نعرض هنا نموذجاً لزوجين ذهبا الى قسم الشرطة للزواج وأخذا تعهدا على أسرة الفتاة بعدم التعرض لهما أو الاعتداء على أحد منهما ومن بينها حالة هند. ع. ل حيث تقول أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاما أتمتع بقدر كبير من الجمال، عائلتي متوسطة الحال، حاصلة على مؤهل عال، مدللة أهوى الرفاهية.. لدي ثلاثة أشقاء وترتيبي بينهم الثالثة.. بعد تخرجي في الجامعة التحقت بالعمل في إحدى الشركات، تعرفت على زميل لي في العمل يكبرني بعشرين عاما، ونشأت بيننا صداقة قوية قام على إثرها بمصارحتى بحبه لي وكانت تلك بمثابة المفاجأة.. حيث كنت في بادئ الأمر أتعامل معه كشخص عادي إلا أنني وبدون أن أشعر وجدت نفسي أنجذب إليه وأفضله على كثير من الشباب الذين كانوا يتمنون الارتباط بي وعلى الرغم من فارق السن إلا أنني أحببته حبا لا يوصف ، وبعد قصة حب استمرت أكثر من ثلاث سنوات تقدم لخطبتي لكن أسرتي رفضت زواجي منه.. تستكمل هند حكايتها فتقول.. صممت على موقفي بالارتباط من هذا الرجل.. خيرتني الأسرة بينهم وبينه.. اخترته هو بالرغم من حبي الشديد لأهلي وصعوبة هذا القرار على نفسي.. وكنت أرغب بعد زواجي منه أن أحببهم فيه ، ولكن للأسف ظلت الأسرة رافضة هذا الارتباط وذلك لعدة أسباب من أهمها عدم التكافؤ بيني وبينه في التعليم والسن. بالإضافة إلى أنه متزوج من أخرى ولديه منها ثلاثة أولاد ورغم كل هذا تمسكت به وفضلته على الكثيرين حتى أهلي، وقبل زفافي بيوم جن جنون أخي الكبير فكيف أبيع أهلي بهذه السهولة من أجل إنسان غير كفء لي.. وأقسم بأنه سيحول حياتي وزواجي إلى جحيم مما أدخل الرعب إلى قلبي فلجأت إلى قسم الشرطة التابع لنا وأبلغتهم بالواقعة كاملة وأن أخي يهددني وزوجي بالقتل وطلبت حماية الشرطة لي من أخي فتم استدعاء الأخ الكبير ووالده ومواجهتهما بالواقعة، وتم أخذ تعهد عليهما بعدم التعرض لي ولزوجي. ولكن - والحديث على لسان هند - وعند خروج أبي من القسم قال لي حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.. وسوف يأتي اليوم الذي تندمين فيه على فعلتك هذه.. المهم تم زفافي إليه بعد أن أسس لي شقة وفرشها بأفخر الأثاث وأحضر لي المجوهرات والمصوغات الذهبية مما جعلني أشعر بأنني امتلكت الدنيا كلها.. وأصبح هو كل شئ في حياتي فرأيت فيه الأب والزوج والأخ والصديق والابن.. كنت أعامله معاملة طيبة جدا وحريصة على فعل كل الأشياء التي يحبها والبعد عن أي شئ يضايقه أو يعكر صفونا خصوصا أنه كان يقضي معي يوما أو يومين من كل أسبوع. جحيم ما بعد الجنة تستطرد هند حكايتها فتقول : ومرت الأشهر الأولى من زواجنا وكأنني أعيش في الجنة، ولكنه دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث سرعان ما تغير زوجي وأصبح إنسانا آخر غير الذي عرفته وأحببته وخالفت أهلي وبعتهم من أجله.. لقد أصبح شخصا عدوانيا مستبدا يتمسك برأيه دون أي مناقشة.. أصبحت كلمته هي العليا وكلمتي هي السفلى، تبدلت