغرافي هائل، ومرافق ومبانٍ مصممة على أحدث الأساليب الهندسية في العالم، ولديها الإمكانات الضخمة، مشيرين إلى أن قطاع المعارض هو القاطرة التي تجر باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى.
ومن المتوقع أن ترتفع مساهمة صناعة المعارض والمؤتمرات في الناتج المحلي خلال الأعوام المقبلة، حيث تمثل حالياً صناعة المعارض والمؤتمرات -تقريبا-حوالي 0,05 % من الناتج المحلي، ويعمل البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات بطاقة الأداء المتوازن للوصول إلى نسبة مرتفعة تشكل 2 % من إجمالي الناتج المحلي بحلول العام 2020 م، كما تشير إحصائيات البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات إلى أن عدد المؤسسات التي حصلت على تراخيص في نشاط تنظيم المعارض والمؤتمرات في المملكة بلغ في نهاية العام 2016 نحو 539 منشأة، بزيادة تقدر ب 134 % عن العام 2015م والذي يوضح مستوى الإقبال لدى المستثمرين الجدد في المشاركة بصناعة المؤتمرات والمعارض.
وأوضحت عبير الخريف -مستشارة إدارة وتسويق- أن أهمية المعارض تأتي في دعم الاقتصاد نظراً لما لها من أهمية كبرى في تحريك قاطرة الاقتصاد، فعندما تتحرك مركبة المعارض والفعاليات الكبرى فإنها تقوم بتحريك كل ما هو مرتبط بها من قطاعات أخرى مثل قطاع الطيران، وقطاع الفنادق والسياحة والنقل والشحن، وقطاع البنوك وشركات تأجير السيارات وأيضاً قطاع التجزئة والمطاعم، وغير ذلك من القطاعات الحيوية المرتبطة ببعض، وكل هذا يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأضافت الخريف: " كلنا نعلم أن الأزمة العالمية في عام 2008 قد أثرت على معظم القطاعات الاقتصادية، ولكن سريعاً ما شهد قطاع المعارض نهوضاً ونشاطاً غير مسبوق في تنظيم المعارض والمؤتمرات لأنه هو القطاع القادر على إعادة التوازن الاقتصادي للسوق من خلال الاهتمام به ودعمه وتهيئة الفرص الواعدة له، وقد يعود ذلك بسبب أن معظم الشركات المتأثرة اقتصادياً -ذلك الوقت- تحتاج إلى إعادة الانتشار، والحضور مرة أخرى على الساحة الدولية، وهذا لا يأتي إلا من خلال الفعاليات والمؤتمرات الكبرى التي تحرص المملكة على احتضانها ورعايتها وكذلك التظاهرات الاقتصادية الكبرى وأيضاً عن طريق المعارض المتخصصة التي تتميز بتنظيمها.
منصات للاتصالات
فيما أكدت إيمان المعجل -تسويق الكتروني- على أن للمعارض التجارية المتخصصة أهمية كبيرة فهي لا تزال تلعب دوراً مهماً في تنمية الاقتصاد إضافة إلى أنها أصبحت منصات للاتصالات، لذلك تستكمل أغلب العقود بعد انتهاء المعرض وعليه من المفهوم أن ينسب معظم حركة البيع للجهات التي تتحقق أثناء المعرض وبعده بعدة شهور لاحقة، وبالفعل تجني الشركات والمؤسسات أرباحاً من وراء المشاركة وعرض الجديد لديها ومن خلال الاجتماع بالزوار من التجار والمتخصصين، وتواصل "المعجل" ولكن لابد أن نعي أن مشروعات إقامة المعارض والمؤتمرات لا تقتصر على تجميع أشياء مثيرة للانتباه وتواكب اتجاهات السوق العالمي في مكان وزمان معينين، بل هي أنشطة وفعاليات تقام لأسباب محددة ولتحقيق نتائج معينة، ولكي تحقق النجاح الكامل لابد أن تشهد المعارض المتخصصة لإقامة نشاطها في ذات الأهداف الواضحة والأكثر انسجاماً وتكيفاً مع أحدث الاتجاهات والتطورات في هذه الصناعة العالمية، ولا يغني الكم الهائل لوسائل التكنولوجيا المتوافرة هناك فلا يمكن التفوق على فرص التواصل المباشر بين العارضين والجمهور.
تعزيز القدرات التنافسية
وأكدت سيدة الأعمال مايا حلفاوي على اهمية دعم التاجر الصغير والمعارض المتنقلة وذلك نظراً لاحتياج السوق الشديد لها وتساهم في دفع عجلة الاقتصاد، وتدعم الشباب ولكن أعتقد أن طريقة الدعم والتي تتلاءم مع البرامج الجديدة مثل البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات يقدم هذا الدعم ويتيح الفرصة للتجار الصغار بإقامة المعارض المتنقلة، ولديهم دعم كبير لمثل هذا النوع من المعارض، ونتمنى أن نراها منتشرة في جميع أنحاء المملكة خاصة وأننا نطمح لأن تكون لها مشاركة دولية خاصة وأننا نفتقد الدعاية للمشغولات اليدوية السعودية في أنحاء العالم. من جانبها تحدثت فوزية الطاسان المديرة العامة للجمعية الفيصلية عن تجربتهم لمشروع "سليسلة" ومشاركتهم الخارجية له وهو عبارة عن معرض لصناعات المنتجات التراثية بطريقة متطورة قائلة: إن مشروع "سليسلة" يعتبر من أحدث مراكز الجمعية الفيصلية وكانت بدايته عبارة عن مركز للإنتاج اليدوي، وكان التركيز فيه على فئة فتيات الصم والبكم كتدريب وتشغيل والمعاقات جسدياً بالإضافة لمشاركة فئة من الفتيات السليمات وتطور إلى أن أصبح مركز سليسلة لتطوير التراث السعودي، وركزنا على تنمية الحرف وتطوريها خاصة في مجال السدو والسعف وكل ما له علاقة بالتراث السعودي وكل موروث في التراث العمراني مثل النقوش في المباني وكيف يمكن استخدامها في المنتجات الحرفية وتم التعاقد مع جهات خارجية في ماليزيا لتطوير السعف في جزئية التلوين والتلين ومن جانبنا قمنا بتطوير السعف بشكل مبدع من حيث نسج السعف بطريقة احترافية مع مواد أخرى، ومزجه مع السدو وأنتجنا منتجات متميزة لاقت استحسان المستهلكين في السوق وتم تعاقد الشركات معهم بالتراث السعودي لأخذ المنتج وبيعه.