غيرته إلى عدم ثقة، وحبه الذي أوهمني به إلى عدم اهتمام وأصبح دائم التعدي علي بالضرب والسب الذي يحمل أبشع الألفاظ الجارحة ،بالإضافة إلى أنه راح يضع شروطا من الصعب تنفيذها وأهمها عدم الإنجاب لوجود ثلاثة أطفال من زوجته الأولى ولا يريد طفلا مني يشاركهم حبهم له.. وأضافت هند.. تنازلت عن أشياء كثيرة ووافقت على شروطه رغم رفضي الشديد لهذه الشروط المستبدة إلا أن ذلك لم يعجبه أيضا ولم يرض رجولته ، فراح يتركني في المنزل بمفردي لأسابيع ولا يأتي إلي.. حاولت ملء فراغي بالعديد من أنواع التسلية مثل قراءة المجلات والصحف ومشاهدة القنوات الفضائية وغير هذا من الأشياء التي من شأنها أن تؤنس وحدة زوجة هجرها زوجها بعد أن هجرت هي أهلها من أجل عيونه! الغريب أنه إذا تصادف وحضر إلى المنزل كان يعاملني كصديقة وليس زوجة وبعد قضاء ما يقرب من 4 أو 5 ساعات كان يترك لي المصروف ويذهب إلى عمله ثم إلى بيته الثاني حيث زوجته الأولى وأم أولاده.. استمرت حياتي هكذا إلى أن حضر إلي ذات يوم ليفاجئني بأنه لا يستطيع العيش معي دون أن يبدي أي أسباب.. وقع هذا الخبر علي وقع الصاعقة التي ألجمتني وشلت تفكيري ثم رحت أتساءل.. أهذا هو الرجل الذي أحببته؟.. كل هذه التساؤلات وغيرها دارت في رأسي لأجد نفسي أمام إجابة واحدة وهي أنني السبب فيما يحدث لي الآن.. بعد قراره هذا كان يهرب من مواجهتي مما دفعني إلى إرسال بعض الأصدقاء ليعرفوا منه ما هو سبب غيابه عني لمدة أسبوعين متتاليين وعدم رضاه علي وأسباب إصراره على الطلاق فكان رده أغرب من قراره وهو الطلاق بدون أي أسباب، وبالفعل تم الطلاق عبر التليفون وذلك عندما كنت أكلمه وأتوسل إليه أن يرجع ونكمل مع بعضنا ما بدأناه من مشوار الحب، إلا أنه ضحى بكل شيء وألقى على أذني يمين الطلاق. حكاية مهندسة أما وفاء .ع.م مهندسة ديكور وتبلغ من العمر 33 عاماً ومتوسطة الجمال فتبدأ حكايتها بالبكاء الشديد نادمة على ما فعلته قائلة تخرجت في كلية الهندسة جامعة عين شمس وكنت مثالا للفتاة المجتهدة حتى إنني حصلت على بكالوريوس الهندسة بتقدير جيد جداً.. وكانت سعادتي وأهلي كبيرة بهذا التقدير ،ونظراً لأن أبي ميسور الحال فقام بشراء شقة تمليك باسمي بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر فتحها مكتبا لتصميم الديكورات وقام بتأثيثها بأفخر الأثاث، وبدأ يساعدني في الحصول على مناقصات للشركات والمؤسسات، وعمل ديكورات لفيلات وشقق أصدقائه ومعارفه حتى أصبح المكتب على مدى خمس سنوات من أشهر مكاتب الديكور في محافظة القاهرة بل تعداها إلى المحافظات الأخرى.. أثناء هذه الفترة كان يعمل معي في المكتب مجموعة من خريجي المعاهد الصناعية الخاصة بالديكور وكانوا يبذلون مجهوداً كبيراً في إنجاز العمل. وشد انتباهي أحد هؤلاء الشباب فمظهره يدل على أنه ذو أخلاق عالية ومجهوده في العمل كان أكثر من كل زملائه مما جعلني أجعله رئيساً لمجموعة العمل ،وبعد عامين من ذلك استطاع أن يجعلني أعتمد عليه في جميع أعمال المكتب، وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه إطلاقاً فأصبح بالنسبة لي كل شئ. وكنت ألاحظ اهتمامه الشديد بي، ونظراته تقول أحبك ولكنه لم يقلها ولكن افعاله كلها تعبر عنها.. حتى جاء يوم وطلب مني الحديث على انفراد في مكان خارج الشركة، فوافقت على الفور، وتقابلنا بأحد الفنادق الكبرى لتناول الغداء، وفوجئت به يصارحني بحبه لي وأنني ملأت وجدانه وإحساسه منذ أول لقاء لنا في العمل وأنه لم يصارحني خلال هذه المدة حتى يثبت لي كفاءته في العمل ويكون جديرا بمصارحتي بحبه، وظل يحاصرني بكلامه المعسول وابتسامته المعهودة حتى شعرت بأن جسمي مخدر من تأثير كلامه.. ولا أخفي عليك أنني كنت معجبة به أشد الإعجاب وبعد كلامه هذا استسلمت لحبه وتعددت اللقاءات التي وثقت هذا الحب حتى أصبحت لم أعد أرى أي رجل أمامي إلا هو، في إحدى المقابلات صارحني برغبته في الزواج مني وأحسست أنني أطير من الفرح وصارحت أهلي بهذا الخبر ولكنهم رفضوا هذا الزواج. تستطرد وفاء حديثها قائلة: صممت على الزواج من هذا الشاب، فأنا لم أعد صغيرة لكي يتحكم بي أحد حتى لو كان والدي، فأنا التي أحدد مصيري بيدي.. ويا ليتني سمعت كلامهم.. المهم عصيت أهلي واتفقنا على الزواج، ولكن والدي علم بموعد عقد القران من أحد العاملين بالمكتب، وعلمت من أحد أقاربي أن والدي وعمي يعدان العدة لخطف عريسي قبل عقد القران.. فما كان منا إلا أننا توجهنا إلى قسم الشرطة وقمنا بعمل محضر ضد والدي وعمي وطلبنا حمايتنا منهما وأخذ تعهد عليهما بعدم التعرض لنا. وتم استدعاؤهما وما أن دخل والدي القسم ورأني حتى كاد يغمى عليه، ولكنه تماسك وتم أخذ تعهد عليهما بعدم التعرض لنا وإيذائنا.. وقد طلبنا عقد القران في القسم حتى يتم حسم الأمر.. وهذا ما تم بالفعل.. المهم تزوجنا في شقته بمدينة نصر وبعد مرور أربعة أشهر عشناها كلها «عسل في عسل» حتى شعرت بأعراض الحمل فطلب مني زوجي الراحة في البيت من أجل الجنين وأنه سيقوم بجميع أعمال المكتب وسيقدم لي تقريرا يوميا عن الأعمال.. وفعلاً تم ذلك لمدة شهرين، ومن سوء حظي أن حملي كان من النوع الصعب الذي يستلزم نومي بالسرير دائماً، حتى جاء اليوم الذي أخبرني فيه زوجي بضرورة عمل توكيل له لإدارة العمل خاصة أمام الجهات المسؤولة نظراً لعدم قدرتي على الخروج من المنزل.. فوافقت وقام بإحضار مندوب الشهر العقاري في المنزل واستخرج التوكيل اللازم.. تتنهد وفاء تنهيدة طويلة تنم عن الندم والحسرة وتواصل حديثها قائلة.. ظل زوجي على رعايته لي حتى وضعت مولودي الأول وقد استلزمت رعاية الطفل بقائي بالمنزل ثلاثة أشهر متصلة ، وعندما طلبت منه النزول للمكتب لمباشرة العمل أجابني بأن الطفل محتاج الى رعايتي وأنه يدير العمل على خير وجه، وعندما طلبت منه تقريراً عن أعمال المكتب قال إن العمل يأخذ كل وقته وليس لديه وقت لعمل تقرير، ثم لاحظت أنه لا يريد مني النزول للعمل أو الاطلاع على ما