تفاعل القطاع الخاص ضعيف..!
ترى سيدة الأعمال فاديا الراشد أن المعارض المتنقلة تمثل منصة ومنفذاً رئيساً لدعم شباب وشابات الأعمال، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة على نطاق كبير ومتنوع، فهناك ما يختص بالأعمال الريادية وعرض وبيع المنتجات، ومنها ما يختص بالتوظيف وجميعها تصب في التنمية الاقتصادية المستدامة مبينة أنه من المهم جداً أن تقوم بعض الجهات بدور واضح كالأمانات والغرف التجارية في توفير مقر دائم للمعارض بشروط ممكنة وأسعار رمزية كما أن عدم وجود مظلة تجمع المشروعات الصغيرة أو المتناهية الصغر، والمقصود بها تلك الجمعيات التعاونية والتي تحقق لهم شراءً جماعياً ومعارض جماعية ومقراً جماعياً يوفر عليهم التكاليف المادية ويمكنهم من الانضمام إلى التأمينات الاجتماعية لتحقيق الاستمرارية.
أما عن تفاعل القطاع الخاص مع تلك المعارض المتنقلة فرأت الراشد أنه لم يصل للمستوى المطلوب حيث تتردد الكثير من الشركات في دعم ورعاية هذه المعارض، حيث إنه ليس هناك مردود واضح عليها، وقد يكون التركيز الإعلامي محفزاً ومشجعاً للقطاع الخاص للدعم، ونشر ثقافة ريادة الأعمال، وإبراز دورها في رفد الاقتصاد مهم جداً، إلا أننا يجب أن نعلم أن المعارض المتنقلة تعتبر مشروعات الشباب آلية جديدة تتيح للشباب المستثمر الفرصة لتسويق منتجاتهم أو خدماتهم ودعم الشركات الكبرى لهذه المعارض سيكون له أثر تنموي وانتشار فكرة رواد الأعمال وإستثمار الشباب بين عامة الشباب ويحدث نوع من المحاكاة مما يزيد أعداد الشباب المستثمر ويقلل نسبة البطالة وقد يجد أصحاب الأعمال فرصاً لتنفيذ بعض مراحل إنتاجهم أو أعمالهم من خلال ما يرونه في المعرض المتنقل وتزيد فرص الشباب في عمل تعاقدات تنمي مشروعاتهم.
المعارض الناجحة تخلق الوعي الاستهلاكي
أكد المحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري أن المعارض التجارية وانتشار ثقافتها ترفع من أهمية الوعي الاستهلاكي وتخلق لدى المستهلك قاعدة واسعة من المعلومات حول السلع ومواصفاتها وجودتها، مشيراً إلى أن من الأهمية بمكان أن تكون تلك المعارض وفق إستراتيجيات نوعية ومحددة وتخضع لمعايير الترويج والتسويق الهادف كما أنه من الضرورة أن يصاحب تلك المعارض ورش عمل تثقيفية تفاعلية محفزة للمستهلكين بمحاور تضمن تحقيق ثقافة استهلاكية واعية ونبّه إلى أن إقامة تلك المعارض بطرق عشوائية غير مدروسة هدر للطاقات والموارد إذ إن المستهدف منها يجب أن يكون وفق خطة متكاملة مع إضافة جوانب تحفيزية للحضور كما أن إقامة المعارض مجالاً خصباً لتبادل الأفكار وجمع أطراف السوق ومعرفة اتجاهاتها وأبعادها ومؤثراتها لتكون صناعة تدعم مكونات الاقتصاد وتحفزه في هذا الاتجاه.
وتابع: إن السوق السعودي اليوم بحاجة ماسة إلى من يلعب دور المُثقف لا البائع فحسب، فالسلوك المتوقع لأداء أي سوق يعتمد كلياً على وعي إدارة الطلب والأسعار والمحددات الأخرى، وهنا يكمن فعالية الأداء العام للسوق، وطالب الغرف التجارية بإعادة هيكلة تلك المعارض بوضع منهجية وخطط أداء ذات تنظيم عالي الجودة؛ لتحقق مساهمة حقيقية في رفع مستوى الوعي الاستهلاكي لتلك المنتجات كهدف رئيسي ومن ثم العمل وفق منظومة مجدولة حسب الزمن والمكان، مبيّناً أن هناك الكثير من المكاسب الاقتصادية والمكاسب المجتمعية لمثل هذه المعارض، إذ تخلق حراكاً اقتصادياً وسياحياً تقود إلى نتائج أفضل وتعزز القدرات التنافسية بين المنتجين ومن ثم العمل على تطويرها وتحسين جودتها.
المعارض والمؤتمرات فرصة لتبادل الأفكار الناجحة بين شباب الأعمال
عبدالله الزهراني
د. نوف الغامدي
فوزية النافع
فاديا الراشد
عبدالرحمن الجبيري
Your browser does not support the video tag.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.