يجري في المكتب وأمام ذلك تركت طفلي مع الشغالة وذهبت إلى المكتب لأطلع على العمل به، فوجئ زوجي بدخولي عليه حجرة المكتب مما أثار غضبه ولكنه تماسك ورحب بي أمام العاملين.. وطلبت التعرف على كل شئ فقال لي كل شئ سيكون جاهزا للعرض عليك خلال أسبوع وانصرفت إلى منزلي. وفي المساء عاد إلى المنزل وعاتبني على ذهابي للمكتب بدون استشارته فقلت له هذا مكتبي ولابد من معرفة كل شيء عنه فنظر إلىّ نظرة لم أشاهدها من قبل ،نظرة حقد ولم يتكلم.. فدب الشك في قلبي وبدأت أتحرى عما يفعله.. وكانت الطامة الكبرى فقد علمت أن زوجي نقل ملكية المكتب كاملة له بالتوكيل الذي منحته إياه ولم أعد أملك أي شئ فيه.. فكان الخبر كالصاعقة وتذكرت كلمة والدي وعمي عندما قالا لي: «ستدفعين الثمن غالياً على فعلتك هذه».. واستولى على رصيدي في البنك وسيارتي الملاكي ولم أعد أملك أي شيء.. وعندما واجهته بذلك ابتسم في وجهي وقال أموالك هي أموالي وعملك هو عملي ولا فرق بيننا.. ولكنني نهرته وقلت له انت ضميرك غير سليم لأنه كان من المفروض أن تعلمني قبل عمل أي شئ ولكن من الواضح أنك طمعت فيما أملك وأردت أن تجردني من كل شيء.. فقال هذا هو الوضع الجديد الذي يجب أن تعيشي فيه لم أدر ماذا أفعل بعد أن خسرت أهلي من أجله وأصبحت لا أستطيع الاتصال بهم، وقتها شعرت بعذاب الضمير والندم والحسرة على ما فعلته مع أهلي من أجل رجل ثعبان نذل. وبدموع الندم تكمل وفاء حديثها قائلة: ظللت أفكر في مصيبتي وأصبت بالانهيار العصبي وأصبحت حالتي النفسية تحت الصفر، ومضى شهر على هذا الحال ولم أستطع الوصول إلى قرار في هذه المصيبة، هذا بخلاف أن زوجي أصبح يبيت خارج المنزل وليس لي الحق في سؤاله عن هذا. وفي يوم من الأيام أخبرني أحد العاملين بالمكتب أن زوجي على علاقة بفتاة أخرى وينوي الزواج منها.. فجن جنوني.. وأخبرت إحدى قريباتي بما أنا فيه أبديت لها ندمي الشديد واستنجدت بأهلي كي ينقذوني من هذا النذل.. وكانت المفاجأة التي لم أكن أتوقعها حيث حضر أبي وعمي وإخواتي وأولاد عمي وبعض أقاربي إلى منزلي وبمجرد أن رأيتهم انهارت قواي ورحت في غيبوبة ولم أفق إلا على يد الطبيب، وما إن علم أهلي بالتفاصيل حتى تولوا أمر زوجي وقاموا باسترجاع كل ممتلكاتي وأموالي ومكتبي، وانفصلنا وأنا الآن في بيت أبي أعيش في حالة نفسية سيئة ذليلة أتمنى أن أُقبل رجل أبي وأمي وأهلي وأن يسامحوني على تصرفاتي الطائشة، وأتمنى من الله أن يغفر لي معصيتي لأهلي. وتقدم وفاء نصيحة لكل الفتيات بألا يستسلمن لقلوبهن وألا ينخدعن في الكلام المعسول باسم الحب وعليهن تحكيم عقولهن أولاً فيمن سوف يتقدم للزواج منكن مهما كان مفهوم الحب لأن الحب الحقيقي الخالي من الأنانية نادر الآن.. وأهم من هذا كله عدم عصيان الآباء وعدم التضحية بالأهل في سبيل الحب.. فهم الأقدر على حمايتكن.. وعلى رأي المثل: «اللي ما لوش كبير يشتري له كبير». ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة